توجه السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بالتبريك والتهاني للشعب اليمني بمناسبة عيد الجلاء التاسع والأربعين، داعياً للخروج في مسيرة حاشدة في الموعد الذي تحدده اللجنة التحضيرية.
وقال السيد عبدالملك في تهنئته، أنه “بالرغم من إمكانات المحتل آنذاك ومناصرة الخونة له إلا أن الشعب تمكن من طرد المستعمر وإجلائه”، مشيراً إلى أن الشعب “بحاجة للاستفادة من هذه الذكرى وهو يواجه قوى الغزو والاحتلال”.
وأكد السيد عبدالملك الحوثي بأن الشعب اليوم “معني أكثر من أي وقت بالحفاظ على وحدته الداخلية بين مكوناته التي تقف ضد العدوان”، داعياً إياه بأن “لا يصغي لأبواق الفرقة الأصوات النشاز الناعقة بالسوء والباطل”.
كما أكد السيد عبدالملك على الأهمية الكبيرة لخطوة تشكيل الحكومة في تعزيز الموقف الداخلي وخدمة الشعب رغم الوضع الاقتصادي الصعب، مشدداً بالقول “لابد من تظافر الجهود من الجميع شعباً وحكومة حتى يمن الله على شعبنا العزيز بالنصر”. ودعا السيد الحوثي جماهير الشعب الأحرار للخروج بمسيرة حاشدة، في الموعد الذي تحدده اللجنة التحضيرية، تأييداً لتشكيل الحكومة وتنديداً بالعدوان.
وفيما يلي نص التهنئة:
بسم الله الرحمن الرحيم
نتوجه إلى شعبنا اليمني المسلم العزيز بالتبريك والتهاني بمناسبة عيد الجلاء التاسع والأربعين ذكرى الثلاثين من نوفمبر، التي هي واحدة من المحطات التاريخية والإنجازات الكبرى لشعبنا العزيز في مواجهة الغزو الأجنبي والاحتلال الخارجي، وبالرغم من قدرات وإمكانات المحتل البريطاني آنذاك واتساع الرقعة الجغرافية التي سيطر عليها – حيث شملت جنوب البلد، وبالرغم من معاضدته ومناصرته من قبل بعض الخونة آنذاك إلا أن أحرار البلد بصبرهم، وتضحياتهم وعزمهم وإصرارهم على التحرر وطرد المستعمر نجحوا بإذن الله تعالى من إجبار البريطاني على الجلاء وطرده من ربوع البلد.
وإن شعبنا العزيز بحاجة إلى الاستفادة من هذه الذكرى وهو يواجه قوى الغزو والاحتلال، التي تعتدي عليه اليوم تحت المظلة الأمريكية والمباركة الإسرائيلية، وبإسهام واضح من البريطاني بأشكال متعددة، وبدور أساسي لجار السوء (قرن الشيطان) الذي لم يرعَ حق الجوار، وغدر بيمن الإيمان ووظف كل إمكاناته لجلب شذاذ الآفاق وتجنيد المرتزقة من أنحاء العالم، وسعى إلى استقطاب وتجنيد عبيد المال الخونة من أبناء البلد في أبشع عدوان تشهده المعمورة اليوم، سُخرت فيه أحدث وأفتك أسلحة القتل والتدمير في استهداف بلدنا وقتل شعبنا بدون وجه حق، ويسعى النظام السعودي (قرن الشيطان) تحت الإشراف الأمريكي ومن معه في تحالف العدوان إلى احتلال البلد بكله، واستعباد شعبنا الحر المسلم الذي تفرض عليه قيمه الإنسانية والإسلامية وهويته الإيمانية أن يأبى الخنوع والخضوع والعبودية الاستسلام لغير الله الواحد القهار، وأن يأبى الذل والهوان، فالله تعالى يقول: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)، وقدر شعبنا وخياره الحتمي أن يتوكل على الله وأن يواصل جهاده في دفاعه المقدس وتصدّيه المشرف لقوى العدوان والإجرام التي ترتكب أبشع الجرائم بحقه، وتسعى لتحقيق أهدافها المشؤومة في استعباده وقهره (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).
وشعبنا اليوم معني أكثر من أي وقت مضى بالحفاظ على وحدته الداخلية بين كل مكوناته الحرة التي تقف ضد العدوان، فالوحدة والتعاون قوة، والتفرق والاختلاف ضعف، وأن لا يصغي إلى أبواق الفرقة والأصوات النشاز الناعقة بالسوء والباطل، فهي الوسواس الخناس وهي أنكر الأصوات وهي تنطق أصواتا قبيحة من حناجر النفاق، وتكتب مقالات شنيعة بأقلام الكتبة المفترين المبطلين، وليعلم الجميع أن الأولوية التي تفرضها المسؤولية الإنسانية والوطنية والدينية هي في مواجهة العدوان والتصدي له بكل الوسائل، لما يمثله من خطورة قصوى على بلدنا وشعبنا المسلم في حريته واستقلاله، وأمنه واستقراره، في حاضره ومستقبله، وبما يمارسه من حصار وتجويع وقتل وتدمير لا نظير له في كل أقطار الأرض، ومن له أولوية أخرى فهو غبي مفرط الغباء، متبلد الإحساس وفي قلبه مرض أعمى بصيرته وأفقده رشده وصوابه والعياذ بالله.
شعبنا العزيز، إن خطوة تشكيل الحكومة تمثل أهمية كبيرة في تعزيز الموقف الداخلي وخدمة الشعب بالرغم من الوضع الصعب على المستوى الاقتصادي، ولا شك أنه لا بد من تظافر الجهود من الجميع شعبا وحكومة وبالاستعانة بالله العلي القدير القوي العزيز، وبالصبر والتضحية والعطاء حتى يمن الله على شعبنا العزيز المظلوم بالفرج والنصر الذي وعد به عباده المظلومين المتقين، ولله عاقبة الأمور.
وإنني أدعوكم أيها الأحرار الأعزاء إلى الخروج في مسيرة جماهيرية حاشدة في الموعد الذي ستحدده اللجنة التحضيرية تأييدا لتشكيل الحكومة وتنديدا بالحصار الجائر والجرائم البشعة التي يرتكبها المعتدون وتأكيدا على الاستمرار بالصمود والثبات، والعاقبة للمتقين.