الجمعة   
   31 10 2025   
   9 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 09:40

باكستان وأفغانستان تتفقان على استئناف المفاوضات في تركيا وسط حذر وتحذيرات من عودة التصعيد العسكري

بعد أيام من المحادثات والصمت الذي أثار مخاوف من فشل الجهود الدبلوماسية، اتفقت أفغانستان وباكستان، الخميس، على استئناف المفاوضات في تركيا بهدف إرساء هدنة دائمة على حدودهما المشتركة.

وأعلنت وزارة الخارجية التركية في بيان أن “جميع الأطراف وافقوا على استمرار وقف إطلاق النار، وسيجري بحث تفاصيل تنفيذه خلال اجتماع عالي المستوى في إسطنبول في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر 2025”. وأكد البيان أن اللقاء المرتقب يهدف إلى إنشاء “آلية مراقبة وتحقق تضمن الحفاظ على السلام وتطبيق العقوبات بحق الطرف الذي ينتهكه”.

وقد التزمت تركيا وقطر، الوسيطتان في المحادثات، الصمت التام بشأن مجريات الحوار منذ افتتاح الجولة يوم السبت الماضي، بينما أعلنت إسلام آباد الأربعاء فشل المفاوضات وحمّلت حكومة طالبان المسؤولية، لكن مصدراً أمنياً باكستانياً أبقى الباب مفتوحاً أمام استئناف المحادثات، وهو ما تأكد بعد يوم واحد.

في المقابل، أشار المتحدث باسم الحكومة الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، عبر منصة “إكس” مساء الخميس، إلى أن العملية كانت “معقدة”، لكنها اختتمت باتفاق الطرفين على الاجتماع مجدداً لمناقشة القضايا العالقة.

وكانت اشتباكات غير مسبوقة قد شهدتها الحدود بين البلدين، وأدت إلى مقتل العشرات، وسط تبادل للاتهامات بين إسلام آباد وكابول بشأن دعم وإيواء جماعات “إرهابية”. وتطالب باكستان جارتها بإجراءات حاسمة لضمان عدم وجود جماعات معادية لها، خاصة من حركة طالبان باكستان، في حين تنفي كابول وتتهم من جهتها إسلام آباد بدعم جماعات متطرفة، من بينها الفرع الإقليمي لتنظيم الدولة الإسلامية.

وحذّر الجانبان من أن فشل المفاوضات مجدداً قد يؤدي إلى استئناف الأعمال العدائية وتصعيد عسكري مفتوح. وكان وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف قد أكد أن باكستان لديها القدرة على “القضاء التام على نظام طالبان”، فيما قال وزير داخلية طالبان سراج الدين حقاني إن المنطقة تشهد تصعيداً خطيراً، مؤكداً رغبة الأفغان في تجنب الحرب مع الإشارة إلى الروابط الدينية والجوار.

وتعود جذور الأزمة إلى هجوم شنه مقاتلو طالبان على الحدود قبل أسبوعين رداً على تفجيرات في كابول اتُّهمت باكستان بالوقوف خلفها، وتلاه تصعيد ميداني قبل التوصل إلى وقف هش لإطلاق النار بوساطة قطرية. وما تزال الحدود بين البلدين مغلقة مع السماح فقط بمرور اللاجئين الأفغان الذين يخضعون لإجراءات مشددة منذ عام 2023.

ويُنتظر أن تساهم المفاوضات الجديدة في إسطنبول بتوضيح النقاط الغامضة في الاتفاق الأول الذي تم التوصل إليه في قطر، أملاً في وضع حد للتوتر وتحقيق سلام دائم بين الجانبين.

المصدر: أ.ف.ب.