أقر المجلس البلدي لمدينة برشلونة الإسبانية، أمس، الأربعاء، اقتراحا قدمته الأحزاب اليسارية وعمدة المدينة، آدا كولاو، لإلغاء اتفاقية التوأمة مع بلدية تل أبيب، وذلك في تكليل لجهود حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها.

جاء ذلك في قرار صدر عن رئيسة البلدية، كولاو، التي أعنلت في مؤتمر صحافي عقدته عن القرار الذي ينص كذلك على إلغاء الاتفاقية مع تل أبيب وكذلك تجميد العلاقات مع الكيان لصهيوني .

وجاء القرار في استجابة لعريضة وقع عليها آلاف المواطنين، ودعمتها 108 كيانات بينها نقابات عمالية في برشلونة، طالبت بإلغاء اتفاقية التوأمة بين المدينة وتل أبيب، وقطع العلاقات مع الحكومة الصهيونية، بسبب جرائم الاحتلال.
وشدد كولاو على أن القرار هو “إجراء (تتخذه بلدية برشلونة) ضد سياسة الحكومة، وليس ضد مجتمع أو شعب أو دين” وقالت في مؤتمر صحافي: “لقد طالبت أكثر من 100 منظمة وأكثر من 4000 مواطن، بالدفاع عن حقوق الإنسان للفلسطينيين، ولهذا السبب، بصفتي رئيس البلدية، أبلغت رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في رسالة، بأنني جمدت العلاقة المؤسسية بين برشلونة وتل أبيب “.

وقالت كولاو في رسالتها إلى نتنياهو إن العريضة دعت رئاسة البلدية إلى “إدانة جريمة الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني، وتعزيز التعاون مع المنظمات الفلسطينية والدولية، بما في ذلك المنظمات الإسرائيلية، التي تعمل على وضع حد للانتهاكات الحقوقية بحق الفلسطينيين”.
وجاء في نص العريضة أن الاحتلال الصهيوني “يرتكب جرائم متواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وقتل آلاف الفلسطينيين بما يشمل مئات الأطفال، في سبيل تعزيز مشروع التطهير العرقي للفلسطينيين ونظام الأبارتهايد” وأضافت أن “على المجتمع الدولي أن يدفع إسرائيل ثمن جرائمها عبر عزلها “”.

وتجمع بين بلديتي تل أبيب وبرشلونة اتفاقيتا توأمة، الأولى موقعة عام 1998 وهي ثلاثية بين تل أبيب وبرشلونة وغزة، والاتفاقية الأخرى ثنائية وموقعة عام 2013.

وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” قد لفتت إلى قلق المسؤولين في وزارة الخارجية الصهيونية من تصويت المجلس البلدي في برشلونة لصالح الاقتراح وأفادت بأن سفيرة الكيان الصهيوني لدى إسبانيا، بذلت جهودا في محاولة لإحباط عملية التصويت وإقناع أعضاء في المجلس البلدي في برشلونة للتوصيت ضده.

وأطلقت رئيسة بلدية برشلونة حملة تحت شعار “برشلونة تقول لا للأبارتهايد”، الأمر الذي “أثار قلق” الجالية اليهودية في المدينة، بحسب “يديعوت أحرونوت”، الأمر الذي دفعها لمطالبة كولاو بالسماح لمواصلة اتفاقية التوأمة بين برشلونة وتل أبيب “لبناء الجسور والتناغم، والامتناع عن الدفع بخطاب المقاطعة والإقصاء”.
وكان برلمان إقليم كتالونيا الإسباني قد أصدر قرارا في شهر حزيران/ يونيو 2022، يعترف بأن الكيان الصهيوني يرتكب جريمة الفصل العنصري (أبارتهايد) بحق الشعب الفلسطيني وأكد القرار أن “النظام الذي تطبقه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتعارض مع القانون الدولي ”

المصدر: وكالات