عقد اجتماع مبادرة التنمية العالمية بعنوان “إعادة الالتزام بأهدافنا: متحدون لبناء مستقبل مشرق للتنمية العالمية” في نيويورك، على هامش الدورة السنوية الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال كلمته في الاجتماع يوم الثلاثاء، إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بصفتها عضوًا في مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية، تعتبر هذه المبادرة منصة قيّمة لتعزيز التعاون والتضامن في سبيل تحقيق التنمية.
وأضاف عراقجي أن البلدان النامية ما زالت تواجه تفاوتات هيكلية عميقة في النظم الاقتصادية والمالية والتجارية العالمية، مشددًا على أن القضاء على الفقر يبقى التحدي الأكبر لصانعي السياسات في العديد من هذه الدول. وأشار إلى تصاعد معدلات الجوع وسوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي، وارتفاع خطر المجاعة في مناطق واسعة من العالم.
وأكد أن الفجوة الرقمية تتسع بشكل ملحوظ، لا سيما في مجالات التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، مطالبًا بضمان حوكمة شاملة وشفافة وعادلة للتقنيات الرقمية بمشاركة فعالة وكاملة من البلدان النامية. وأضاف أن الإصلاحات الهيكلية التي طال انتظارها ضرورية لضمان مشاركة متساوية وفعّالة لهذه البلدان في صنع القرار العالمي.
ولفت عراقجي إلى أن بعض الدول المتقدمة، بدلًا من الوفاء بالتزاماتها طويلة الأمد، تواصل فرض تدابير أحادية الجانب وسياسات حمائية تستهدف النمو الاقتصادي والتنمية في البلدان النامية، بما يضر بحقوق المواطنين ويقوّض جهود القضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن التحديات لا تقتصر على المجال الاقتصادي فقط، موضحًا أن الوضع المتدهور في غرب آسيا، وخاصة الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، يعكس فشل المجتمع الدولي في حماية القانون الدولي ومنع الجرائم ضد الإنسانية. وبيّن أن الاحتلال والعدوان الأجنبيين، وعدم المساواة والظلم، كلها عوامل تهدد استقرار المنطقة ومكاسب التنمية فيها، وتمتد آثارها إلى العالم بأسره.
وأوضح عراقجي أن الظروف الحالية تستدعي تجديد الالتزام بمبادئ التعاون متعدد الأطراف ورفض الأحادية، مؤكدًا أن مبادرة التنمية العالمية تلعب دورًا بارزًا في تمكين البلدان النامية من المشاركة الفاعلة في صياغة النظام الاقتصادي العالمي وتهيئة بيئة مناسبة لتحقيق التنمية المستدامة.
وختم بالقول إن الجرائم المستمرة في غزة تشكل تهديدًا مباشرًا للسلام والتنمية في المنطقة وخارجها، مؤكدًا أن حالة عدم اليقين المستمرة والفجوات في النظم السياسية والاقتصادية العالمية تجعل من مبادرة التنمية العالمية منصة ضرورية لتعزيز التضامن والتعاون والعمل الجماعي لبناء مستقبل أكثر إشراقًا للجميع.
المصدر: وكالة ارنا