أكثر من 2 مليون شخص في غزة يعتمدون على الأونروا من أجل البقاء مع استمرار الحرب والنزوح.. هكذا اعلنت الوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين قبل ايام، في خضم ازمة تعليق العديد من الدول مساهماتها المالية فيها على خلفية مزاعم صهيونية بمشاركة موظفين في الاونروا ب”طوفان الاقصى”.
واليوم قالت الوكالة الأممية عبر حسابها في منصة “إكس”: “إذا ظل التمويل معلقا، فسنضطر على الأرجح إلى وقف عملياتنا بحلول نهاية شباط/فبراير”.
وذكرت الأونروا أن “خطر المجاعة في شمال قطاع غزة يتفاقم في ظل قلة المساعدات”، مشددة على أن “الاحتياجات الإنسانية لأكثر من مليوني شخص في غزة، تواجه خطر التفاقم بعد قرار 16 دولة تعليق دعمها”.
وشن الكيان الصهيوني في السنوات الماضية حملة متصاعدة على هذه الوكالة التي يعتمد عليها السكان واللاجئون الفلسطينيون بشكل اساسي، والتي تأسست في العام 1949 لتقديم المساعدات للاجئين.
وعقب المزاعم الصهيونية سارعت الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي إلى تعليق أي تمويل للوكالة الأممية تلتها كندا وأستراليا وإيطاليا والمملكة المتحدة وفنلندا وهولندا وألمانيا وفرنسا واليابان.
وقال وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت لسفراء في الأمم المتحدة، اليوم، أن “الأونروا فقدت شرعيتها بالوجود بشكلها الحالي، وأموال دول العالم استثمرت بواسطة أونروا من أجل تعزيز بنى تحتية إرهابية ودفعات لمخربين”.
وكان رئيس الحكومة الصهيونية، بنيامين نتنياهو، قال أمس الأربعاء، إن “الوقت قد حان لكي يفهم المجتمع الدولي والأمم المتحدة نفسها أن مهمة الأونروا يجب أن تنتهي”، وذلك في اجتماع جمعه مع وفد يضم سفراء دول أجنبية لدى الأمم المتحدة، معتبرا أن “هناك وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة، ومنظمات دولة أخرى، يجب أن تحل محل أونروا”.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للمساعدات في غزة، أول من أمس الثلاثاء، إنه لا يمكن لأي منظمة أن “تحل مكان” الأونروا.
القيادي في حركة حماس أسامة حمدان اكد ان موقف الإدارة الأمريكية والدول التي تبعتها إزاء الأونروا دليل على أن إدارة بايدن تقود تحالفا لكسر إرادة شعبنا.
وكتب وزير الإقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال اللبناني أمين سلام عبر منصة”اكس”: “قرار وقف تمويل “الأونروا” ضربة موجعة أخرى تزيد من تعقيد الأزمة المعيشية للاجئين، في ظل الأوضاع الاقتصادية والإنسانية الحرجة التي يواجهها لبنان”.
اضاف:”يأتي قرار وقف تمويل الأونروا ضربة موجعة أخرى تزيد من تعقيد الأزمة المعيشية للاجئين ويشكل عبئاً اضافياً على الوضع الإقتصادي والاجتماعي في بلد يكافح من أجل الاستقرار مع تزايد الضغوط على الموارد والخدمات العامة تحت ظروف بالغة الصعوبة”.
وشدد على وجوب”ألا يتحمل لبنان وحده عبء هذه الأزمة لأن نقص الدعم قد يؤدي إلى تفاقم الظروف المعيشية داخل مخيمات اللاجئين مما قد يزيد من التوترات الاجتماعية والأمنية في البلاد”.
مواقف اممية وحقوقية
دعت منظمة العفو الدولية، الدول التي قررت تعليق تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، للتراجع عن هذا “القرار الظالم”.
وقالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية في فلسطين فرانشيسكا ألبانيز إن الدول التي علقت تمويلها تشارك في “الإبادة الجماعية” بقطاع غزة.
وأشارت ألبانيز في تدوينة عبر منصة “إكس” إلى أن إعلان بعض الدول تعليق تمويلها لأونروا جاء غداة إعلان محكمة العدل الدولية رفضها مطالب “إسرائيل” بإسقاط دعوى “الإبادة الجماعية” في غزة التي رفعتها ضدها جنوب أفريقيا. وأضافت أن الدول التي علقت تمويلها للوكالة الأممية “تعاقب ملايين الفلسطينيين في توقيت حساس”، متهمة إياها بانتهاك التزاماتها المتعلقة باتفاقية منع “الإبادة الجماعية”.
ووصفت مؤسسات حقوقية فلسطينية وقف الدعم المالي عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأنّه “استكمال للإبادة الجماعية في قطاع غزة”، وحذّرت من أنّ ذلك يقود أكثر من مليونَي فلسطيني في القطاع إلى “الموت جوعاً”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ومركز الميزان لحقوق الإنسان والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.
المصدر: موقع المنار +مواقع