زار وزير خارجية ايران حسين أمير عبد اللهيانرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في عين التينة،على راس الوفد المرافق وبحضور السفير الايراني في بيروت مجتبى اماني. وتم خلال اللقاء استعراض الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، لا سيما العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، كما جرى البحث بالعلاقات الثنائية القائمة بين لبنان وإيران.
كما استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي قبل ظهر اليوم السبت في السرايا.
وشارك في الاجتماع عن الجانب الايراني السفير مجتبى اماني والوفد المرافق، وعن الجانب اللبناني مستشارا رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والسفير بطرس عساكر.
الرئيس ميقاتي أكد ان أوضاع المنطقة معقدة ولابد من استمرار بذل المساعي لوقف إطلاق النار في غزة وتحقيق السلام والإستقرار للمنطقة.
عبد اللهيان وخلال الاجتماع، لفت الى “ضرورة تضافر كل الجهود للتوصل الى وقف العدوان الاسرائيلي على غزة والوصول الى حلول عادلة لكل دول المنطقة”، مجددا “دعم طهران القوي لأمن لبنان واستقراره”.
واشار عبداللهيان الى ان البعض حاول اثارة الخلاف بين الحكومة والشعب في لبنان من جهة والمقاومة من جهة اخرى لكنهم فشلوا في ذلك”.
واستقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عبدالله بوحبيب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان على راس وفد.
بعد اللقاء، القى الوزير بوحبيب كلمة رحب فيها بنظيره الايراني وقال: “تشرفت اليوم بإستقبال معالي َوزير خارجية الجمهورية الاسلاميه الإيرانية الدكتور حسين أمير عبد الأمير اللهيان، في إطار حرصه على التشاور الدوري معنا في الشؤون الإقليمية والتطورات الدولية، وما يرتبط بالعلاقات بين البلدين” .
وتابع: “وضعت معاليه في أجواء التصور اللبناني لإيجاد حل مستدام يعيد الهدوء والاستقرار الى الجنوب، وذلك من خلال سلة متكاملة تضمن التطبيق الشامل لقرار مجلس الامن ١٧٠١ وتوقف الخروقات الاسرائيلية، وتؤمن إنسحاب اسرائيل من كافة الاراضي اللبنانية، التي لا تزال تحتلها بما فيها مزارع شبعا. يترافق ذلك مع تعزيز عديد وقدرات القوات المسلحة اللبنانية لتمكينها من أداء مسؤولياتها، وفقا” للقرار ١٧٠١. فلبنان لم ولا يريد الحرب ولا يسعى اليها. نريد الاستقرار والهدوء، وإعادة الحقوق الى أصحابها. وكان هناك تطابق في وجهات النظر حيال المخاطر الناجمة عن إستمرار الحرب على غزة، والجرائم المتواصلة بحق الفلسطينيين، مما يقوض فرص السلام العادل والشامل في المنطقة. وأكدنا أيضا ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في ردع إسرائيل ووقف الحرب وإيصال المساعدات الانسانية”.
اضاف: “كذلك، جرى التباحث في عدد من المواضيع حيث سمعت من معالي الوزير حرص إيران على استقرار لبنان”.
الوزير الايراني
ثم القى الوزير عبد اللهيان كلمة قال فيها: “عقدت مفاوضات جيدة مع زملائي الوزير بوحبيب وباقي المسؤولين في لبنان بشأن الواقغ الاقليمي و ايضا التعاون الثنائي بين البلدين” .
وتابع: “كلا البلدين اي ايران ولبنان يؤكدان أن الحرب ليست الحل ولم نكن بتاتا نتطلع الى توسيع نطاقها، ونعتقد ان المقاومة الفلسطينية وحماس قامتا بعملهما بشكل دقيق وحكيم على صعيد المقاومة ضد الجرائم والابادة الصهيونية التي يرتكبها هذا الكيان وايضا على الصعيد السياسي”.
وأضاف: “إنه من الواضح انه بعد مضي ٤ اشهر على هذه الحرب والابادة الجماعية ضد اهالي غزة والضفة الغربية، فإن الكيان الصهيوني وداعميه لم يحققوا اي انجاز ملموس. الولايات المتحدة تتجه في مسارين بشكل متزامن: المسار الاول: استمرار ارسال الاسلحة للكيان الصهيوني والمشاركة في الابادة الجماعية في غزة. والمسار الثاني: الحديث عن التوصل الى حل سياسي، ونحن نقول صراحة انها اذا كانت تتطلع الى الهدوء في المنطقة، فإن الآلية هي وقف الإبادة الجماعية وهذه الحرب ضد غزة والضفة الغربية”.
وختم عبد اللهيان: “لقد تلقينا تقارير جيدة من المسؤولين اللبنانيين، وزميلي الوزير بو حبيب، والجمهورية الاسلامية الايرانية لا تريد الا خيرا للبنان”.
