هجوم اصفهان.. رسائل صهيونية في الصندوق الاسود – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

هجوم اصفهان.. رسائل صهيونية في الصندوق الاسود

صواريخ ايرانية
علي علاءالدين

رغم الصمت الرسمي الصهيوني  الا ان الاعلام والمحللين السياسيين الصهاينة كانوا واضحين جدا فبحسب المحلل الصهيوني  يوني بن مناحيم  : ” نجح الموساد الإسرائيلي في مهاجمة مجمع عسكري كبير في مدينة أصفهان الإيرانية ، حيث توجد منشآت لإنتاج الصواريخ وربما أيضًا منشآت متعلقة بالمشروع النوويي الايراني ، حكومة نتنياهو ترسل رسالة واضحة إلى إدارة بايدن حول الكيفية التي تنوي بها معالجة القضية النووية الإيرانية ”

 

 

 

و قد سبق الاعلام الصهيوني على اتهام الكيان صحيفة “وول ستريت جورنال” حيث ذكرت  نقلا عن مسؤولين أمريكيين وأشخاص مطلعين أن الكيان  مسؤول عن هجوم سري بطائرات مسيرة استهدف مجمعا دفاعيا في إيران حيث أضافت الصحيفة أن ذلك الهجوم يأتي وسط بحث الولايات المتحدة والكيان الصهيوني عن سبل جديدة لاحتواء الطموحات النووية والعسكرية لإيران .

بدورها ذكرت صحفية “يديعوت أحرونوت” العبرية نقلاً عن مسؤولين أميركيين: “الموساد نفّذ هجوما بطائرات مسيرة في إيران”.

 

وزارة الدفاع الايرانية

 

وكانت وزارة الدفاع الإيرانية  قد ذكرت في بيان بثه التلفزيون الرسمي “تم تنفيذ هجوم فاشل باستخدام طائرات مسيرة على أحد مجمعات الصناعات الدفاعية التابعة للوزارة”، مشيرة إلى أنه “لم يؤثر على منشآتنا ومهماتنا”.

واتهمت إيران مرارا الكيان الصهيوني بالتخطيط لشن هجمات باستخدام عملاء داخل إيران. و في تموز الماضي، قالت إنها اعتقلت مجموعة عملاء مؤلفة من نشطاء أكراد يعملون لصالح الكيان الصهيوني كانت تخطط لتفجير مركز صناعي دفاعي “حساس” في أصفهان

وحتى كتابة هذا المقال لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار الذي يتزامن مع تصاعد التوتر مع الغرب

 

موقع الموساد في كردستان
موقع الموساد في كردستان

هو صراع خفي بنكهة صهيونية ، فهي ليست المرة الاولى التي يحاول الكيان الصهيوني التعرض للمنشآت الايرانية في الداخل ، ولن تكون المرة الاولى التي ترد ايران فيها على مصدر الخطر ، ان كان صهيونيا او غيره داخليا او خارجيا .

 

استهداف مصنع في ايران
استهداف مصنع في ايران

وبحسب صحيفة معاريف العبرية : ” إن معظم الاستخبارات الغربية والمصادر الإيرانية اتهمت الموساد لهجمات مماثلة  ومنها ضد منشأة نطنز النووية الإيرانية في يوليو 2020، ومرفق نووي مختلف في نطنز في أبريل 2021، ومنشأة نووية أخرى في كرج في يونيو 2021 واستهداف مستودعا للطائرات المسيرة  في فبراير 2022 .

 

قصف مطار دمشق الدولي
قصف مطار دمشق الدولي

المعركة بين الحروب  

مع بداية العام الحالي، وبحسب تقارير صهيونية  يكون قد انقضى نحو عشر سنوات على حصول أوّل هجوم منسوب إلى الكيان الصهيوني ضدّ إيران وحلفائها في سوريا في إطار “المعركة بين الحروب”. والتي انطلقت بعد تشخيص في المؤسّسة الأمنية والعسكرية الصهيونية آنذاك، أنّه تحت كنف شحنات الأسلحة التي أرسلتها إيران كجزءٍ من المجهود المشترك مع حلفائها في سوريا ، “تتسرّب أيضاً وسائل قتالية متقدّمة إلى حزب الله”. التقارير أشارت إلى أنّ هدف الهجوم الأوّل (في العام 2013)، بحسب تقديرات، كان ضرب شحنة منظومات دفاع جوّي مُرسلَة إلى حزب الله.

