يحصل الشعر على لونه عبر خلايا تُسمى الخلايا الصبغية والتي تعيش في بصيلات الشعر. ومع تقدم السن، يقل نشاط هذه الخلايا، ما يسبّب ظهور الشيب.
أحد السمات المرتبطة بتقدم السن هو شيب الشعر، فكلما تقدمنا في السن فإن الخلايا الصبغية المسئولة عن صبغة الشعر (الميلانين) يقل إنتاجها، وبدون أي صبغة ميلانين سيظهر الشعر بلون أبيض. قد يبدو ظهور الشيب أمرًا طبيعيًا، لكن في المقابل لن يكون بروزه أمرًا عاديًا عند الأطفال، فيما يُسمى بـ “الشيب المبكر”. فلماذا قد يشيب شعر الأطفال؟
هناك أسباب عديدة لظهور الشيب في المراحل العمرية المختلفة لدى الأطفال:
الجينات والوراثة: أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي للشيب عند الأطفال محدد جينيًا كالبلوغ المبكر. إن كان كذلك، فعلى الأرجح (لكنه ليس أكيدًا) أن آخرين في شجرة العائلة قد عانوا من ذات الحالة. إن ظهر لديهم شعر أبيض في مرحلة الطفولة، لكن لم يتطور للشعر بأكمله، فعلى الأرجح أنه سيتطور ذات الأمر للطفل. مع ذلك، فليست هناك أبحاث كافية لنعرف أي الجينات المسئولة عن ذلك بالتحديد، أو من أي أطراف العائلة انتقلت الصفة الوراثية. كما أن الشيب قد يصاحب عددًا من المتلازمات العائلية، مثل: الورم العصبي الليمفي، والتصلب الجلدي.
الأمراض والاضطرابات: بعض اضطرابات الجلد التي تصيب الأطفال مثل البهاق، والتصلب الدرني، والورم العصبي الليمفي، ومتلازمة واردينبيرج، كلها مرتبطة بفقدان صبغة الشعر. وإلى جانب شيب الشعر تظهر أعراض أخرى مصاحبة لهذه الأمراض، مثل: الاختلاجات، وفقدان السمع، والأورام. وسبب آخر للشيب المبكر هو اضطرابات الغدة الدرقية، مثل فرط نشاطها والذي يحد من إنتاج صبغة الشعر.
نقص فيتامين B12: يرتبط نقص فيتامين B12 بشيب الشعر بشكل كبير. المنتجات الغذائية التي تعتمد على المصدر الحيواني توفر كمية كافية من هذا الفيتامين. فالأطفال الذين يتّبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا قاسيًا قد يصابون بشيب الشعر. كذلك الأطفال الذين خضعوا لجراحة في المعدة أو الأمعاء الدقيقة لا يمكنهم امتصاص هذا الفيتامين بشكل جيد، ما قد يسبّب الشيب المبكر.
القشرة: بحسب دراسة أسترالية نُشرت في “Journal of Investigative Dermatology Symposium Proceedings” أظهرت أن هناك علاقة ضعيفة بين القشرة وشيب الشعر، إلا أنه قد يكون لها تأثير، وهذا لا يعني أن واحدًا يسبب الآخر، لكن مع تزايد القشرة، فهناك احتمال لظهور الشعر الأبيض أو الرمادي.
الإجهاد: لم يتفق الأطباء حول هذا الأمر، فلا يزال هناك جدل كبير حول تأثير الضغط والإجهاد على ظهور الشيب في الشعر، حيث لا توجد إلا أبحاث قليلة تدعم هذا الأمر. بحسب دراسة نُشرت عام 2009 في مجلة “Cell” فقد وجدت أن الإجهاد السام في الجينات (الإجهاد في الجينات نتيجة الأشعة فوق البنفسجية والإشعاع) قد يؤثر على خلايا الشعر، ما يؤدي إلى ظهور الشيب المبكر. يمكن الاطلاع على تأثير القلق والتوتر على ظهور الشيب عبر النقر هنا.
التدخين: هناك علاقة بين التدخين والشيب المبكر، فالتدخين يسبب الإجهاد التأكسدي والذي يُعرف عنه أنه يسرّع في عملية التقدم في السن، ويسبب شيب الشعر قبل سن الـ 30. المدخنون عرضة للشيب أكثر بأربع مرات من غير المدخنين. تتميز أجسادنا أنها مرنة جدًا، فبمجرد الإقلاع عن التدخين بشكل كامل، فهذا يساهم في تقليل الضرر على صحة القلب والأوعية الدموية، كذلك تأخير علامات التقدم في السن، كالتجاعيد والشيب.
