السبت   
   25 10 2025   
   3 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 23:55

أفغانستان وباكستان تبحثان في تركيا آليات إرساء وقف إطلاق النار

من المقرر أن تستأنف أفغانستان وباكستان، يوم السبت، محادثاتهما لكن هذه المرة في تركيا، بهدف معالجة القضايا الأمنية وإرساء وقف دائم لإطلاق النار على حدودهما المشتركة التي شهدت في الآونة الأخيرة اشتباكات نادرة الحدة.

وكانت المواجهات التي اندلعت قبل أسبوعين قد أسفرت عن عشرات القتلى، بينهم مدنيون، بعدما اتهمت حكومة طالبان باكستان بالوقوف وراء تفجيرات في وسط كابول، لتشنّ هجومًا انتقاميًا على الحدود.

وردّت إسلام أباد متوعّدةً بـ”رد قوي”، ونفّذت — بحسب مصادر أمنية — “ضربات دقيقة” استهدفت مجموعات مسلّحة داخل الأراضي الأفغانية، في صلب الخلاف بين البلدين.

وقد توصّل الطرفان إلى هدنة نهاية الأسبوع الماضي بوساطة قطرية، غير أنّ تفاصيلها لا تزال غير واضحة، ومن المقرّر بحثها في جولة جديدة من المحادثات في تركيا.

وستركّز المباحثات على تحديد “الآليات” الخاصة بإعادة الاستقرار التي أُعلن عنها في الدوحة. وسيرأس الوفد الأفغاني نائب وزير الداخلية حاجي نجيب، في حين لم تكشف إسلام أباد عن ممثليها في المحادثات.

وتسعى حكومة طالبان من خلال هذه المفاوضات إلى ضمان الحفاظ على وحدة أراضي أفغانستان، بينما تهدف إسلام أباد إلى معالجة “التهديد الإرهابي المنطلق من الأراضي الأفغانية والذي يستهدف باكستان”، وفق ما صرّح به الناطق باسم وزارة الخارجية طاهر حسين أندرابي، الجمعة.

ولاحظ أندرابي في مؤتمر صحافي أن “أي هجمات إرهابية كبيرة انطلاقًا من الأراضي الأفغانية لم تُسجّل في باكستان منذ اجتماع قطر، لذا يمكننا تسليط الضوء على بعض النجاحات على مستوى الوقائع”.

وتُشكّل المسائل الأمنية أبرز جوانب التوترات الثنائية المتكررة بين البلدين. فإسلام أباد، التي تواجه تجدّدًا في الهجمات ضد قواتها الأمنية، تتهم أفغانستان باستمرار بـ”إيواء” جماعات “إرهابية”، على رأسها حركة طالبان الباكستانية، وهو ما تنفيه كابول.

وشدّدت الحكومة الباكستانية خلال المواجهات الأخيرة على ضرورة أن تضبط سلطات طالبان مجددًا الأراضي الأفغانية.

أما من المنظور الباكستاني، فالأهم — بحسب المحلل في مجموعة الأزمات الدولية في أفغانستان، إبراهيم بهيص — هو أن “اجتماع تركيا سيكون حاسمًا، إذ ستُعتمد فيه الآليات اللازمة للتدخل عندما تُبدي باكستان مخاوفها بشأن الجماعات المعادية لها في أفغانستان”.

ورأى بهيص أن هذه “الآليات” قد تشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية، موضحًا: “على سبيل المثال، يمكن لباكستان تزويدنا بالإحداثيات الجغرافية لمقاتلي أو قادة حركة طالبان باكستان، وبدلًا من شنّ ضربات جوية، نتوقع من أفغانستان أن تتصرف مباشرة ضدهم”.

لكنه أقرّ في حديث لوكالة فرانس برس بأن “من غير المؤكد أن هذا سيحل المشكلة”، مضيفًا: “ليس لديّ أمل كبير في أن تُعالج آلية فنية الأسباب الجذرية للتصعيد”.

وقد وقعت الانفجارات الأولى في كابول قبل أسبوعين، بالتزامن مع زيارة غير مسبوقة قام بها كبير دبلوماسيي طالبان إلى الهند، العدو التاريخي لباكستان.

ولم تؤكد تركيا رسميًا استضافتها اجتماع السبت، لكنها كانت قد أشارت الأسبوع الماضي إلى أنها “ستواصل دعم الجهود الرامية إلى إرساء سلام دائم (…) بين البلدين الشقيقين”.

المصدر: أ.ف.ب.