أُطفئت الاضواءُ وأُقفلت الابوابُ وانتُزعت الاعلام، وعادَ الفراغُ سيداً لقصرِ بعبدا.. عاد رغمَ محاربةِ كثيرينَ له ، لكنْ برضَى آخرينَ عَمِلوا لوصولِه، متسلحينَ بخطابِ ومرشحي التحدي، ولا يزالونَ يراهنونَ بانْ يُوجعوا البلدَ وأهلَه أكثر، عسى ان يَنتزعوا منهم استسلاماً لمشاريعِ التبعيةِ والتطبيعِ .. في اولِ ايامِ الفراغ، نشطَ المندوبُ السامي ...
انتهت كلُّ المحاولات.. وباتَ مشهدُ ربعِ الساعةِ الاخيرِ واضحاً بلا آمالٍ حكومية .. غادرَ الرئيسُ القصرَ الجمهوري، وغادرَ رئيسُ الحكومةِ البلادَ الى القمةِ العربية، فلا حكومةَ – بل ولا مَن يحزنون – على واقعِ بلدٍ اوصلَه اهلُه الى اصعبِ حال .. هو الفراغُ الذي اختَصرَ الخياراتِ اذاً، على املِ الّا ...
البلد الذي سيؤخِّرُ ساعتَه – ساعةً عندَ منتصفِ الليلةِ عملاً بالتوقيتِ الشتوي، يبدو أنَه سيعيدُ عقاربَ ساعاتِهِ سنينَ الى الوراءْ عند منتصفِ ليلِ الاثنين المقبل، عملاً بالنكدِ السياسي، ودخولِ الفراغِ الرئاسي مصحوباً بضياعٍ دستوريٍ، وتداخلِ خطوطِ الطولِ الرئاسيةِ وخطوطِ العرضِ الحكومية، وما نتج عنها من تشابك بالتأويلات والاجتهادات، واشتباكاتٍ بالمواقفِ ...
لعلَّ المآسي التي تُحيطُ اللبنانيَ من كلِ حدبٍ وصوبْ ، مصحوبةً بسياساتِ النَكَدِ اليوميةِ قد شوَّشَتْ رؤيةَ انجازِ الخطوةِ التاريخيةِ كدولةٍ نفطيةْ.. ولعلَّ التنقيبَ في الازمةِ يَكشُفُ أنَّ الدولةَ العميقةَ التي تُمسِكُ بأرزاقِ اللبنانيينَ وماليَتِهِمْ العامَّة، ليسَتْ مسرورةً بالإنجازِ اللبنانيْ، ولا بالآمالِ التي تُبنَى على الخطوةِ لإراحةِ الاقتصادِ وتخفيفِ الحصارْ.. ...
شيءٌ ايجابيٌ كسرَ انكماشَ المشهدِ اللبناني وتَرجَمَ بعضاً مما يمكنُ ان يُحقِقَهُ الاصرارُ على متابعةِ الملفاتِ اذا كانت وِجهتُها وطنيةً واهدافُها محسومة : الامنُ العامّ اللبناني، ووَفقَ خطةِ استئنافِ قوافلِ العودةِ الطوعيةِ للنازحينَ السوريين، يُسيِّرُ غداً الدُفعةَ الرابعةَ والعشرينَ من هذه القوافلِ وعلى متنِ حافلاتِها سبعُمئةٍ وواحدٌ وخمسونَ سورياً يعودونَ ...
استحقاقاتٌ حساسةٌ تتزاحمُ في اسبوعِ ما قبلَ نهايةِ عهدِ رئيسِ الجمهوريةِ العماد ميشال عون، منها ما مواعيدُه محددةٌ كرابعةِ جلَساتِ انتخابِ الرئيسِ غدا، وكذلك توقيعُ اوراقِ الترسيمِ بحلولِ الخميس، وفي المقابلِ استحقاقاتٌ لا تَقِلُّ اهميةً لكنها تبقى طيَّ المجهولِ كتأليفِ الحكومة. لا صورةَ نهائيةً لما قد يؤولُ اليه وضعُ البلدِ ...
كلما رُتقت حكومياً من مكانٍ فُتقت من مكانٍ آخر، ولا من يرى بعينِ العطفِ والرحمةِ الى واقعِ البلدِ وحالِ الناسِ معَ ضيقِ الوقتِ وصعوبةِ الخيارات.. كلُّ المساعي عُلِّقت على نكدٍ سياسيٍّ من هنا ومزايدةٍ في غيرِ محلِّها من هناك، وهناكَ على مرمى ايامٍ قليلةٍ خياراتٌ مُرّةٌ بفراغٍ رئاسيٍ وتداعياتٍ حكومية.. ...
لبنانْ يحقِّقُ المركزَ الثانيَ عالمياً بحسَبِ البنكِ الدولي بعدَ زيمبابوي، لكنْ من حيثُ التضخمُ باسعارِ الموادِّ الغذائيةِ الذي بَلَغَ مئةً وثمانيةً وتسعينَ بالمئةِ في الاشهرِ الثمانيةِ الاولى من العامِ الحالي.. وإنْ استمرت السياساتُ الاقتصاديةُ على حالِها فإنَّهُ ذاهبٌ الى المركزِ الاولِ بلا منافِس.. فهل يتنفَّسُ اللبنانيون الصعداءَ ويُحسنونَ استخدامَ ثروتِهم ...
قبلَ التنقيبِ في الآبارِ اللبنانيةِ عن النفطِ والغاز ، يمكنُ للمنقبِ في المواقفِ الصهيونيةِ والاميركيةِ والاممية، ان يستخرجَ حجمَ الانجازِ اللبناني الذي يزهدُ به بعضُ الجاحدين او الغافلين او المُضَلَّلِين.. فبعدَ طولِ انكارٍ وتشويشٍ عادَ الدبلوماسيُ الاميركيُ الذي تولى الوساطةَ الاميركيةَ لسنواتٍ في الملف – ديفد شينكر للاقرارِ بما حققهُ ...
انه لبنانُ الواقفُ اليومَ على ارضٍ صُلبة، يتطلعُ الى ابعدِ نقاطِ بحرِه الهادر، مُطْمَئناً الى ايامِ اهلِه وبَنيهِ، المبتهجينَ بوحدةِ موقفِ قادتِه ومسؤوليهِ، ومعادلاتِ وقوةِ مقاوميهِ، الذين اَبطلوا كلَّ مشاريعِ العربدةِ الصهيونية، والعنجهيةِ الاميركية، وكسروا الحصارَ المرير .. انه لبنانُ العائمُ على مستقبلٍ يليقُ بتاريخِه، وحاضرِ ابنائِه وتضحياتِهم، الذين غَزلوا ...