بينما تسعى البحرين بقيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للانفتاح على مختلف دول العالم وخاصة الجمهورية الاسلامية في ايران، وتتحضر لاستضافة مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، تطرح على الطاولة أزمة البحرين الداخلية المتفاقمة منذ أكثر من عقد من الزمن.
مساعي ملكية، لا تقف المعارضة البحرينية في وجهها، لا بل تؤكد على أهمية إقامتها وأن تكون للمنامة علاقات جيدة مع دول الجوار، إنما يبقى مطلبها بحل أزمات الوطن الداخلية العالقة بالتوافق بين الشعب والنظام هو الأولوية.
وفي حين ترفض أطياف المعارضة البحرينية المساس بوطنيتها وسلميتها واتهامها بتلقي تمويل من الخارج، تؤكد أن مطالبها محصورة بالعدالة والحقوق ورفع الظلم عن الشعب الذي يطالب بالإصلاح السياسي والدستوري والحقوقي والمعيشي وكذلك الاقتصادي، والتي تبلورت إبان انطلاق ثورة الرابع عشر من فبراير/شباط عام 2011.
تصفير الأزمات الخارجية وتكريس الداخلية
ولدى حديثنا مع النائب السابق عن كتلة الوفاق المعارضة الأستاذ علي الأسود أكد ان لا سلام دولي والسلام في داخل البحرين غائب، أملا أن تكون مساعي الملك لعقد مؤتمر سلام دولي فاتحة طريق نحو اصلاح داخلي يقضي باحترام الحقوق والحريات وتحقيق العدالة وانهاء العزل السياسي.
وبحسب الأسود، فإن مقدمة المصالحة الوطنية تبدأ بالتسريع في إطلاق سراح كافة سجناء الرأي بما فيهم الرموز تبريداً للأجواء السياسية والحقوقية المحتقنة في البحرين، وأشار الأسود الى أن المعارضة لطالما دعت بكل أطيافها الى الجلوس على طاولة الحوار من دون أن تحدد أية شروط مسبقة متمنياً أن تستجيب الجهات الرسمية لمطالب الشعب لحل الأزمات العالقة.
التحدّيات التي تواجه المعارضة داخلياً وخارجياً
تواجه المعارضة البحرينية تحدّيات وضّغوط بسبب تمسّكها بالحلول المطلبية التي أشعل الشعب من أجلها ثورته عام 2011 وتؤكد عدم التّنازل عن الوصول إلى كامل الحقّ السياسي لشعب البحرين، كما ترفض كل أشكال الهيمنة الخارجية (أمريكا وبريطانيا) على البلاد والتطبيع مع اسرائيل، والتحاق النّظام بالتحالفات العدوانيّة الدولية التي تستهدف قضايا وشعوب المنطقة لا سيّما في فلسطين المحتلّة واليمن.
وتأمل القوى المعارضة أن تعيد السلطات حساباتها تجاه مطالب الشعب التواق للوصول الى مشروع وطني جامع، يفتح الطريق أمام المواطنين لشغل المناصب العليا على أساس الكفاءة لا الولاء.
كيف يكون الحل؟
ليس خافياً على أحد أن السلام حاجة داخلية ودولية وهو موضوع اهتمام لدى جميع الشعوب. فكيف اذا كان السلام موضوع داخلي بحت، فيصبح في هذه الحالة مسألة مركزية يجب تكريسها في أي بلد لما لها معنى مهم لمستقبل الأجيال القادمة.
وبحسب تعريف الأمم المتحدة، فإن ثقافة السلام هي مجموع القيم والمواقف والتصرفات وطرق الحياة التي تنبذ العنف وتتفادى الأخطار والخلافات قبل حصولها، وتعالج أصولها بالحوار والتفاوض بين الأفراد والجماعات والدول.
أما عن البحرين، فتكريس مبدأ السلام الداخلي حاجة ملحة لما له مصلحة للوطن، وله تأثير على علاقات البحرين الخارجية، ويكمن البدء بالسلام الوطني بتبييض السجون من سجناء الرأي أولاً ورموز المعارضة، ومن ثم مراجعة قرارات حل الأحزاب السياسية وضمان السماح لها ولأعضائها بالمشاركة في الحياة السياسية للوصول الى وطن ديمقراطي وعادل يكون الشعب فيه مصدر السلطات.
بإختصار، لا يمكن حل الأزمة السياسية في البحرين إلأّ بإقرار السلطة بحقوق الشعب واحترامها الرأي الآخر والوقوف عند مطالب المعارضة، ووقف سياسة الاضطهاد والتمييز والتهميش وتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.
المصدر: بريد الموقع