على أطراف الصحراء جنوب غربي المغرب، تجمع شبكات كبيرة الرطوبة في الهواء، وتحوّل الضباب إلى مياه للشرب.
والتقنية هي عبارة عن شبكة دقيقة تعمل بشكل يشبه طريقة عمل الأوراق الشوكية في أشجار الصنوبر، والتي تُكثّف الضباب للتعويض عن النقص في منسوب هطول الأمطار.
أما أضخم مشروع في العالم يجمع المياه من الضباب، فيقع في بقعة جافة وجبلية تغطي مساحة 600 متر مربع جنوب غربي المغرب، بحسب منظمة “دار سي حماد” غير الربحية، والتي تدير تلك المنطقة، ويوفر الموقع مياه شرب نظيفة لـ 500 شخص من خمس قرى تعاني من التغيير المناخي.
ودُشّن المشروع في المغرب في العام 2015، بعد اختبارات دامت أربع سنوات، وتجمع الشبكات وسطياً ستة آلاف ليتر من المياه يومياً. وتُنقى المياه من الشوائب قبل أن تقطع مسافة ثمانية كيلومترات عبر الأنابيب للوصول إلى المنازل في القُرى.
وتقديراً لدور المبادرة في مواجهة تحديات التغيير المناخي، تلقّت جائزة “Momentum for Change” للعام 2016، والتي تقدمها منظمة الأمم المتحدة ضمن مؤتمرها حول التغيير المناخي، “COP22،” في مدينة مراكش المغربية.
وتقول مديرة المنظمة جميلة بركاش: “قبل وضع الشبكات، كان يضطر سكان المنطقة للسير لثلاث ساعاتٍ يومياً للوصول إلى الآبار البعيدة المقفرة. وهذا لا يزال حال سكان المناطق التي لا نعمل فيها.”
وفي حال جفاف الآبار، لم يكن أمام سكان المنطقة سوى طلب المياه بالشاحنات، الأمر الذي تبلغ كلفته بين 3 و 5 دولارات للطن الواحد، مقابل 40 سنتاً لطن المياه الذي يوفره المشروع.
ولمعالجة هذ الأزمة، ستطوّر تقنية الشبكات الحالية التي تحمل اسم “FogQuest” إلى نسخة ألمانية أكثر تطوراً تُدعى “CloudFisher.” ولن تحتاج الشبكات الجديدة إلى الصيانة، وستجمع ضعف مقدار المياه.
وتسعى منظمة “دار سي حماد” إلى إيصال التقنية إلى مناطق أخرى جنوب غربي المغرب، لإيصال المياه إلى القرى الأمازيغية التي تعاني نقصاً في المياه.