كررت المقاومة الإسلامية في لبنان “حزب الله” على لسان مسؤوليها التأكيد على الاستمرار في التصدي للعدوان الاسرائيلي، وشنّ العمليات ضده حتى وقف العدوان على قطاع غزة، مؤكدين أن الأخير هو الشرط الوحيد لوقف هذه العمليات في الجبهة الجنوبية. إلى جانب ذلك، أعادت المقاومة توجيه رسائل للعدو مفادها أن من لم يحقق أي أهداف في الميدان سوى القتل واستهداف المدنيين لا يستطيع فرض شروطه.
الشيخ قاسم: المقاومة في لبنان ستواصل عملياتها وسترد على أي تصعيد بما يناسبه
وفي هذا السياق أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن “قرار وقف الحرب على غزة هو قرار أميركي”.
وخلال احتفال بمناسبة ولادة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف في حوزة السيدة الزهراء عليها السلام، أشار الشيخ قاسم إلى أنه “مهما طال أمد الحرب، فإن العدو الصهيوني سيخرج مهزومًا بجرائمه وفشله في تحقيق أهدافه”، مشدّدًا على أن “المقاومة في لبنان ستواصل عملياتها حتى وقف العدوان على غزة وسترد على أي تصعيد بما يناسبه”.
النائب فضل الله: المقاومة تتعاطى مع كل اعتداء بما يناسب… والحرب بأهدافها العسكرية انتهت
من جهته، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله إن “العدو الإسرائيلي يتمادى بين فترة وأخرى في غاراته وآخرها كان في الغازية، وبمعزل عن ادعاءاته بأنّ ما قام به هو ردة فعل على إطلاق طائرة باتجاه طبريا”، فإنّ “ما جرى هو جزء من العدوان على بلدنا، والمقاومة تتعاطى مع كل اعتداء بما يناسب، وهو يعرف أنّ المقاومة تواجهه وترد عليه، وعندما يمس بالمدنيين، فإن مستوطناته لا تكون بمأمن”، مؤكداً أن لدى المقاومة “معادلات ثابتة سنرسخها الآن وفي المستقبل، ليبقى الجنوب محميًّا”.
وخلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد على طريق القدس محمد علي درويش في حسينية الإمام علي (ع) في محلة الحوش جنوبي لبنان، أشار النائب فضل الله إلى أن “قوى المقاومة تخوض اليوم أطول حرب مع هذا الكيان الصهيوني منذ العام 1948، ولم يتمكّن فيها من حسمها بسرعة كما اعتاد في حروبه، وهو لم يتمكن من تحقيق أهدافه في غزة، وفي جنوب لبنان لن يتمكن في أي يوم من الأيام أن يحسم المعركة، علماً أن الكيان الصهيوني ليس وحده من يقاتل، وإنما كل الدول الداعمة له بتقنياتها وأسلحتها وخبرائها وضباطها وأقمارها الاصطناعية تشارك معه، وبعد أربعة أشهر، بات هذا العدو عاجزاً حتّى عن إعلان إنهاء السيطرة على منطقة واحدة في غزة، وهذا بحد ذاته صمود أسطوري وتاريخي للمقاومة وللشعب الفلسطيني”.
ولفت النائب فضل الله إلى أنّه “في لبنان، فإن كل التهديدات الإسرائيلية لم تجعل مجاهداً واحداً يتراجع، ولم تجعل قيادة هذه المقاومة تخضع أو تخاف، وإنّ كل التهويل والضغوط التي تمارس على لبنان هي من أجل إراحة العدو كي يفعل ما يريد في غزة”.
وشدد النائب فضل الله على أنّ القتال في الجنوب “هدفه حماية لبنان والدفاع عنه وإسقاط مخططات العدو الإسرائيلي، وأيضاً مساندة الشعب الفلسطيني في غزة، لأن من مصلحة لبنان الكبرى قبل أي دول أخرى أن لا ينتصر العدو في غزة، وأن لا تتحقق أهدافه فيها، لأنه بالحد الأدنى سيهجر الشعب الفلسطيني، وهذا سيغير في تركيبة لبنان، فضلاً عن أنه يؤدي إلى تصفية قضية الشعب الفلسطيني”، متابعاً أنه “بمعزل عن قتالنا، فإنّه بعد طوفان الأقصى كان العدو يحضر لضربة استباقية من جهة ومن جهة أخرى طرح عبر الموفدين الدوليين أنه يريد فرض شروط وترتيبات أمنية في الجنوب، لأن مستوطنيه يخشون من المقاومة على الحدود”.
وفي هذا الاطار أعلن فضل الله أن “المقاومة تقولها بالفم الملآن، لن يتمكن العدو الإسرائيلي أن يفرض شروطه على لبنان ولا على جنوبه ولا على مقاومتنا ولا على دولتنا، لأنه في موقع المهزوم، وبلدنا في موقع القوة، ومقاومتنا بتضحياتها وشعبنا بصموده وبما يقدمه من أثمان، هو من سيكون المنتصر في هذه الحرب”.
هذا ورأى النائب فضل الله أن “أهداف الحرب العسكرية سقطت، وما يقوم به العدو الآن هو القتل والتدمير والقصف، وكل ما طرحه من الأهداف لم يتحقق، والمقاومة في غزة ما زالت تقاتل داخل المدن والمخيمات، والآن يهدد رفح، ولكن لن يكون مصيره في رفح أفضل من مصيره في خان يونس”.
