الخميس   
   02 10 2025   
   9 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 19:25

الفوعاني مثل بري في احتفال لحركة “أمل”: الانتخابات النيابية حاصلة مهما حاول البعض التعطيل

أقام مكتب “الشباب والرياضة المركزي” في حركة “أمل”، برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، ممثلا برئيس الهيئة التنفيذية للحركة الدكتور مصطفى الفوعاني، احتفالا تكريميا حاشدا للخريجين الجامعيين من مختلف الاختصاصات تحت شعار “أمل الوطن”، في حضور النواب: قاسم هاشم، علي حسن خليل، أيوب حميد، عناية عزالدين، أشرف بيضون، فادي علامة، الوزير السابق محمد داود، رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر، المديرة العامة لوزارة الشباب والرياضة بالوكالة فاديا حلال، ممثل رئيس الجامعة اللبنانيّة عميد كلية العلوم الدكتور علي كنج، إلى جانب ممثلين عن الجامعات الخاصة، وعمداء كليات وأساتذة جامعيين، وأعضاء من الهيئة التنفيذية والمكتب السياسي والاستشاري للحركة.

تخلل الحفل كلمات وشهادات مؤثرة. وافتتح بكلمة الخريجين، حيث أكدوا أن “خدمتكم شرف لنا” هو شعار طلاب حركة “أمل” في الجامعات، مشددين على “أن العلم هو سلاحهم في مواجهة كل الأزمات، وأنهم سيبقون أوفياء لقيم الحركة في خدمة الوطن والمجتمع”.

ثم ألقى مسؤول مكتب الشباب والرياضة المركزي الدكتور علي ياسين كلمة شدد فيها على “أن دعم الجامعة اللبنانية واجب وطني واستثمار في لبنان بحد ذاته”، مؤكدا “أن هذه الجامعة خرجت طاقات مشرقة في شتى الميادين”.

وألقى الفوعاني كلمة باسم راعي الاحتفال الرئيس نبيه بري، مستهلا:” “أمل”، أي أفق يخرج من تحت جرح السماء؟ أمل بالوطن والوطن أمل لا يخبو. وأي جناح يرفرف، والحديد يطوق الجهات؟ طلاب يمشون في المدى، يحملون كتبا من رماد، وأقلاما اغتسلت بالدمع والنار، ويكتبون أسماءهم على صخور لم تقهرها قذائف الغياب. ما العجب إذا ولدوا من العاصفة؟ ما العجب إذا صارت شهاداتهم أجنحة تطارد دخان الطائرات؟”.

وقال الفوعاني: “كأن النجاح ليس ورقا يعلق، بل نبوءة تتردد في أفواه الأطفال، ومحراب يشيد من صمود العيون، فإذا انطفأت المدن ظل في أصواتهم شعاع، وإذا غمرنا الرماد انبثقت في دفاترهم شمس أخرى”. وأضاف: “أيها الأمل… فما الكلمة الأخيرة؟ أهي نصرا يتأتى من الكتب؟ أم نداء يوقظ الأوطان؟ أم إشراقة لا تفسر، كأنها آخر أسرار الأمل بالوطن؟”.

وتوجه الفوعاني إلى الطلاب الخريجينا: “اليوم نحتفل بكم، بأجيال العلم والمعرفة، بأمل لبنان ومستقبله. هذا الإنجاز هو ثمرة جهدكم، وإرادتكم، وصبركم. لكنه أيضا دعوة لمسؤولية جديدة: خدمة الوطن، وصون قيمه، وحماية كرامة أبنائه”. ولفت إلى أن “دولة الرئيس نبيه بري يؤكد دائما أن الشباب هم أمل لبنان، والعلم هو سلاحه الأقوى، والالتزام الوطني هو الطريق لبناء مستقبل مستقر وآمن”.

وأكد الفوعاني: “أيها الخريجون، كونوا سفراء للعلم، وقادة في العمل، وحماة لقيم وطنكم. اجعلوا العلم والمعرفة نبراسكم، ولتكن أفعالكم دوما صوتا للحق، ومصدرا للفخر لهذا الوطن. أهنئكم باسم دولة الرئيس نبيه بري، وأدعوكم لأن تكونوا حراسا لوطنكم، صانعي مستقبل لبنان، وسفراء قيمه وحريته”.

وتوقف عند رمزية الجنوب والضاحية والبقاع والشمال والجبل وبيروت، مشيرا إلى أن النجاح يولد من رحم التضحيات، وقال: “في الجنوب، حيث ينهض القمح من تحت الدبابات، وحيث الدم يكتب على حجارة البيوت المحترقة، يولد النجاح لا من حبر أسود، بل من دم قان. هناك، في الضاحية التي احترقت لتضيء سماء الوطن، كل حجر صار سبورة، وكل بيت مهدوم صار درسا في الأبدية. وفي البقاع، حيث التهجير مر كريح مملوءة بالرماد، مشى الطلاب بأقدام حافية، يحملون كتبهم كما يحمل المهجرون خبزهم”. وشدد على أن “الجبل وبيروت احتضنا أشلاء الوطن ليصاغ منها قصيدة جديدة تكتبها الدموع بالحبر والدم معا”.

