السبت   
   22 11 2025   
   1 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 16:13

ناصر الدين مفتتحا مركز الشهيد علي علام الطبي في بعلبك: لبنان سيبقى موحدا ولن نقبل بتهوينه وضعفه


دعا وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين إلى “الامان والاستقرار، وإلى الإلتزام بترتيبات وقف العدوان الذي التزم به لبنان بشكل كامل بالمطلق، بشهادة اليونيفيل وشهادة الدول الراعية. وفي المقابل حدث ولا حرج عن اعداد الآلاف من الخروقات وأكثر من 330 شهيدا منذ وقف إطلاق النار . نستغل هذه الفرصة لنؤكد وقوفنا بجانب شعبنا وأهلنا في خدمة كل اللبنانيين”.

جاء ذلك خلال رعايته حفل افتتاح “مبنى الشهيد علي ركان علام الطبي” للأمراض السرطانية، في حرم مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك، لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستسهاد مدير المستشفى الشهيد علي علام، بحضور النواب: الدكتور حسين الحاج حسن، المحامي غازي زعيتر، الدكتور علي المقداد، الدكتور ينال صلح، الدكتور سامر التوم، وملحم الحجيري، الوزيرين السابقين الدكتور علي حمية والدكتور حسن اللقيس، النواب السابقين الدكتور جمال الطقش، الدكتور كامل الرفاعي، أنور جمعة وبكر الحجيري، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلا برئيس قسم المحافظة دريد الحلاني، قائمقام الهرمل المحامي هبة زعيتر، راعي أبرشية بعلبك الهرمل المطران ميخائيل فرحا، راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، مفتي بعلبك الهرمل السابق الشيخ خالد الصلح، المفتي الدكتور الشيخ عبدو قطايا، رئيس مصلحة الصحة في محافظة بعلبك الهرمل الدكتور محمود ياغي، المدير العام لمستشفى دار الأمل الجامعي الدكتور ركان علام، مدير المستشفى محمود علام وأسرة الشهيد، مدير مستسفى بعلبك الحكومي الدكتور عباس شكر، ممثل نقابة أصحاب المستسفيات الخاصة الدكتور علي عبدالله، رئيس بلدية بعلبك المحامي أحمد زهير الطفيلي، رئيس بلدية دورس الدكتور مارون نجيم، رئيس رابطة مختاري قضاء بعلبك المختار علي عثمان، قيادات عسكرية وأمنية، المسؤول التنظيمي لحركة “أمل” في إقليم البقاع أسعد جعفر، مسؤول العلاقات العامة في قيادة منطقة البقاع في “حزب الله” أحمد ريا، وفاعليات سياسية ودينية وبلدية واختيارية وصحية واجتماعية وإعلامية.

ناصر الدين

وتحدث الوزير ناصر الدين، فقال: “يعز علينا أن نلتقي اليوم في دار زرعت الأمل في دار تعمدت بدماء شهداء أحياء، زرعوا فينا كما اسمها دارا للأمل والعطاء. يعز علينا أن نلتقي في محضرهم رغم غياب الجسد وكما قال المعرف، من قال أن الأرواح تدفن في التراب، الأرواح تلاقي أبواب السماء. الأرواح الزاكية المعطرة بعبق الشهادة موجودة بيننا في كل مفرق وفي كل ساح، عند كل غرفة مريض، عند كل تخت مستضعف بهذا الصرح. يعز علينا أن نجتمع في الذكرى السنوية الأولى للشهيد العزيز علي ركان علام ورفاقه، ولأننا لا نعرف الإنكسار توافقنا نحن وعائلة الشهيد على عنوان أمل، وعلى عنوان عطاء جديد. اليوم وفي الذكرى السنوية الأولى إطلاق جديد لإسم معروف ونعتز به لمركز الشهيد علي علام، فألف مبارك لكم ولأرواحهم المتألقة ألف تحية وسلام. نبارك لكم هذا الصرح، هذا العمل”.