وتابع “في لبنان لم يحقق العدو شيئاً، رغم التهديدات العلنية بحرب واسعة وشاملة، من فوق الطاولة ومن تحتها، وكان الجواب من سيد الجواب، بأن معادلتنا من كريات شمونه إلى إيلات، ولذلك هذه الحرب تحتاج إلى بعض الوقت كي يتأكد العدو أنه غير قادر على فرض شروطه أو تحقيق أهدافه”.
النائب فياض: المقاومة جاهزة لكل الاحتمالات
إلى ذلك، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض أنه “في المواجهة الدائرة ضد العدو الإسرائيلي، ثمة أضاليل عديدة يُعمل على ترويجها لتغطية الواقع الفعلي، كتصوير عملية طوفان الأقصى بوضعها بداية المشكلة في غزة، وتصوير المواجهة على الحدود اللبنانية – الفلسطينية بين المقاومة والصهاينة وكأنها نتاج تدخل حزب الله لمؤازرة غزة، وتصوير الأميركي وكأنه وسيط حريص على المدنيين والاستقرار، في حين أنه يرفض وقف إطلاق النار في غزة ويستمر في تزويد الإسرائيلي بالسلاح”.
وخلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد على طريق القدس خالد محمد التامر في حسينية بلدة خربة سلم الجنوبية، رأى النائب فياض أن إعادة استحضار حقيقة ما يجري في الجنوب أمام التصعيد الإسرائيلي، يبدو ضرورياً، رغم إعادة تكراره بوضوح من قبل مسؤولي حزب الله، وعليه، فإن العدو الإسرائيلي يتحمّل مسؤولية التصعيد والتوسع من خلال استهداف المدنيين، أكانوا بشراً كما حصل في حولا والصوانة والنبطية، أم منشآت كما حصل ضد محطة مياه الوزاني، وكما حصل بالأمس عندما استهدف المنطقة الصناعية في الغازية، في حين أن المقاومة مارست دورها بالأصل في الميدان العسكري وضد أهداف ومواقع عسكرية، ولا زالت تركِّز استهدافاتها على أهداف عسكرية، ولكن المقاومة التي لا تريد توسعاً في الحرب، لن تغض النظر عن أي تصعيد أو توسع يطال المدنيين اللبنانيين أو أهدافاً لبنانية في أي منطقة لبنانية”.
وأكد النائب فياض أن “كل اعتداء إسرائيلي يدوَّن في سجل المقاومة كبر أم صغر، والمقاومة تحدد ردها في إطار بنك أهداف واسع جداً كماً ونوعاً، وفقاً لتقديراتها وحساباتها في إدارة المعركة”، في الوقت نفسه أوضح النائب فياض أنه “هذا العدو بات يمعن في التمادي، ولأنه مسعورٌ وفاقد للتوازن، فإن المقاومة جاهزة لكل الاحتمالات، بما فيها احتمال خروج المواجهة عن أي ضوابط وقواعد، ولذلك على حلفاء العدو، هؤلاء الذين يمدونه بالسلاح ويوفرون له الغطاء السياسي والحماية في المؤسسات الدولية، أو الذين يطلقون الوساطات منعاً للتصعيد المفتوح، أن يمارسوا ضغوطهم النافذة والفاعلة على الإسرائيلي، لوضع حد لتهوِّره وسوء تقديره للموقف”.
وختم النائب فياض بالقول إن “من يريد أن يؤدي دوراً فاعلاً وبنّاء، عليه أن يتحرك في هذا المستوى، والمستوى الثاني الأهم هو اتخاذ إجراءات ملموسة لإيقاف الحرب على غزة التي من شأنها أن تعيد الأوضاع إلى مجاريها على مستوى كل الساحات إقليمياً”.
النائب حسن عز الدين: سنستخدم كل ما يتناسب مع الميدان في مواجهة العدو
هذا وأكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين “أننا نخوض اليوم حرباً فعلية حقيقية مع العدو الإسرائيلي ولكن على جغرافيا محدّدة، والتي ما زالت حتى اللحظة منضبطة إلى حد ما، وبالتالي نحن مستمرّون في عملنا وفي مواجهتنا لهذا العدو”، مشيراً إلى “استخدام كل ما يتناسب مع الميدان في سياق هذه المواجهة الممتدة من الناقورة إلى مزارع شبعا”.
النائب عز الدين أكد، خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” للشهيد على طريق القدس مصطفى خضر قصير في حسينية بلدة ديرقانون النهر،
“إننا قادرون على ردع هذا العدو الذي يهدد بتوسعة جغرافيا هذه الحرب، وهو يعلم ويدرك تماماً أن أي مغامرة منه غير محسوبة، ستكلّفه هزيمة لم يرها من قبل، وسيضع كيانه أمام هزيمة استراتيجية تقرّب من زواله، وبالتالي، عليه أن يدرك أن المقاومة في جهوزية تامة بكل ما تملكه من قدرات وإمكانيات لساعة الصفر”.
كما أشار إلى أن “العدو الإسرائيلي اليوم بات مقيّداً في خياراته وفي مآزقه السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية، تماماً كما الأميركي الذي هو في حالة تأزّم سياسي، سواء في وضعه الداخلي أو في وضعه الإقليمي والدولي”.
وخلص النائب عزالدين للقول إنه “طالما أن المقاومة هي تسيطر على الميدان، فهذا يعني أنه يحق لها أن تفرض شروطها على هذا العدو”.
المصدر: موقع المنار