وقال: “الشهداء الطلاب لم يغيبوا… إنهم يجلسون بيننا في القاعات، يضعون أوراقهم على المقاعد الفارغة، يكتبون بأرواحهم حيث سقطت أجسادهم، كأنهم يمهسون في آذاننا: نجاحكم امتداد شهادتنا، وتفوقكم السلاح الذي نواصل به القتال”. ورأى أن “الأهل الذين ودعوا أبناءهم لم يسلموا دموعهم للهزيمة؛ لقد حولوا القبر إلى مدرسة، والصرخة إلى نشيد، والثكل إلى راية خضراء”.

كما رفع تحية إجلال وإكبار “للشهداء والمقاومين الذين انصهرت أجسادهم في أديم الأرض”، مؤكدا أن “أسماءهم ستبقى عزنا وفخرنا وأوسمة على صدورنا، وصورهم ستبقى في الذاكرة أنجما وأقمارا مضيئة”.

وانتقل للحديث عن الذكرى السنوية الأولى للعدوان الإسرائيلي على لبنان، مشيرا إلى أنها مناسبة لتجديد المواقف الوطنية، فقال: “أولا: نجدد تمسكنا باتفاق وقف إطلاق النار الذي التزم به لبنان، رئيسا وحكومة ومقاومة. ثانيا: نؤكد أن الجيش اللبناني هو رهاننا الكبير، سلاحه مقدس لحماية لبنان ولن يكون حرس حدود لإسرائيل. ثالثا: نجدد مطالبة الحكومة اللبنانية بالوفاء بالتزاماتها، وخاصة في ملف التعويضات وإعادة الإعمار. رابعا: نؤكد تمسكنا بتطبيق اتفاق الطائف من الفه إلى يائه”.

ولفت إلى أن “الانتخابات النيابية حاصلة مهما حاول البعض، وقانون الانتخاب النافذ يجب أن يطبق كما هو، بما يحفظ حق المغتربين في التصويت سواء في لبنان أو في الخارج”.

وشدد على أن “العدوان الإسرائيلي يستهدف كل لبنان وليس فئة أو طائفة”، موجها رسالة إلى الشباب: “أنتم في عمر الزهر، وفي زمن الحلم الكبير. أنتم لستم فقط طلاب علم، بل طلاب وطن وغد أجمل”. ورأى أن “الأوطان لا تبنى بالحقد ولا بالتعصب ولا بالانقسام، بل بالوحدة وبالحوار والإرادة الحرة”، داعيا الطلاب إلى أن يكونوا “رمزا لهذه الوحدة وصوتا للحوار”. وقال: “تذكروا دائما: الوطن الذي يحمله الشباب في قلوبهم لا تسقطه أي يد ولا تهزمه أي أزمة”.

وحذر من “خطاب الكراهية الذي بدأ يغزو العقول وتفتح له المنابر”، مؤكدا أن “العقول الشيطانية أخطر على لبنان من اي سلاح …في حين ان سلاح المقاومة الذي حرر الأرض وصان الكرامة والسيادة”.

وختم بالقول: “في مدار غامض، تتكسر الساعات أكتاف غيم، تتهجى الأرض أسماءها بدم صاعد… وإذا أصغينا جيدا سنسمع خطواتهم تعبر في الشجر ونلمح وجوههم في المرايا. وهنا تكمن معادلة البقاء: أن نفتقدهم لكي نحيا، وأن يتفوقوا لكي نبقى، وأن يرحلوا لكي يبقى الوطن، وأن يتخرجوا لكي يحيا لبنان .مبارك لكم، مبارك لأهاليكم، مبارك للوطن، مبارك هذا التخرج، مبارك لكل الجهود التي أعادت للوطن أبناءه وللأبناء وطنهم. أنتم أيها الشباب ريعان الوطن وأمل الوطن وأمل في ريعان شبابها”.
وشهد الحفل محطة مؤثرة تمثلت في تكريم عوائل شهداء حركة أمل الطلبة الذين استشهدوا في الحرب الأخيرة من مسعفين ومجاهدين وطلاب جامعات، حيث تمت الإشارة إلى تضحياتهم ودورهم الريادي في ميادين العلم والجهاد.

واختتم الحفل بعروض من الألعاب النارية التي أضفت أجواء احتفالية، عبرت عن الاعتزاز بالطلاب الخريجين بوصفهم “أمل الوطن ومستقبله.

المصدر: الوكالة الوطنية