مؤتمر صحفي
وعقد بعد ختام جولته على المسؤولين اللبنانيين، مؤتمراً صحفياً في مقر السفارة في بئر حسن، بحضور السفير الإيراني مجتبى أماني والوفد المرافق وأركان السفارة وشخصيات إعلامية.
وقال عبداللهيان: “كانت لدي محادثات جيدة جداً ومهمة للغاية مع السلطات العليا للبلد الشقيق لبنان، إن العلاقات الثنائية بين طهران وبيروت تعيش في أفضل أحوالها في جميع المجالات المشتركة بين البلدين، وبخصوص طرق تعزيز التعاون والمساعدة كانت لنا محادثات مهمة في هذا المجال. وفي ما خصّ القضايا الإقليمية أيضاً كانت وجهات نظرنا مشتركة. نتنياهو والكيان الإسرائيلي لديهما رغبة باستمرار الحرب، لكن الإنطباع الموجود أن المنطقة تسير نحو الإستقرار والأمن والتوصل إلى الحل السياسي” .
أضاف: “منذ بداية الأزمة في غزة، أعلنا أن الحرب لن تكون الحل، واضح للجميع نهاية هذه الحرب هي نهاية عمل نتنياهو والحكومة المتطرفة في الكيان الإسرائيلي، إنطباعنا أن نتنياهو يسعى لكي يأخذ البيت الأبيض كرهينة ليتبقى له وقت أطول في سلطة الكيان الإسرائيلي. إن على البيت الأبيض وأميركا أن تختار بين خيارين: تبقى رهينة لنتنياهو أو تتطلع لوقف الحرب في غزة”.
وتابع عبداللهيان: “اليوم هو اليوم 127 من العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية لغزة والجرائم في الضفة الغربية، كلكم تشهدون بأنه طوال هذه المدة الطويلة، فإن الكيان الإسرائيلي لم يستطع أن يحقق أيا من أهدافه المعلنة، وبالتالي فإن حلفاء الكيان يعتقدون أنه يجب التركيز على الحل السياسي، ورغم الدمار والقتل المأسوي الذي نشهده في غزة، لكن المقاومة وحماس عملتا بكل عقلانية وبكل مسؤولية، سواء على صعيد المقاومة أو الحل السياسي. إن بعض الأفكار السياسية التي طرحت مؤخراً باسم حماس هي جزء من الواقعية للمقاومة التي تسعى للحل السياسي بوقف الإبادة الجماعية في غزة. تقييمنا هو أن الكيان الصهيوني لا يستطيع أن يخوض حرباً في جبهتين، إن قوة المقاومة في لبنان وحزب الله لا يمكن للكيان الصهيوني أن يتصورها. إن حزب الله في الحرب ضد غزة إستطاع أن يعمل بشكل جيد في الدفاع عن السيادة في لبنان ووحدة الأراضي وأن يدافع عن الشعب الفلسطيني المظلوم. وبالتنسيق مع الحكومة اللبنانية والجيش إستطاع حزب الله أن يرد بشكل قوي على الأفكار الإعتدائية للصهيونية، سواء في لبنان أو فلسطين”.
وأكد عبداللهيان أن “العالم بأكمله يعرف أن لبنان بلد مقاوم ولا يحتاج إلى ايران لتعرفه، وإذا لم تكن هناك مقاومة في لبنان فلا يكون هناك لبنان، وهذا يقوله تاريخ لبنان لا الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وبشأن اليمن، قال عبداللهيان: “إن التطورات في البحر الأحمر لها خارطة طريق واضحة، لأن اليمن يقوم بممارسة ضغط من أجل وقف الإبادة الجماعية وفك الحصار عن غزة. وأما ايران تدعم بكل قوة أمن الملاحة البحرية وأيضاً لدينا مصالحة ومنافع من مسار التجارة عبر البحار. إن اميركا وبريطانيا اتخذتا النهج الإستراتيجي الخاطئ بتوسيع نطاق الحرب في البحر الأحمر في اليمن”.
وعن العلاقة السعودية – الإيرانية، أشار إلى أنها تسير بخطوات مهمة، وهناك تشاور مستمر بين طهران والرياض من خلال اللقاء الذي جمع بين رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية ابراهيم رئيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكان اللقاء يركز بشكل خاص حول موضوع فلسطين وفك الحصار عن غزة وايصال المساعدات الإنسانية”.
وختم عبد اللهيان: “نحن دعمنا بقوة خطوة جنوب أفريقيا في تقديم الشكوى في محكمة العدل الدولية. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جانب باقي الدول وتستمر في جهودها من أجل محاكمة المجرمين الصهاينة” .
المصدر: موقع المنار