أعلن اعلامُ العدوِ انه تمَ تعزيزُ التشكيلاتِ الدفاعية، وعقدُ جلسةٍ استثنائيةٍ في وزارةِ النقلِ برئاسةِ الوزيرة -ميري ريغف- وحضورِ مسؤولي الموانىءِ والطيرانِ والقطارِ استعداداً لاحتمالِ ان يحاولَ اليمنيون استهدافَ البنى التحتية.
جبهة قتال من نوع آخر، دخلها الصهاينة مع اليمن.. اليمن، بصواريخه البالستية والمجنحة ومسيراته، والأهم والأكثر خوفاً بالنسبة للكيان، هو القرار السياسي الحازم والحاسم، لدى أنصار الله.
مرهق هذا الانتظار في الكيان، فضربات اليمن ثقيلة، والأماكن المحددة ليست الوحيدة ضمن دائرة الاستهدافات اليمنية المفترضة. نار جديدة بوجه قادة الكيان، لم تنفع معها الحمايات الاميركية والغربية لردع اليمن، ولن تنفع.
بعيداً عن حسابات نتنياهو في ضربه اليمن مباشرة.. لكن مما لا شك فيه، أن الاتي من هناك باتجاه فلسطين المحتلة، سيحرق أوراق حساباته.
ويُقدّمُ العدوانُ الصهيونيُ على ميناءِ الحديدة، تفسيراً لحجمِ الايلامِ الذي لحقَ بكيانِ الاحتلال ليس فقط من مُسيّرةِ يافا، بل وما قبلَ يافا من شهورِ الاسنادِ لغزة التي ادت الى افلاس ميناء ايلات.
لم تكن السنة اللهب التي تصاعدت بفعل الغارات الصهيونية من داخل المنشآت المدنية في ميناء الحديدة، سوى تعبير صهيوني عن مستوى الالم الذي تسببت جبهة الاسناد اليمني للصهاينة على كل المستويات.
وصحيح ان العدوان على الميناء اليمني، اعتبرته حكومة العدو ردا على اطلاق المقاومة اليمنية مسيرة يافا وتفجيرها في تل ابيب، لكن ما اورده الرئيس التنفيذي لميناء ايلات، يقدم تفسيرا اوسع لما سبق مسيرة يافا، من خسائر هائلة نجحت المقاومة اليمنية من موقعها المساند لغزة من تكبيدها للصهاينة.
فبعد اقراره بان المقاومة اليمنية تمكنت من اغلاق عمل الميناء بشكل كلي، سأل الرئيس التنفيذي لميناء ايلات، لماذا استغرق الرد على اليمنيين ثمانية اشهر، نافيا ان يكون استهداف الحديدة بسبب استهداف تل ابيب بمسيرة متفجرة.
ولكن السؤال، ليس فقط عن مدة الرد لماذا تأخر كل هذا الشهور، السؤال ما الذي فعله اليمنيون طيلة شهور الاسناد لغزة بالصهاينة، حتى يعبروا عن شراهتهم الى الانتقام، ولماذا قصفوا الحديدة ومنشأتها المدنية والنفطية، وليس هدفا اخر.
واحد من الاسباب، ان ميناء ايلات ظهرت عليه باكرا علامات التعب من ضربات اليمنيين، ومع استمرار الموقف اليمني الثابت باستهداف جميع السفن المتوجهة من البحرين الاحمر والعربي الى موانيء فلسطين المحتلة، تدهور ميناء ايلات، حتى اصيب بالشلل الكلي وبالافلاس التام.
وان تعلن ادارة ميناء ايلات افلاسه، وتوجهها لتسريح عماله هذا الاسبوع، بعد خسارة ملايين الدولارات، يعني ان كيان الاحتلال لم يخسر فقط الميناء، بل خسر منفذه الوحيد الى البحر الاحمر، احد اهم الممرات المائية في العالم، وخسر بوابته الوحيدة من جهة الجنوب، واهم معبر حدودي بحري.
فنصف المركبات التي تدخل الى كيان الاحتلال كانت تمر من ميناء ايلات، نحو سبعين الف سيارة وخمسين الف حاوية سنويا.
هذا فضلا عن ملايين الاطنان من المواد الاخرى التي لم يعد بامكان كيان الاحتلال تأمينها من خلال ميناء ايلات، والشحن عبره هو الاقل كلفة، مقارنة بما الت اليه تكاليف الشحن من بوابات بحرية اخرى بفعل العمليات العسكرية اليمنية في البحر الاحمر وعلى ايلات بشكل مباشر، بعدما صارت حركة الشحن معدومة باتجاه ايلات.
كان يكفي ان يعترف الصهاينة بإفلاس ميناء ايلات، حتى يعرف مدى تأثير الجبهة اليمنية المساندة لغزة على اقتصاد وتجارة العدو الصهيوني، علما ان التقديرات اليمنية لمستوى التأثير على اقتصاد العدو هي الى ما وراء ايلات والى عشرات الشركات التجارية التي اعلنت افلاسها واغلاقها على غرار ميناء ايلات، من جراء العمليات العسكرية اليمنية.
ميناء ايلات المفلس والمغلق، وعشرات السفن المرتبطة بالامريكي والاسرائيلي والبريطاني المستهدفة في البحر الاحمر، والشركات المغلقة داخل كيان الاحتلال، خسائر فادحة كانت قبل العدوان الصهيوني على ميناء الحديدة، وبعد العدوان على الصهاينة ان ينتظروا ما هو اسوأ.
المصدر: المنار