الثلاثاء   
   21 10 2025   
   28 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 21:23

مصادر فلسطينية: تمويلٌ إماراتي–إسرائيلي مشترك لدعم شبكة “جسور نيوز” وتلميع العصابات المسلحة في غزة

كشفت مصادر فلسطينية مطّلعة عن تخصيص تمويلٍ مشترك من دولة الإمارات والكيان الإسرائيلي لدعم شبكة “جسور نيوز” المموّلة من أبوظبي، على أن تكون مافيا العصابات المسلحة في غزة في صدارة أولويات الشبكة.

وأوضحت المصادر أنّ أبوظبي وتل أبيب تنسّقان ضمن خلية عملٍ مشتركة، عقب إعلان وقف إطلاق النار في غزة، وفي إطار ترتيبات ما يُعرف بـ”اليوم التالي للحرب”، بهدف توفير شبكة حماية وزخم إعلامي للعصابات المسلحة في القطاع، ومحاولة حمايتها من أيّ هجمات قد تهدّد وجودها.

وبحسب المصادر، فإنّ هذا التوجّه الإسرائيلي–الإماراتي تُرجم عبر دعم وسائل إعلامٍ إماراتية محددة، في مقدّمتها شبكة “جسور نيوز”، التي أظهرت خلال أشهر الحرب على غزة تبنّيها الخطاب المناهض لفصائل المقاومة الفلسطينية، ثم الترويج لعصابة ياسر أبو شباب، قبل أن تتوسّع لاحقًا في الترويج لعصاباتٍ أخرى أصغر.

وفي الساعات الأخيرة، أثارت استضافة “جسور نيوز” لآمنة أبو شباب، زوجة ياسر أبو شباب الذي يروّج لنفسه بصفة قائد “القوات الشعبية” في رفح، جدلًا واسعًا، في ظلّ محاولة القائمين على التقرير تبييض وجه زوجة عميلٍ لعصابة، وإضفاء طابعٍ إنساني عليه وتلميع صورته، رغم إعلان الكيان الإسرائيلي نفسه أنّ المذكور يتبع لجيشه ويعمل تحت حمايته.

وخلال المقابلة، تحدثت آمنة أبو شباب عن ما يسمى بـ”مشروع المناطق الإنسانية” الذي تموله دولة الإمارات في مناطق سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبدورٍ أمني موجّه لعصابة ياسر أبو شباب.

ويشير مراقبون إلى أنّ اهتمام “جسور نيوز” بالترويج لزوجة ياسر أبو شباب يأتي ضمن مساعٍ لتقديمهم كـ”فاعلين محليين” أو “مدافعين عن الاستقرار”، في سياق مشاريع تُسوّق علنًا على أنها مبادرات إنسانية أو مدنية لما بعد الحرب، بينما تهدف فعليًا إلى تقويض خطاب المقاومة الفلسطينية واتهامها بعثراتٍ أمنية داخلية، بما يُضعف تماسك الجبهة الشعبية.

ومنذ ظهور نشاط عصابة أبو شباب، دأبت شبكة “جسور نيوز” على بثّ مقاطع فيديو لهم، من ضمنها عمليات نهب قوافل المساعدات الإنسانية واستعراضاتهم العسكرية، معتبرةً ذلك “تحديًا” لواقع فصائل المقاومة. كما تولّت بثّ أول مقابلة حوارية مع ياسر أبو شباب، الذي زعم أنّ السلاح الذي يحمله يعود إلى قبيلته، لتردّ الأخيرة سريعًا بتبرّئها منه ومن أفعاله.

وبعد أيامٍ من سريان وقف إطلاق النار بوساطةٍ أميركية، صعّدت “جسور نيوز” من حملات التحريض ضد أيّ تحركٍ لفصائل المقاومة تجاه المتهمين بالعمالة والقتل، واعتبرته “نذيرًا بحربٍ أهلية”، إلى جانب الترويج لزعماء العصابات ورسائل بقائهم في مواقعهم.

كما نشرت الشبكة نفسها تقريرًا زعمت فيه، دون أيّ أدلة، امتلاكها “معلوماتٍ سرية” حول عدم تبنّي حركة حماس للحدث الأمني شرق رفح، وعزت ذلك إلى “خلافاتٍ داخلية وضعفٍ في التنسيق”.

وتُعرف منصة “جسور نيوز” بأنها منبرٌ مشبوه، دأب على استضافة شخصياتٍ مرتبطة بالكيان الإسرائيلي أو متهمةٍ بالتعاون معه، والترويج لرواياتٍ تتقاطع مع السردية الإسرائيلية عبر تحميل أيّ ردّ فعلٍ فلسطيني مسؤولية الحرب، في مقابل تبييض صورة الاحتلال وجرائمه بحقّ المدنيين الفلسطينيين.

ويرأس شبكة “جسور نيوز” منذ تأسيسها هديل عويس، وهي كاتبة وصحفية سورية معارضة للنظام السابق، انتقلت عام 2012 إلى واشنطن بمساعدة وفدٍ أميركي في جنيف، لتبدأ مسيرتها الإعلامية هناك.

وبحثًا عن مصالح وامتيازاتٍ مالية، ارتبطت عويس بعلاقاتٍ وثيقة مع الكيان الإسرائيلي ودول التطبيع العربي، لتصبح من أبرز الأصوات الإعلامية العربية الداعمة للتطبيع. كما تربطها علاقة مباشرة باللوبي اليهودي عبر عملها في التدريب داخل “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، التابع للجنة العلاقات الأميركية–الإسرائيلية (أيباك)، ومقرّه العاصمة الأميركية واشنطن.

المصدر: وكالة شهاب