تستعد الصين للكشف عن مجموعة من الأسلحة الجديدة خلال عرض عسكري ضخم يقام يوم الأربعاء، في استعراض للقوة يُنظر إليه باعتباره تحدياً مباشراً للهيمنة العسكرية الأمريكية.
ويحلل خبراء عسكريون صوراً وتسجيلات مصوّرة لتدريبات أجرتها القوات الصينية مؤخراً، أظهرت صواريخ مضادة للسفن، ومسيّرات متطورة تحت سطح البحر، وأنظمة دفاعية مضادة للصواريخ، وغيرها من التقنيات التي يُرجّح أن تُعرض في ساحة “تيان أنمين” في الثالث من أيلول/سبتمبر.
ورغم أن السلطات الصينية لم تكشف عن قائمة المعدات التي سيشاهدها الرئيس شي جينبينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين وعدد من قادة العالم، إلا أن مراقبين عسكريين رصدوا أنظمة جديدة مهمة، من بينها ما يُعتقد أنه سلاح ليزر ضخم. وأكد الجيش أن جميع المعدات المنتظر عرضها محلية الصنع وتخضع لـ”خدمة فعلية”.
صواريخ مضادة للسفن
شوهدت أربعة صواريخ مضادة للسفن من طرازات “واي جاي” YJ-15 وYJ-17 وYJ-19 وYJ-20، وهو اختصار لـ”ينغ جي” (هجوم النسر بالصينية). يمكن إطلاق هذه الصواريخ من السفن أو الطائرات، وهي مصممة لإحداث أضرار جسيمة بالسفن الكبيرة. ويرجّح أن بعض الطرازات فرط صوتية، قادرة على التحليق بسرعة تفوق خمس مرات سرعة الصوت.
وقال الخبير العسكري سونغ جونغبينغ لوكالة فرانس برس إن “على الصين تطوير قدرات قوية مضادة للسفن وحاملات الطائرات لمواجهة التهديد الأمريكي المتزايد في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي”.
مركبات غير مأهولة تحت الماء
رُصدت خلال التدريبات مركبتان ضخمتان غير مأهولتين على شكل طوربيد، إحداهما تحمل اسم “أيه جاي إكس 002” AJX002 ويبلغ طولها بين 18 و20 متراً، بحسب موقع “نافال نيوز”، فيما بقيت الأخرى مغطاة بغطاء بلاستيكي.
وأشار الموقع إلى أن الصين، رغم تأخرها عن الولايات المتحدة في القوة البحرية السطحية، تمتلك أكبر برنامج عالمي للمركبات غير المأهولة تحت الماء (XLUUVs)، مع وجود خمسة طرازات عاملة في المياه.
أنظمة دفاعية متطورة
برز أيضاً نظام الدفاع الجوي “إتش كيو-29″ HQ-29، الذي يوصف بـ”صائد الأقمار الصناعية” القادر على اعتراض الصواريخ على ارتفاع 500 كيلومتر خارج الغلاف الجوي، وحتى الأقمار الصناعية في المدار المنخفض. ويُعتقد أنه الأكثر تقدماً في الترسانة الصينية ومن بين الأقوى عالمياً.
كما أشارت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” إلى احتمال أن تكون المركبة الكبيرة المموهة بنظام ليزر قادر على إسقاط الصواريخ والمسيّرات، فيما وصف حساب عسكري على منصة “إكس” هذه المنظومة بأنها “الأقوى عالمياً في الدفاع الجوي بالليزر”.
أسلحة استراتيجية ودبابات حديثة
ويتوقع أن تحظى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والقادرة على حمل رؤوس نووية بمكانة بارزة في العرض. وقال المحلل جونغبينغ إن الصين “ستكشف جيلاً جديداً من الأسلحة النووية” من شأنه الإسهام في “تحقيق توازن في القوة العسكرية مع الولايات المتحدة”.
كما رُصدت دبابات من الجيل الجديد أصغر حجماً بقليل من “طراز 99 إيه” Type 99A، التي دخلت الخدمة عام 2011. وإذا تأكد أن هذه الدبابات والمعدات الأخرى منتجة محلياً وتخضع للاستخدام الفعلي، فإن ذلك يشير ـ بحسب الخبير جيمس شار من “جامعة نانيانغ التكنولوجية” في سنغافورة ـ إلى أن القوات المسلحة الصينية “خضعت لتحديث كبير لمواجهة الجيوش المتقدمة حول العالم”. لكنه حذّر في الوقت نفسه من أن “الإطار الاحتفالي للعرض لا يتيح تقييماً عملياً لقدرات هذه الأسلحة”.
المصدر: أ.ف.ب.