نقص النحاس: بحسب دراسة نُشرت عام 2012 فقد كشفت أن المستويات المنخفضة من النحاس في الجسم قد تؤدي إلى الشيب المبكر. وبقياس مستوى النحاس والزنك والحديد في عينات دم 66 شخصًا ممن هم أقل من 20 عامًا، ولديهم شيب في الشعر، وجد البحث بأن تركيز النحاس كان منخفضًا للغاية بمقارنة من هم في ذات الفئة العمرية ولم يتطور لديهم الشعر الأبيض. يمكن علاج هذه الحالة بالتركيز على تناول بذور السمسم، والكاشو، وفول الصويا، والسبانخ، والهليون، وفطر شيتاكي، فكلها تعد مصادر غذائية ممتازة غنية بالنحاس.
التشخيص والعلاج
إن كان طفلك لا يعاني من أي مشكلة صحية، فلا داعي للقلق. لكن عليك متابعة شعره، من ناحية سرعة نمو الشيب. وإن كنت قلقًا من الأسباب التي ذُكرت أعلاه فيمكن استشارة الطبيب للاطمئنان أكثر، والبحث في الأسباب، كتاريخ العائلة، ومن ثم إجراء الفحوص الطبية اللازمة التي تساعد في تحديد السبب، مثل: تحليل مستويات فيتامين B12، إجراء فحص دم شامل، وتحاليل وظائف الغدة الدرقية.
العلاجات البديلة
بعد استشارة الطبيب والبحث في الأسباب، وتشخيص الحالة والحصول على العلاج المناسب، يمكن أيضًا اتباع بعض العلاجات الطبيعية البسيطة. ولحسن الحظ فالطبيعة تزودنا بالعلاجات سواء لإبطاء أو وقف شيب الشعر، دون إلحاق أية أضرار بأجسادنا.
زيت جوز الهند وعلاج الشيب: من أفضل العلاجات الطبيعية هو تدليك فروة الشعر بزيت جوز الهند النقي كل ليلة، وغسله في اليوم التالي. وقبل اختيار زيت جوز الهند للعلاج، عليك معرفة الخصائص التي تجعله فعالًا.
الحناء: استُخدمت الحناء منذ القدم لأغراض تجميلية، والتي تأتي كمسحوق يمكن خلطه مع المواد الطبيعية كعصير الليمون، والخل، والزيوت العطرية قبل وضعها على الشعر. ويجب الاهتمام باستخدام الحناء بشكل منتظم للحفاظ على لونها وتغطية الشيب بفعالية، حيث يمكن استخدامها من مرة أسبوعيًا إلى مرة شهريًا حسب اللون المطلوب.
الشاي:هناك طريقة تساهم في تغطية الشيب واستعادة اللون الطبيعي وهي استخدام الشاي. فالشاي الأسود جيد للشعر الأسود، والبابونج للأشقر، والمريمية للأحمر. يمكن غلي 3 – 4 أكياس شاي في كوبين من الماء الحار، وتركه قليلًا ليبرد، ثم وضعه على شعر نظيف ورطب. كما يمكن خلطه مع البلسم وتدليك الشعر به، وتركه لمدة ساعة. لنتائج أفضل، يجب شطف الشعر بماء بارد، لأن الحار سيعمل على إخفاء اللون.
القهوة: يمكن مزج كوب من القهوة بعد أن تبرد، بكوبين من شامبو البلسم، وإضافة ملعقة كاملة من القهوة المطحونة لفعالية أكثر. ويجب ترك الخليط لمدة ساعة قبل شطفه. على الرغم من أن الصبغة قد تكون خفيفة، لكن يمكن تكرار هذه العملية، لشعر أغنى باللون.
قشر البطاطس: قشر البطاطس يمكن أن يعمل كصبغة طبيعية، فالنشا الموجود فيها يعمل كملون يبطئ من نمو الشيب. يمكن غلي كوبين من الماء مع كوب من قشر البطاطس لمدة 25 دقيقة، ومن ثم إخراج القشر، وترك الماء يبرد. قد تكون الرائحة غير لطيفة، لذلك يمكن إضافة قطرات من الزيوت العطرية. في البداية يمكن الاستحمام بالشامبو والبلسم بشكل عادي، وتقسيم الشعر إلى أجزاء، ثم استخدام فرشاة لوضع مياه البطاطس، ثم شطفها بالمياه الباردة، وتكرار العملية حتى تحصل على اللون المطلوب.
المصدر: مواقع