في سياق التعاون العسكري بين ايران وروسيا، حطّت طائرة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في طهران (الرحلة الخارجية الثانية له بعد بيونغ يانغ). الزيارة التي تعتبر محطمة مهمة لتعزيز التعاون، وسط جو من اللامبالاة تجاه الغرب الذي أعرب عن توجسه من تعزيز روسيا لروابطها العسكرية مع إيران (أعرب مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الأمن والخارجية جوزيب بوريل، لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن قلقه من التعاون العسكري بين طهران وموسكو)، خصوصاً أن الأخيرة سبق أن توصلت لاتفاق يقضي بحصولها على مقاتلات “سوخوي سو-35″، إلى جانب استمراره بتوجيه أصابع الاتهام إلى ايران بتزويد روسيا بمسيرات استخدمتها الأخيرة في حربها ضد اوكرانيا.
وزير الحرب الأمريكي لويد أوستن كان قد زعم أن “زيادة التعاون العسكري الإيراني الروسي يؤدي إلى عواقب سلبية على أوكرانيا ومنطقة الشرق الأوسط”، فيما هدد البيت الأبيض بفرض عقوبات على “من يسهل التعاون العسكري” بين روسيا وإيران.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة تزامنت ايضاً مع زيارة يقوم بها وزير الخارجية الصيني إلى موسكو لمدة أربعة أيام، أعلن خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن زيارة لبكين الشهر المقبل بدعوة من نظيره الصيني شي جينبينغ. كما تأتي ايضاً بعد سفر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ -أون بالقطار إلى أقصى شرق روسيا لعدة أيام.
وفي السياق، دعا وزير الدفاع الروسي للمزيد من التعاون مع إيران لتعزيز الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط.
وأضاف شويغو، خلال مباحثات مع نظيره الإيراني محمد رضا أشتياني اليوم الأربعاء، أن “التعاون بين موسكو وطهران بلغ مستوى جديداً، والحوار الثنائي يتطور بشكل مكثف”.
وتابع “نهدف إلى تنفيذ مجموعة كاملة من أعمال التعاون المشترك على الرغم من معارضة الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين”، لافتاً إلى أن “ضغط العقوبات على روسيا وإيران أثبت عدم جدواه، في حين أن التفاعل الروسي الإيراني وصل إلى مستوى جديد”.
وأكد الوزير أن “الديناميكية العالية للاجتماعات تؤكد رغبة الطرفين بمواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية في قطاع الدفاع والتعاون العسكري”.
ايران.. “خطوط حمراء وكذبة سياسية كبيرة”
من جهته، أكد وزير الدفاع الايراني العميد محمد رضا آشتياني، أن “الحفاظ على وحدة أراضي دول المنطقة والحدود الدولية هو أحد الخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية”، معتبراً “الاطار المقترح 3+3 سبيلاً لحل المشاكل والقضايا سلميا في منطقة القوقاز”.
وقال العميد آشتياني، إن “التعاون الدفاعي والعسكري بين البلدين حظي دائمًا بدعم واسناد القيادات رفيعة المستوى فيهما بهدف تعزيز وترسيخ الاستقرار والأمن في المنطقة والنظام الدولي”.
وأشار وزير الدفاع الايراني إلى التطورات الدولية الجديدة وجهود الدول المستقلة لخلق نظام متعدد الأقطاب وعادل ضد التوجهات الأحادية لبعض الدول، موضحاً أن “نمو وتطور المنظمات الإقليمية مثل شنغهاي وبريكس من مؤشرات رغبة دول العالم بنظام متعدد الأقطاب”.
وقيّم العميد آشتياني، بالناجح تجربة التعاون والمشاركة في المجالات الإقليمية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب في غرب آسيا، معتبراً أن الظروف والتطورات الإقليمية والدولية تتطلب التعاون على أساس المصالح المتبادلة والمشتركة.
وأشار وزير الدفاع الايراني إلى أهمية التعاون المشترك في المجالين الإقليمي والدولي كضامن لمصالح وأمن البلدين، قائلاً إن “مواجهة التحديات المشتركة، بما فيها الأحادية الأميركية، من القضايا المهمة والاستراتيجية في سياق التعاون المشترك”.
وفي الاشارة إلى تطورات المنطقة، أعلن معارضة ايران لأي تواجد لقوات من خارج المنطقة.
وأشار وزير الدفاع الايراني إلى اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة وإنتهاء فترة القيود التسليحية المفروضة من قبل مجلس الأمن في اطار القرار 2231 ، في تشرين الأول/أكتوبر 2023، معتبراً الخطوة الجديدة للدول الأوروبية الثلاث (المانيا وفرنسا وبريطانيا) بشأن عدم إلغاء العقوبات الصاروخية “انتهاكاً واضحاً لالتزامات أوروبا بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة”. وفي السياق، قال إن “البيان المغرض الصادر عن هذه الدول بزعم عدم امتثال إيران لالتزاماتها كذبة سياسية كبيرة”.
وسبق أن قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن شويغو “سيجري عدداً من اللقاءات مع المسؤولين في وزارة الدفاع الإيرانية”.
وأوضحت أن الزيارة “تهدف إلى تعزيز العلاقات العسكرية الروسية – الإيرانية، وستكون خطوة مهمة في إطار تطوير التعاون بين البلدين”.
وفي وقت سابق أفادت وكالة “تسنيم” الإيرانية أن زيارة شويغو ستبحث مستجدات المنطقة وعددا من الملفات الثنائية والإقليمية.
هذا وسبق أن ناقش شويغو ورئيس الأركان العامة الإيراني محمد باقري الوضع في إقليم قرع باغ وسوريا وأفغانستان خلال محادثات التعاون العسكري الثنائي في طهران.
وقال شويغو في بدء الاجتماع “لا يزال هناك الكثير من القضايا التي يجب مناقشتها”، مشيراً إلى أن هذه القضايا “تشمل التعليم وتبادل الخبرات وتبادل الوفود والتدريبات البحرية المشتركة”.
الاطلاع على أحدث منتجات إيران العسكرية
إلى ذلك، زار وزير الدفاع الروسي معرض القوات الجوية الفضائية التابعة لفيلق الحرس الثوري الإيراني. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الوزير تعرف خلال المعرض على الأسلحة الصاروخية والطائرات المسيرة ونماذج من أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية.
وشملت المعروضات نماذج لمنجزات صناعة الطيران والمسيرات الإيرانية، وأنظمة الصواريخ التكتيكية والباليستية طويلة ومتوسطة المدى، وطائرات مسيرة أمريكية تم اغتنامها من قبل القوات الإيرانية
المصدر: موقع المنار