وأضاف: “نبارك لكل اللبنانيين أيضا عيد الإستقلال الذي يصادف في هذا اليوم، استقلال ما كان ليبقى لولا تضحيات اللبنانيين، استقلال لن يبقى إذا ما تكاتفنا وتوحدنا وجمعنا في عنوان وطني واحد، عنوان العلم الوطني اللبناني الذي يحرسه الجيش الوطني اللبناني. ونحن هنا كوزراء في الحكومة ندعو لتضافر كل الجهود لاستكمال الإستقلال فلا يمكن أن يبقى وطننا مستقلا وأرضه محتلة، ولا يمكن أن يبقى عزيزا وبيوته مدمرة، ولا يمكن أن يبقى حرا وأسراه خلف قضبان الإحتلال. وكما بنيت دار الأمل الجديدة، ندعو من هنا في هذه المناسبة العزيزة في مناسبة الإستقلال الغالي، أن نستكمل هذا الإستقلال بدءا بحضور الحكومة كاملا، كما دعونا في مجلس الوزراء، في الجنوب أولا وفي البقاع وفي الضاحية وفي الشمال في كل بقاع لبنان، لتؤكد وجودها إلى جانب أهلها، وندعو أيضا إلى تبني آلية إعادة الإعمار، هذه الآلية التي تحدد الحاجة أولا والكلفة، وإلى تبنيها ضمن أولويات وضمن إمكانيات. نحن عندما نتكلم عن آلية إعادة الإعمار لا يعني أننا نلزم الدولة أن تأتي وتعمر حسب الآلية ولكن هذه الآلية تحدد الحاجات، تحدد الكلفة، وعلى أساسها نرى ماذا تستطيع الدولة أن تقدم، تدعم إعادة الإعمار والترميم، ولكن الكلفة الأساسية هي الأبنية المهدمة، عندها نتكلم، ولكن أولا ندعو إلى تبني الآلية، لنعمر وفاء للشهداء، لنبني وفاء لكل التضحيات. نحن اليوم أمام مثال لقطاع خاص يقوم وينهض بالرغم من كل التحديات بهمة عائلة شهيد وبركة شهداء، ليقدر أن ينهض ويعطي خدمة مميزة لأهل البقاع، هذا عينة ومثال، فكيف إذا كانت الدولة هي الحاضرة”.

وتابع: “نجتمع اليوم أيضا بحضور كبير، يؤكد وطنيته وولاءه لهذا البلد. لبنان أكبر وأغلى من أن يقسم ، لبنان سيبقى موحدا، لبنان الذي قدم أغلى ما نملك لن نقبل بتهوينه وضعفه واستغلال فرصة للإنقضاض عليه وعلى جيشه وعلى هذه البيئة. نحن نتكلم عن صحة وخدمات إجتماعية وخدمات صحية وتوسعة صحية وتوسعة في الدواء والاستشفاء والتغطيات، ونلمس ان الحاجة كبيرة جدا، ولن ندعي أننا نستطيع حل كل شيء، ولكن بتكاتفنا وقدراتنا كل وزارة تستطيع أن تقدم إلى ناسها وإلى شعبها، وما حصل من مؤشرات إيجابية في هذا المجال، وانعقاد مؤتمر استثمار في بيروت، ومؤتمرات أخرى تشجع وتعطي مؤشرات إيجابية، نحن أمام استثمار حقيقي في لبنان. ولكن إذا لم نتكاتف ونوحد الجهود كيف يمكن لاستثمار أن يخدم، وكيف بمكن لاستثمار أن يستثمر في لبنان، وكل يوم اغتيال وكل يوم بيان من وزارة الصحة شهيد أو شهيدين أو أكثر . ندعو أولا إلى الامان، ندعو إلى الاستقرار ندعو إلى الإلتزام بترتيبات وقف العدوان الذي التزم به لبنان بشكل كامل بالمطلق، بشهادة اليونيفيل وشهادة الدول الراعية. وفي المقابل حدث ولا حرج عن اعداد الآلاف من الخروقات وأكثر من 330 شهيدا منذ وقف إطلاق النار . نستغل هذه الفرصة لنؤكد وقوفنا بجانب شعبنا وأهلنا في خدمة كل اللبنانيين”.

