قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي إن ما نراه اليوم وبعد مضي سبعة أشهر ونحن في الشهر الثامن من الحرب، فإنّ جيش العدو الصهيوني لم يستطع أن يحقق أي إنجاز عسكري يمكن أن يقدمه للداخل والخارج على صورة نصر ولو بالشكل، فضلاً عن أنّ العقيدة العسكرية للعدو تعتمد على الحرب الخاطفة والانتصار المؤكد، مما اضطر العدو لإطالة أمد الحرب ليحصل على نصر يحفظ له ماء وجهه أمام الصهاينة المحتلين والعرب المطبّعين والخارج الداعم لوجود الكيان، وليقول لهم إنّ هذا الكيان قوي ويستطيع الحفاظ على وجوده ويمكنكم الرهان عليه.
كلام النائب جشي جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد السعيد على طريق القدس علي هادي سلامي في حسينية بلدة المجادل الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي.
وشدد النائب جشي على أن الكيان الصهيوني المؤقت يعاني اليوم من أزمات حقيقية تزلزل أركانه، وبات من الواضح أنّه لا إمكانية لبقائه لولا الدعم الأمريكي والغربي الذي يحظى به منذ السابع من تشرين الأول إلى اليوم.
ولفت النائب جشي إلى أنه من أبرز أزمات العدوّ هو الفشل العسكري والأمني والاستخباراتي منذ حصول الهزيمة المدوّية التي حصلت في 7 تشرين إلى اليوم، والتخبط السياسي بين مسؤولي الكيان واتهامات متبادلة وتقاذف المسؤوليات بخصوص الفشل الذي مني به العدو، ولم يستطع أن يحقق أيّاً من أهدافه المعلَنة على الأقل، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية الكبيرة سواء في الشمال أو في الداخل، ويقدّر الصهاينة أنفسُهم بأنّ خسائرهم تزيد عن 70 مليار دولار.
وأضاف النائب جشي، أيضاً من أبرز أزمات العدو هو وجود أزمة نزوح المستوطنين في الشمال وفي مستوطنات غلاف غزّة، وقد ورد في إعلام العدو بالنص :”حزب الله نجح في تحقيق الحلم العربي في اقتلاع “الإسرائيلي” من “ديارهم” وخلق لاجئين حيث وصل عددهم إلى 100 ألف لاجئ”، اضافة الى ذلك بروز أزمة مواجهة أهالي الأسرى الصهاينة والمظاهرات التي تملأ شوارع تل أبيب اعتراضاً على “حكومة نتنياهو”، وكلام قادة الصهاينة وإقرارهم بالهزيمة ومنها “نتنياهو” نفسه، حيث يقول لمن يطالبه بوقف الحرب: “إذا أوقفنا الحرب الآن فهذا يعني هزيمة لإسرائيل وانتصار لحماس”؛ وهذا الكلام يؤكد أنّ العدو لم يحقق انتصاراً حتى اليوم، وصحيفة معاريف العبرية قالت: “لقد حان وقت الحقيقة وعلينا أن ننظر إلى الواقع، فلقد فشلت إسرائيل في الحرب ومن المرجّح أن يستمر حكم حماس بعدها، ولقد فشل مجلس الكابينت الحربي وهيئة الأركان العامة في تحقيق أيٍّ من الأهداف المعلنة للحرب”.
وتابع النائب جشي: أمّا خسائر العدو على المستوى الخارجي أيضاً فهي كبيرة ومنها، فقدان ثقة الأمريكي والغربي بالكيان، حيث كان ينظر إليه ككيان قوي ومقتدر يستطيع الدفاع عن نفسه وعن مصالحهم في المنطقة التي تقوم على بحور من النفط والغاز، واهتزاز صورة هذا الكيان لدى المطبّعين العرب الذين طالما راهنوا عليه لحمايتهم من التهديد الإيراني بحسب تعبيرهم، فيما أنّ هذا الكيان لا يستطيع الدفاع والحفاظ على وجوده من دون الدعم الغربي والأمريكي، إضافة إلى انكشاف صورة هذا العدو المتوحّش والمجرم والذي لا يقيم أيّ وزن للمبادئ الإنسانيّة والأخلاقيّة، ونرى ذلك في المظاهرات التي تعمّ العالم، ولا سيّما مؤخراً ما يحصل في الجامعات الأمريكية وقرار المحكمة الجنائية الدولية بحق “نتنياهو ووزير حربه غالانت”.
وأكد النائب جشي أن العدو اليوم مأزوم ومربك ومحبط وكذلك الأمريكي الغادر والمنافق، وأمّا فيما يخص جنوب لبنان، فلا قيمة لتهديداته المتتالية والتي سمعناها على مدى شهور سبعة، ونذكر في هذا المورد كلاماً لوزير الحرب السابق “ليبرمان” يرد فيه على “وزير المالية الحالي” حول دعوته لاحتلال جنوب لبنان بالقول: “من هي بالضبط القوّات التي ستفعل ذلك؟ جنود الاحتياط الذين مضى على وجودهم في الاحتياط أكثر من سبعة أشهر؟ أم الجنود النظاميون الذين لم يروا المنزل منذ بداية الحرب؟.
المصدر: موقع المنار