أعلنت إسبانيا وإيرلندا والنروج الأربعاء بشكل مشترك الأربعاء قرارها الاعتراف بدولة فلسطين، على أمل أن تقوم دول أخرى بالمثل، في حين ترى مدريد أن حل الدولتين “معرض للخطر”.
تعترف ثلاثة أرباع دول العالم تقريباً بدولة فلسطين التي أعلنتها قيادة منظمة التحرير في الخارج قبل أكثر من 35 عاماً، وهو ما قرّرت ثلاث دول أوروبية هي إسبانيا والنروج وإيرلندا، أن تمضي قدما فيه الأربعاء.
وبحسب بيانات السلطة الفلسطينية، اعترفت 142 من إجمالي 193 دولة في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية. لكن ذلك لا يشمل معظم بلدان أوروبا الغربية وأميركا الشمالية وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية.
وجاءت الإعلانات الأخيرة من إسبانيا وإيرلندا والنروج التي قالت الأربعاء إنها ستعترف بدولة فلسطين اعتبارا من 28 أيار/مايو المقبل.
في منتصف نيسان/إبريل، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور قرار يهدف إلى جعل فلسطين دولة كاملة العضوية في المنظمة الدولية.
– 1988: إعلان الاستقلال وقرارات الاعتراف الأولى
في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 1988، أي بعد نحو سنة من انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي، أعلن زعيم منظمة التحرير ياسر عرفات في الجزائر “قيام دولة فلسطين” وعاصمتها القدس، خلال انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في المنفى. وبعد دقائق، اعترفت الجزائر رسميا بالدولة الفلسطينية المستقلة.
وبعد أسبوع، اتخذت 40 دولة، من بينها الصين والهند وتركيا ومعظم الدول العربية، الخطوة نفسها. وتبعتها جميع دول القارة الإفريقية والكتلة السوفياتية السابقة.
في عامي 2010 و2011، اعترفت معظم بلدان أميركا الوسطى واللاتينية بالدولة الفلسطينية، معبرة بذلك عن ابتعادها عن الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل. ولا تحدّد الدول التي تعترف بدولة فلسطين إجمالا ما هي حدود الدولة التي تعترف بها.
– 2012: دولة مراقب
أطلقت السلطة الفلسطينية التي أنشئت بموجب اتفاقات أوسلو (1993) برئاسة ياسر عرفات، حملة دبلوماسية على مستوى المؤسسات الدولية. لكن عرفات توفي في العام 2004 قبل أن يشهد التصويت التاريخي في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، الذي حصل الفلسطينيون بموجبه على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة يحقّ لها، في غياب العضوية الكاملة وحق التصويت، الانضمام إلى وكالات الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية.
وبناء على وضعهم الجديد، انضم الفلسطينيون إلى المحكمة الجنائية الدولية في العام 2015، الأمر الذي سمح بفتح تحقيقات في العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية. ودانت الولايات المتحدة وإسرائيل هذا القرار.
وفتحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) الطريق بمنح الفلسطينيين عضوية كاملة في تشرين الأول/أكتوبر 2011. وانسحبت إسرائيل والولايات المتحدة من المنظمة في عام 2018، قبل أن تعود الأخيرة في عام 2023.
– 2014: السويد أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعترف بدولة فلسطين
أصبحت السويد التي تقيم فيها جالية فلسطينية كبيرة، أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعترف بـ”دولة فلسطين” في العام 2014، بعد جمهورية التشيك والمجر وبولندا وبلغاريا ورومانيا وقبرص قبل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وأدى قرار ستوكهولم الذي اتخذ في وقت بدت فيه الجهود المبذولة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في طريق مسدود تماما، إلى سنوات من العلاقات العاصفة مع تل أبيب.
– 2024: انطلاقة أوروبية جديدة
في خطوة مشتركة، أعلنت إسبانيا وإيرلندا والنروج الأربعاء سيرهما على خطى السويد، في حين أن الدول الغربية ربطت على الدوام الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين بالتوصل إلى حل سلمي للنزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل.
قبل ذلك، في 22 آذار/مارس، أصدرت الدول الثلاث مع مالطا وسلوفينيا، بيانا قالت فيه إنها “مستعدة للاعتراف بدولة فلسطين” إذا “كانت الظروف مناسبة”. في 9 أيار/مايو، بدأت حكومة سلوفينيا عملية الاعتراف الذي سيصوّت البرلمان عليه في 13 حزيران/يونيو.
وكرّرت باريس الاربعاء أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية “ليس من المحظورات”، لكن الوقت ليس مناسباً اليوم لهذا الاعتراف بالنسبة لفرنسا. وتحدثت أستراليا بدورها في نيسان/أبريل عن إمكان الاعتراف بدولة فلسطين.
اسبانيا وإيرلندا والنروج نحو الاعتراف بدولة فلسطين
أعلنت إسبانيا وإيرلندا والنروج الأربعاء بشكل مشترك الأربعاء قرارها الاعتراف بدولة فلسطين، على أمل أن تقوم دول أخرى بالمثل، في حين ترى مدريد أن حل الدولتين “معرض للخطر”. وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أمام مجلس النواب “إنها اللحظة المناسبة لترجمة الأقوال إلى أفعال، ولنقول لملايين الفلسطينيين الأبرياء الذين يعانون إننا إلى جانبهم وإن هناك أمل”.
والزعيم الاشتراكي الذي أعلن في الخريف عن نيته الاعتراف بالدولة الفلسطينية، يسعى منذ أشهر لحشد العواصم الأوروبية الأخرى.
والأربعاء، كان رئيس وزراء النروج يوناس غار ستور أول من أعلن عن قرار الاعتراف هذا الذي سيكون سارياً اعتباراً من 28 أيار/مايو. وقال “علينا أن نحيي الخيار الوحيد الذي يمنح حلاً سياسياً للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء: دولتان تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن”، داعياً “بشدة” الدول الأخرى إلى القيام بالمثل.
وبعد فترة وجيزة في دبلن، اعتبر نظيره الأيرلندي سايمن هاريس أن حل الدولتين هو “الطريق الوحيد الموثوق لتحقيق السلام والأمن لإسرائيل وفلسطين”.
أما رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أحد أكثر الأصوات المنتقدة للعدوان الاسرائيلي على غزة ردا على هجوم حماس غير المسبوق في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على جنوب الدولة العبرية، فاتهم نظيره الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بالتسبب في “الألم والدمار والضغينة” ما يعرض حل الدولتين “للخطر”.
وسيتم اعتراف مدريد بالدولة الفلسطينية على أساس قرار تم تبنيه في عام 2014 من قبل مختلف التشكيلات السياسية الممثلة في البرلمان الإسباني، ولكن لم يتم تنفيذه.
حماس: خطوة مهمة على طريق تثبيت حقنا في أرضنا
ورحبت حركة المقاومة الإسلامية حماس، بإعلان كل من النرويج وإيرلندا وأسبانيا الاعتراف بدولة فلسطين. واعتبرتهاخطوةً مهمة على طريق تثبيت حق الشعب الفلسطيني في أرضه وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ودعت حماس الدول حول العالم إلى الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية المشروعة، ودعم نضال الشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال، وإنهاء الاحتلال الصهيوني.
المصدر: وكالات