 

استهداف شاحنات في سوريا
استهداف شاحنات في سوريا

 

وفي سياق متصل رأى الرئيس السابق لشعبة الإستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان)، رئيس معهد أبحاث الأمن القومي، اللواء إحتياط تامير هايمن، أنّه على الصعيد الإستراتيجي، يُشكِّل تغيير وزير الأمن ورئيس الأركان “فرصة جيدة” لإعادة تقييم “المعركة بين الحروب”. إذ من المناسب عدم التعامل بشكل بديهي مع كلّ الفرضيات الأساسية التي وُضِعت منذ بداية “المعركة بين الحروب”، بما في ذلك الإفتراض بأنّها لن تؤدّي إلى حرب. .

 

سياسية صهيونية مستمرة

رأى مُعلّقون صهاينة أنّ الهجوم الأخير في ايران وما سبقه في سوريا  يُشير إلى أنّه يوجد “إستمرار مباشر” من قبل حكومة نتنياهو الحالية في السياسات الأمنية لحكومة بينيت-لابيد (الحكومة السابقة)، وحكومات نتنياهو السابقة، بحيث لا يوجد “أي اختلاف على الإطلاق” بين سياسات كلّ هذه الحكومات.

 

حكومة نتنياهو 2023
حكومة نتنياهو 2023

 

وأضاف مُعلّقون أنّ الهجوم على مطار دمشق الدولي والذي حصل في صباح يوم الاثنين  02/01/2023 يحمل رسالة للسوريين، للإيرانيين، ولحزب الله، بأنّ سياسة منع الإيرانيين من التمركز في سوريا ونقل السلاح إلى حزب الله سارية المفعول مع الحكومة الجديدة. إذ تمّت الموافقة النهائية على الهجوم، من قبل وزير الأمن الجديد، يوآف غالانت، بعد التنسيق مع رئيس حكومته، بنيامين نتنياهو، ولفت مُعلّقون إلى أنّ الإجراءات العملياتية الأولى للمؤسّسة الأمنية بقيادة غالانت، تشير إلى استمرارية في حرّية عمل الكيان الصهيوني في المنطقة، بحيث لا يُتوقع أيّ تغيير في سياسة إستخدام القوّة في إطار “المعركة بين الحروب” .

وتحدّث مُعلّقون صهاينة عن الأسلوب الذي بناه الجيش ، والموساد، والذي يحاول ابقاء الوضع تحت سقف الحرب، بحيث يعمل خلف هذا الأسلوب ذراعان:

  • الذراع الأوّل يتعلّق بـ”أمان” و”الموساد”، الذي يجلب المعلومات الإستخبارية، التوقيت والمكان
  • الذراع الثاني مرتبط برئيس سرب الإستخبارات في سلاح الجو، الذي يسمح لأيّ هجوم بأن يمرّ بسلام.

 

 

صورة المقاومة

 

في الخلاصة ، فان اسباب هجوم اصفهان تحتمل الكثر من التأويلات ومنها أن يكون ردا على عمل  امني قامت به ايران ضد الكيان وبقي طي الكتمان ، أو محاولة من الكيان الصهيوني للتذكير بانه جاهز لمنع أي نقل للاسلحة الاستراتيجية من ايران الى الحلفاء في سوريا وحزب الله في لبنان ، بالاضافة لمحاولاته المتكررة لتعطيل البرنامج النووي الايراني عبر الضغط لزيادة العقوبات على ايران او عبر الاستهداف المباشر  ولكن عند كل مواجهة يدرك الكيان ان ما يفعله لا يتعدى كونه  تسجيل موقف لا تأثير له على أرض الواقع ، وان المقاومة أصبحت تملك من الخبرات والمقدرات العسكرية ما يمنعه من ارتكاب أي خطأ يجعله يتعدى المعادلات الموجودة ، كما أن البرنامج النووي الايراني مستمر في طريقه المرسوم من القيادة في ايران .

 

المصدر: قناة المنار