دخل العدوان على قطاع غزة شهره السابع. الاحتلال الاسرائيلي برر انسحابه من خانيونس، بعد أربعة أشهر على معركة لم يحقق فيها انجازاً ميدانياً سوى الكثير من الخسائر كان آخرها قبيل الانسحاب إصابة 9 عسكريين، برره ببدء استعداده لاقتحام مدينة رفح، بحثاً عن الانجاز الضائع الذي لم يحققه منذ 185 يوماً، وسط صمود أسطوري للمقاومة الباقية في كل مناطق القطاع تحديداً شماله. وفي السياق، ذكرت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية أن “انسحاب الجيش من مواقع القتال في قطاع غزة كان بسبب حالة الإرهاق القتالي”، وأنه “أجلى قواته من مدينة خان يونس بدون تحقيق أهدافه الرئيسية هناك”. كما ذكرت قناة “كان” الإسرائيلية أن “الأغلبية بين مؤيدي الائتلاف ومؤيدي المعارضة تعتقد أن رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي يجب أن يستقيل، ولكن بعد الحرب”.
بالتزامن، أجواء تفاؤل حذر تسود مفاوضات القاهرة، إذ نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصدر سياسي إسرائيلي وصفته بالرفيع قوله إنه “لا يزال أمام الوفد المفاوض وقت طويل لإبرام صفقة تبادل للأسرى مع حركة حماس في قطاع غزة”، في وقت قال قيادي في حركة حماس لقناة الجزيرة في وقت سابق اليوم إن “وفد الحركة غادر القاهرة اليوم للتشاور مع قيادتها، وإنه لا تقدم بالمفاوضات في القاهرة، وإن الوفد الإسرائيلي لم يتجاوب مع أي من مطالب الحركة”.
من جهتها، ذكرت قناة القاهرة الإخبارية المصرية نقلاً عن مصدر مصري رفيع المستوى أن وفدي حماس وقطر غادرا القاهرة وسيعودان خلال يومين للاتفاق على بنود الاتفاق النهائي. فيما سيغادر الوفدان الإسرائيلي والأميركي العاصمة المصرية خلال ساعات قليلة. ووفقاً للمصدر ذاته فإن المشاورات ستتواصل خلال الساعات الـ48 المقبلة.
يُذكر أنه سبق ذلك تقارير في اعلام العدو عن توسيع مجلس الحرب الإسرائيلي صلاحيات فريق التفاوض، وايفاد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو مستشاره السياسي أوفير بليك للقاهرة ضمن الوفد. ووفقاً لزعم اعلام العدو، فإن الولايات المتحدة “لا تريد أقل من إبرام صفقة ووقف إطلاق النار”. كما ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن “المعارضة الإسرائيلية طلبت عقد جلسة طارئة للكنيست لبحث الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وإبرام صفقة اتفاق مع حركة حماس، ووقف إطلاق النار والمخاطر المتزايدة باندلاع حرب مع إيران”، على حد تعبير القناة.
تطورات العدوان
لكن وبالرغم من كل ذلك يستمر العدو في ممارسة إبادة جماعية بحق المدنيين العزّل في القطاع. إذ شنت طائرات الاحتلال غارة شرقي دير البلح وعلى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وأصيب عدد من المواطنين بغارة شنها طيران الاحتلال، استهدفت منزلا في منطقة خربة العدس شمال شرق رفح جنوب قطاع غزة. وأصيب عدد من الفلسطينيين بجروح جراء قصف مدفعي إسرائيلي استهدف شرق بلدة القرارة في خان يونس. واستشهدت فلسطينية وأصيب آخرون جراء قصف مدفعي إسرائيلي استهدف مناطق شرق مخيم المغازي وسط القطاع.
كما شنت طائرات الاحتلال غارتين استهدفتا أرضين زراعيتين شرق وجنوب رفح، في وقت سبق أن شنت فيه غارات عنيفة على محيط المستشفى الكويتي بمدينة رفح. وبحسب مصادر إعلامية، فقد تمّ انتشال جثامين 8 شهداء من المناطق الشرقية في مدينة خان يونس ونقلهم إلى مستشفى غزة الأوروبي. ويتواصل انتشال جثامين الشهداء من المدينة بعد انسحاب قوات الاحتلال منها أمس الأحد.
وتستمر أعمال انتشال الجثث من مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، عقب الجريمة المروعة التي ارتكبها العدو في المجمع الطبي الأكبر في القطاع الذي حاصرته قواته طوال أسبوعين. وفي السياق، أفادت مصادر إعلامية بانتشال جثامين عدد من الشهداء اليوم الاثنين من تحت أنقاض المجمع.
“الأغذية العالمي” يجدد التحذير من مجاعة شمال غزة
وجدد برنامج الأغذية العالمي التحذير من “اقتراب المجاعة أكثر من أي وقت مضى” شمالي قطاع غزة. وقال برنامج الأغذية العالمي “بعد 6 أشهر على النزاع، الجميع بقطاع غزة يواجهون الجوع”. وشدد على أن “الخيار في غزة واضح، إما زيادة دخول المساعدات أو المجاعة”.
استطلاع: أغلبية الإسرائيليين يعتبرون أن الحكومة لا تقوم بما يكفي لإعادة الأسرى
هذا وأظهر استطلاع للرأي أجرته القناة الـ12 الإسرائيلية بعد نصف عام على العدوان على غزة، “أن 56% من الإسرائيليين لا يرون أن الحكومة تقوم بما يكفي لإعادة الأسرى، في حين أشار 39% إلى أنها تقوم بما يكفي لإعادتهم”. وبحسب الاستطلاع، فقد “أيد 50% من الإسرائيليين تقديم موعد الانتخابات، فيما عارض ذلك 41%، واعتبر 35% من الإسرائيليين أن الوزير في مجلس الحرب بيني غانس هو الأنسب لتولي رئاسة الحكومة، في حين حصل نتنياهو على 29%”.
أستراليا تكلف جنرالا متقاعدا مراقبة التحقيق الإسرائيلي بمقتل عمال الإغاثة
وعيّنت أستراليا جنرالا متقاعدا ترأس سلاح الجو مسؤولا عن مراقبة التحقيق الذي تجريه سلطات العدو في مقتل 7 عمال إغاثة بقصف إسرائيلي الأسبوع الماضي، مجددة مطالبتها بـ”محاسبة كاملة” للمسؤولين عن الفاجعة. وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية إن تعيين الجنرال جاء لضمان “شفافية” التحقيق في الغارة على الطاقم الإنساني، ودعت الجانب الإسرائيلي لتسهيل مهمة الجنرال المتقاعد.
المصدر: موقع المنار