عاجزٌ عن صنعِ انتصارٍ يقفُ عليه، او توليفِ انكسارٍ لغزةَ يقدمُه امامَ جمهورِه والعالم . اِنه الجيشُ الصهيونيُ التائهُ في بعضِ مساحاتِ تقدُّمِه داخلَ قطاعِ غزة، الغارقُ في دمِ اطفالِها، المحترقُ بنيرانِ رجالِها، لن يَشفِيَهُ قتلُ آلافِ الابرياءِ ولا كلُّ ذاكَ الدمار، ولا الوصولُ الى المشافي كعنوانٍ بديلٍ عن اَسقُفِه العالية، وحتى مشفَى الشفاء..
اخفى صُوَرَ قتلاهُ واِن وَثَّقَتها عدساتُ الكاميراتِ وذهبَ بدعايتِه الغبيةِ للحديثِ عن انفاقٍ للمقاومينَ تحتَ مستشفى الرنتيسي. استدعى الامرُ متحدثاً باسمِ الجيشِ الذي قِيلَ اِنه لا يُقهر، فتقهقرَ بكلمتينِ وصورةٍ كَذَّبت كلَّ ادعاءاتِه ولم تَستطِع اَن تَحرِفَ المشهدَ عن خيباتِه، ولا عن اجرامِه المتواصلِ بحقِّ الاطفالِ والنساءِ وابادةِ عائلاتٍ باكملِها، وكَسْرِ كلِّ القوانينِ الدوليةِ وحتى تلكَ العسكريةِ والاعرافِ الحربية، فباتَ هدفُ الجيشِ الذي لا يقهرُ اليومَ تدميرَ مستشفياتِ غزة..
اما سيلُ الدمِ المسفوكِ غِيلةً على ارضِ القطاعِ فبدأَ يتسللُ الى داخلِ اروقةِ القرارِ الاميركي والاوروبي الداعمةِ بكلِّ صلافةٍ واجرامٍ للعدوانيةِ الصهيونيةِ المتفلتة.. وبدأت تتفلتُ التصريحاتُ رغمَ كلِّ التحفظاتِ ومنها اعتراضاتٌ لدبلوماسيين اميركيين وفرنسيين على اداءِ الادارتينِ الاميركيةِ والفرنسيةِ وانحيازهِما المطلقِ لآلةِ القتلِ الصهيونية، فيما الدبلوماسيةُ العربيةُ منحازةٌ الى صمتِها الا عن الادانةِ والاستنكار ..
اما صوتُ العربِ الاقحاحِ فكانَ مِن يَمَنِ الايمان، الناصرِ للحقِّ على الدوام، لم يكتفِ بالرسائلِ الصاروخيةِ والطائراتِ المسيّرةِ التي آلمت المحتلَّ الصهيوني، فزادَ عليها قائدُ انصارِ الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي رسائلَ الى اعالي البحار: سنلاحقُ السفنَ الاسرائيليةَ المتخفيةَ في البحرِ الاحمرِ وعندَ بابِ المندب، غيرَ آبهينَ بكلِّ الاعتبارات، وسنَنصُرُ غزةَ وفلسطينَ ايماناً بالقضيةِ وتعاليمِ القرآن ..
ونصرةً لغزةَ ودفاعاً عن لبنانَ يُكملُ مجاهدو المقاومةِ الاسلاميةِ تكثيفَ الضرباتِ التي توجعُ المحتلَّ المتكتمَ على خسائرِه رغمَ فضحِها امامَ عدساتِ الكاميرات..
ومع عجزِه امامَ المجاهدينَ على شتى الجبهاتِ يحاولُ التصويبَ على الاعلامِ اِن عبرَ القتلِ او الترهيبِ كما في غزةَ وجنوبِ لبنان، او عبرَ اقفالِ المكاتبِ ومنعِ عملِها كما حصلَ معَ الزميلة – قناةِ الميادين – في الضفةِ والاراضي المحتلة..