الخميس   
   25 09 2025   
   2 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 13:50

«الناتو» يطالب روسيا بوقف انتهاك أجواء بلدانه… وموسكو تنفي الاتهامات

يتواصل التصعيد بين دول حلف شمال الأطلسي وروسيا بعد توجيه «الناتو» اتهامات إلى موسكو بخرقها المجال الجوي لبلدان الحلف، وسط ترقب للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم.

وطالب الـ«ناتو» روسيا بوقف ما أسماه الانتهاكات «التصعيدية» للمجال الجوي لبلدانه الشرقية بعدما عقد محادثات عاجلة تطرقت إلى انتهاك طائرة الأسبوع الماضي المجال الجوي لإستونيا.

وقالت بلدان «الناتو» الـ32، في بيان، اليوم، إن «روسيا تتحمّل المسؤولية الكاملة عن هذه الأفعال التصعيدية التي تحمل خطر وقوع أي حدث غير محسوب وتعرّض الأرواح للخطر. عليها أن تتوقف»، محذرة من أنه «ينبغي لروسيا ألا تشكّ في أن حلف شمال الأطلسي وحلفاءه سيستخدمون، وفقاً للقانون الدولي، جميع الأدوات العسكرية وغير العسكرية اللازمة للدفاع عن أنفسهم وردع كل التهديدات من كل الاتجاهات».

وأكدت أنّ الحلف «سيستمر في الرد بالطريقة والتوقيت والمجال الذي نختاره»، مشيرةً إلى أنّ التزام التحالف بميثاق الدفاع الجماعي يبقى «قوياً».

النروج تتهم روسيا بانتهاك أجوائها

في السياق، اتهمت الحكومة النروجية روسيا بانتهاك طائراتها المجال الجوي للبلاد ثلاث مرات هذا العام، في حوادث وصفتها بأنها «غير مقبولة».

وذكرت بأن مقاتلة روسية من طراز «إس يو-24» انتهكت المجال الجوي للنروج لمدة أربع دقائق يوم 25 نيسان تلتها طائرة نقل من طراز «إل410 تربوليت» بقيت ثلاث دقائق يوم 24 تموز، مضيفةً أن مقاتلة من طراز «إس يو-33» مكثت يوم 18 آب دقيقة واحدة في المجال الجوي النروجي.

وقال رئيس الوزراء النروجي يوناس غار ستور، في بيان، إن «روسيا انتهكت المجال الجوي النروجي ثلاث مرات هذا الربيع وهذا الصيف»، مضيفاً أنه «لا يمكننا الجزم ما إذا كان ذلك عن عمد أم خطأ ملاحياً. لكن مهما كان السبب، فهو أمر غير مقبول، وقد أوضحنا ذلك للسلطات الروسية».

وتابع بأن «الأحداث التي وقعت في النروج أصغر نطاقاً من الانتهاكات ضد إستونيا وبولندا ورومانيا، سواء لجهة الموقع أو المدة… مع ذلك، نأخذ هذه الأحداث على محمل الجد بشكل كبير».

الدانمارك تندد بـ«الهجوم الأخطر»

على غرار النروج، نددت السلطات الدنماركية بـ«الهجوم الأخطر» على البنى التحتية للبلاد بعدما حلقت مسيّرات مجهولة المصدر فوق مطار كوبنهاغن، ما أدى إلى تعطل حركة الملاحة الجوية لمدة أربع ساعات أمس.

واستؤنفت الرحلات الجوية اليوم من مطارَي كوبنهاغن وأوسلو بعد ليلة من الفوضى الناجمة عن تحليق طائرات مسيّرة في محيطهما، فيما قالت الشرطة الدنماركية إنها تتعامل مع جهة لديه «إمكانات».

وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية، ميته فريدريكسن، إن المسيّرات التي تسببت في إغلاق مطار كوبنهاغن مثّلت «الهجوم الأخطر» على البنى التحتية الحيوية في البلاد حتى اللحظة، معتبرةً أن الهجوم يتوافق مع الاتجاه الذي ظهر أخيراً «لهجمات أخرى بالمسيّرات وعمليات خرق المجال الجوي وهجمات القرصنة التي تستهدف المطارات الأوروبية».

من جهته، أدان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، انتهاك روسيا المجال الجوي الدنماركي، فيما رأى الأمين العام لـ«الناتو»، مارك روته، أنه «ما يزال من المبكر تحديد إن كانت روسيا وراء المسيّرات فوق الدنمارك».

بدورها، نفت روسيا اليوم أي صلة لها بالحادث. وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحافيين «نسمع اتهامات لا أساس لها من هناك كل مرة. لعله يتعيّن على طرف يتولى منصباً جدياً ومسؤولاً ألا يوجّه اتهامات من هذا القبيل لا أساس لها بين مرة وأخرى».

لقاء بين ترامب وزيلينسكي

إلى ذلك، يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم زيلينسكي على هامش قمة للأمم المتحدة يتوقع أن يقدّم خلالها الرئيس الأميركي رؤية قاتمة لمستقبل هذه المنظمة الدولية.

وسيلقي ترامب كلمة أمام الأمم المتحدة للمرة الأولى منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني عندما شرع إلى تقليص الدور الأميركي في المنظمات الدولية.

وستكون هذه المرة الثانية التي يلتقي فيها ترامب نظيره الأوكراني منذ اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم 15 آب في ألاسكا.

ويتوقع أن يضغط زيلينسكي على ترامب لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه موسكو وفرض عقوبات جديدة على روسيا، فيما قال وزير الخارجية ماركو روبيو إن ترامب غير مستعد للضغط على بوتين، مضيفاً أن «لا أحد غير ترامب يمكنه التوسط» في أوكرانيا.

المصدر: الأخبار