وختم ناصر الدين: “نحن بتصرفنا الوزاري نتصرف مع الكل من دون سياسة ولا لون ولا طائفية والذين يعملون معنا يعرفون عنا ذلك، وندعو الجميع إلى هذه الممارسة لنبني لبنان مجددا ونعمره مستقلا ببركة تضحيات الجميع. لبناننا لبنان واحد مستقل آمن إن شاء الله. عشتم عاشت مستشفى دار الأمل عاشت بعلبك وعاش لبنان”.

حجازي

وكان قد استهل اللقاء عريف الحفل علي حجازي، فقال: “في الوقت الذي يفتتح مستشفى دار الأمل الجامعي هذا المركز الطبي التخصصي المجهز بأحدث الآت الطبية لعلاج الأمراض السرطانية، بدأ العمل بمركز للعناية بالأطفال المصابين بهذا المرض، والاتفاق مع الجامعة الإسلامية في لبنان لتنظيم قسم يعنى بالأبحاث العلمية والطبية، استكمالا لتحقيق الحلم الإنساني للشهيد علي علام”.

أبو رجيلي

وأشار مدير المركز الدكتور يوسف أبو رجيلي، إلى أن “السرطان هو أحد التحديات الصحية الكبرى التي تواجه العالم اليوم، ويتطلب منا جميعا العمل الجاد والمتواصل لمكافحته، ولهذا كان لابد من مركز يلبي الحاجة الملحة لتوفير خدمات طبية متخصصة ومتقدمة للمرضى المصابين بالسرطان، ولقد وضع الشهيد علي علام هدفا لنا، ألا وهو توفير بيئة علاجية آمنة ومريحة للمرضى، وتقدم الدعم النفسي والاجتماعي لهم ولأسرهم. كما أصر على تعزيز الوعي بالسرطان، وشدد على أهمية الكشف المبكر وتشجيع البحث العلمي في مجال الأورام السرطانية”.

وأوضح أبو رجيلي أن “المركز يضم قسما للعلاج الإشعاعي للأورام، وفيه أحدث آلة في لبنان بهذا المجال، مجهزة بتقنيات عالية تمكننا من محاصرة الورم السرطاني والقضاء عليه بدقة، وقسم العلاج الكيميائي للأورام، وقسم الطب النووي المجهز بأحدث الآلات المختصة بكشف الأورام وتقييم العلاجات، إضافة إلى غرف عازلة للعلاج باليود المشع لعلاجات الغدة الدرقية”.

الشيرازي

وألقى أحمد عزت الشيرازي كلمة عائلة الشهيد علي علام وأسرة المستشفى، فقال: “بعليك يا مدينة نحتت على جبين الصخر كآية من نور، أنت الدفء والضياء والبطولة والفداء، أنت الوشم المقدس على جسد الزمان من بين ركام الحروب، كتبت حرفا جديدا فى أبجدية البقاء، ومن قلبك اليوم ينبثق صرحا للشهيد علي ركان علام، هو أسطورة من دم وشمس ومطر. أيها الشهيد علي يا فتى الضوء، يا من رآك الفجر في مرآته فابتسم، أحببت الحياة حتى فاضت عنك، فرحلت لتصير جزءا من نسيمها، علمتنا ان الحلم اذا اقترن باليقين صار معراجا، وان التضحية لا تكتب بالحبر، بل تنقش بالنور، جذورك يا فتى الأحلام تمتد من العاصي إلى صنين، كأنك شريان تاجي في قلب الوطن، يهمس للسماء بأنشودة الأمل. انت نغمة شفاء تغنيها الأرواح وتقودها الرحمة، علمتنا ان الصمت صلاة، والإبتسامة معجزة، والدمعة ولادة. أيها الراحل عنا الحاضر فينا اليوم، أنت آية في سفر العطاء، ووشم خالد في ذاكرة الوطن، أنت الجرح والرحمة والخلود”.

