تحل يوم 13-9-2023 الذكرى السنوية الـ30 لمجزرة “13 أيلول” التي ارتكبت تحت جسر المطار على طريق مطار بيروت الدولي برصاص وجه الى متظاهرين مدنيين أبرياء خرجوا رافعين الصوت للتنديد بـ”اتفاقية اوسلو” بين السلطة الفلسطينية والعدو الاسرائيلي، هؤلاء الشهداء خرجوا رفضا للتطبيع مع العدو قاتل الاطفال والنساء.
وبعد مرور كل تلك السنوات، أثبت شهداء 13 ايلول انهم قضوا مبكرا في خط مواجهة المخططات الصهيونية بالتوغل في جسد الامة من بوابة التطبيع ونسج الاتفاقيات المذلة للأنظمة والسياسيين التابعين للاميركي والاسرائيلي في هذه المنطقة.
ولا شك ان المقاومة التي حمت بصيرة هؤلاء الشهداء والدماء الزاكية التي سالت في ذلك اليوم استطاعت الوقوف بوجه كل المؤامرات الاسرائيلية ضد هذا البلد ونسجت افضل العلاقات مع الجيش اللبناني، بعد ان كان هناك من يريد الايقاع بينهما لإحداث الفتنة، وبالسياق، سبق للأمين العالم لحزب الله السيد حسن نصر الله ان قال “صبرنا في 13 ايلول 1996 قطع الطريق أمام الهدف الأساسي للمجزرة وبعد سنوات قليلة في العام 1997 امتزجت دماء شهداء المقاومة والجيش”، في إشارة لارتقاء شهداء من المقاومة والجيش خلال مواجهة الجبل الرفيع في اقليم التفاح في جنوب لبنان بمواجهة العدو الاسرائيلي حيث قضى يومها نجل السيد نصر الله الشهيد هادي وعدد من رفاقه المقاومين والعسكريين على رأسهم الملازم أول جواد عازار.
وشهداء مجزرة 13 أيلول: عبود خليل عبود، علي طعان طويل، سكنة شمس الدين، حسن بزي، سمير وهب، صباح علي حيدر، محمد عبد الكريم، مصطفى شمص ونزار قانصو، هم ممن حمى الوحدة الوطنية واستشهدوا على طريق فلسطين والقدس وجاءت بعدهم أجيال تسير على نفس الدرب وتكمل المسير.
دماء شهداء هذه المجزرة وغيرهم أكدت ان التحرير لا يتحقق بالاتفاقات والمؤتمرات واللقاءات مع العدو، بل بالمقاومة والمواجهة العسكرية المسلحة، فكل التجارب أثبتت ان هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة، وان اتفاقات التطبيع لا تقدم إلا الخيبة للدول والانظمة التي وقعتها وخاضت فيها، وهذا ما حصل مع العديد من الدول العربية التي انجرفت قياداتها مع مشاريع صهيونية اميركية لم تقدم أي حلول لاوضاعها الاقتصادية والمالية المتدهورة وبقيت ترزح تحت وطأة الازمات المتنوعة، بينما خدمت هذه الاتفاقات العدو وحده من مختلف الجوانب.
وبالتزامن مع ذكرى مجزرة 13 أيلول، تحل في 15 ايلول/سبتمبر ذكرى التوقيع على “معاهدة ابراهام” للتطبيع بين البحرين والامارات من جهة والعدو الاسرائيلي من جهة ثانية برعاية الولايات المتحدة الاميركية التي وقعت في العام 2020 بظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، لتؤكد هذه الاتفاقية الانفصام التام بين الشعوب والانظمة، فالشعب البحريني طالما عبر عن رفضه لاي تقارب او “سلام” مع العدو واكد انحيازه التام للقضية الفلسطينية.
ولم يظهر ان هذه الاتفاقية قدمت الكثير للامارات والبحرين كدوليتن بل جلّ ما تقدمه هو الحماية للحكام هناك عبر تأمين الدعم الغربي والاميركي للجالسين على كراسيهم وعروشهم بعيدا عن هموم الناس ومشاكلهم المليئة بالانتهاكات والتجاوزات القانونية سواء داخل السجون او خارجها، ففي البحرين مثلا تتم ملاحقة كل من يعبر عن رفضه لاتفاقية التطبيع مع العدو ولو كان الرأي عبارة عن كلمة على وسائل التواصل الاجتماعي في انتهاك فاضح لكل ما تدعيه الدول الغربية من تأييد لحقوق الانسان والحريات التي تتوقف عند كل ما يتعارض مصلحة “اسرائيل”.
ومؤخرا افتتح النظام البحريني سفارة كيان العدو في المنامة في صمت تام عن كل جرائم العدو التي ترتكب بصورة يومية بحق الشعب الفلسطيني لا سيما في الداخل المحتلة او بالقدس والضفة الغربية المحتلتين، وكأن الانباء اليومية عن قتل واعتقال وانتهاك حرمات المنازل في مناطق وقرى الضفة لا تصل الى مسامع حكام المنامة وربما لا تنقلها لهم وسائل الاعلام التي لا باتت لا تفهم إلا لغة العدو في التصدي للفلسطينيين.
لكن كل ما جرى يؤكد ان الشعوب ستتصدى لمؤامرات التطبيع والخيانة ولو باللحم الحي، لان فلسطين والقدس ومقدسات الأمة وقضاياها المحقة تستحق كل التضحيات التي تقدم حتى النصر والفرج الآتي باذن الله.
المصدر: موقع المنار