وتابع: “سلام على الدم الذي أنبت من الأرض حياة، سلام على الشهداء الذين جعلوا من بسالتهم طريقا للنور، سلام على لبنان الذي كلما نزف أنبت من جرحه زهرة تضيء وجه الأرض، سلام على وطن يمسك بنصل السيف ليزرعه أملا في أرض تعلمت من الشهداء ان الحياة لا توهب بل تستعاد بالعطاء، سلام على الذين غابوا ليبقوا، سلام على أرواحهم التي ما زالت تصلي في وجداننا بأن الوطن يستحق أن نحيا له”.

وأضاف: “في هذا الصرح يتجلى معنى الإرادة الإنسانية ليبقى شاهدا على ان الإنسان متى أحب استطاع ان يحول الفقد إلى خلود، والجرح إلى موسيقى، والموت إلى نهر من رحمة لا ينضب. فلنرفع اكفنا لا بالدعاء فقط بل بالمحبة التي تثمر حياة في كل قلب متعب. يا رب اجعل من هذا الصرح غيمة تمطر شفاء على المرضى واجعل من اسم الشهيد حرفا مضيئا في كتاب النور ومن يد والده الدكتور ركان علام ووالدته الدكتورة هلا الشيرازي ومن أخويه الأستاذين محمود علام وحسين علام ومن زوجته السيدة الفاضلة اسراء الحكيم ومن أبناء الشهيد حسين وهلا ورضا وزينب، يا رب اجعل منهم جميعا منارة ترشد الخطى أمام أي انسان أعياه المرض لأن الإنسان هو القيمة الكونية المطلقة”.

وأردف: “معالي وزير الصحة الدكتور ركان ناصر الدين نحن من المتابعين لعملكم الدؤوب على مساحة الوطن من أقصاه إلى أقصاه، نرفع لمعاليكم تمنيا باسم مستشفى دار الأمل الجامعي وباسم الحاضرين الكرام والغائبين أيضا أن يكون سعيكم في القادم من الأيام لكي يصبح الإستشفاء من الأمراض السرطانية مشمولا بالإعفاء الكامل من أي تبعات مالية أسوة بمرضى غسيل الكلى، لأننا يا معالي الوزير لقد أملقنا وأنتم الأعرف والأعلم بمعنى الإملاق، فهو أشد وأرذل مراحل الفقر، وليكن هذا التمني وهذا السعي ايضا مع كل الجهات الضامنة من الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي إلى تعاونية موظفي الدولة، مع الشكر والتقدير سلفا لمعاليكم ولجهودكم المباركة”.

وقال: “أما التمني الأخير فهو مني شخصيا للأستاذ محمود علام مدير مستشفى دار الأمل الجامعي، تد في الأرض قدمك فلا تجزع ولا تخف، وأنت المعروف بأنك تحمل عاطفة نبيلة نحو الفقراء والمحتاجين والمعوزين، وهذا أعلى رصيد وأكبر زاد واعز طريق، هذا رصيدك وزادك وهو الغنيمة الكبرى وفقك الله وعافاك حماك الله ورعاك”.

وختم الشيرازي: “لن ننسى فى هذا اللقاء الكريم ان ترفع شكرنا وتقديرنا واحترامنا للأخ الأكبر دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري اطال الله عمره متوجاً بالعافية، هذا الرجل المحب للبقاع واهله وللوطن كله والحاضن والراعي الأول لمستشفى دار الأمل الجامعي منذ نيف وعشرين عاما. ونلفت إلى ان الحفاظ على القرض الحسن، هو حماية لكل الفقراء مسلمين ومسيحيين، الذين يرهنون ذهب أمهاتهم وزوجاتهم وبناتهم للحصول على قرض دون فوائد يمكنهم من تلقي العلاج وتعليم الأبناء ومواجهة مصاعب الحياة”.

وبعد عرض “ريبورتاج” وثائقي، أزاح الوزير ناصر الدين الستارة عن اللوحة التذكارية، وقص شريط افتتاح المركز الطبي وجال في أقسامه.

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام