رجّحَ مسؤولون اوروبيون ان يكونَ التسربُ في خطَّي انابيبِ نورد ستريم ناجماً عن عملٍ تخريبي، وفيما دعت جهاتٌ عدةٌ الى فتحِ تحقيقٍ في الحادثةِ اعلنت روسيا اصرارَها على المشاركةِ في ايِّ تحقيق.
بدوره وصف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف فرضية أن روسيا وراء الأضرار التي لحقت “بالسيل الشمالي” بالرواية الغبية والسخيفة.
وذكر بيسكوف، خلال حديثه مع الصحفيين اليوم الأربعاء، أن روسيا فقدت مسارات إمداد الغاز إلى أوروبا، كما أن الأخيرة، التي تدفع الآن ثمنا باهظا للعقوبات قصيرة النظر ضد روسيا، ليست مهتمة بهذا أيضا (إلحاق الضرر بالسيل الشمالي).وقال “هل نحن مهتمون بهذا (إلحاق الضرر بالسيل الشمالي)؟ لا، لسنا مهتمين، لقد فقدنا طرق إمداد الغاز إلى أوروبا، هل أوروبا مهتمة بهذا، وعلى وجه الخصوص ألمانيا قاطرة الاقتصاد الأوروبي؟ لا هم أيضا الآن في وضع صعب للغاية”.
وأضاف “إنهم (أوروبا وألمانيا) لا يدفعون ثمنا بالغ الخطورة لقراراتهم قصيرة النظر فحسب، وأعني هذه العقوبات، لكنهم الآن أيضا في وضع صعب للغاية فيما يتعلق بتطور صناعتهم المستقبلية وربحيتها وقدرتها التنافسية”.
والاثنين، تم الإعلان عن انخفاض الضغط في 3 أنابيب من “السيل الشمالي 1 و2” جراء حدوث أعطال في الأنابيب، ولم يستبعد الكرملين أن تكون الأعطال نتيجة أعمال تخريبية.
وتمتد خطوط أنابيب “السيل الشمالي” من روسيا إلى ألمانيا عبر قاع بحر البلطيق، وتمر بالمياه الاقتصادية للدنمارك وفنلندا والسويد، ووقعت الأعطال بالقرب من جزيرة بورنهولم.
هل الولايات المتحدة متورطة في حادث السيل الشمالي-2؟
من جانبها طالبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الرئيس جو بايدن، بالإجابة على سؤال ما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد نفذت تهديدها بـ “التخلص من (السيل الشمالي-2).
جاء ذلك في منشور لزاخاروفا بقناتها الرسمية على تطبيق “تليغرام”، حيث تابعت “الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ملزم بالإجابة على سؤال ما إذا كانت واشنطن متورطة في الأحداث الأخيرة بخط الأنابيب، وما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية بالفعل قد أوفت بتهديدها في 25 و26 سبتمبر الجاري”.
وكان الرئيس الأمريكي قد أجاب على سؤال إحدى الصحفيات بشأن “السيل الشمالي-2” في 23 فبراير الماضي، وقال: “إذا غزت روسيا فهذا يعني أن الحشود والدبابات ستعبر الحدود، لن يكون هناك “السيل الشمالي-2″، سوف نتخلص منه”. There will be no longer Nord Stream 2 we will bring an end to it.
وحينما سألته الصحفية مرة أخرى، عما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة الأمريكية إذا كان المشروع برعاية ألمانية روسية. فتابع الرئيس الأمريكي: “أعدك بأننا سنتمكن من فعل ذلك”I promise you we will be able to do it.
بايدن قد يكون متورطاً في تفجير أنابيب “نورد ستريم”
وذكرت قناة “فوكس نيوز” أنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قد تكون متورطة في تدمير أنابيب نورد ستريم”، مشيرةً إلى أنّ الحكومة الأميركية أعلنت في شباط/فبراير الماضي، رغبتها في “التخلص من خط أنابيب الغاز الذي يمد أوروبا”.
وذكّر المقدم في القناة تاكر كارلسون، بأنّ “بايدن قال قبل 3 أسابيع من بدء العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، إنه لن يكون هناك نورد ستريم 2″، معقباً: “سنضع حداً له، أعدكم بأننا نستطيع القيام بذلك”. وأكد كارلسون أنّ “لا يمكن اعتبار أي من كلمات الرئيس عرضية، لا سيّما بالنظر إلى الملاحظات المستخدمة”.
وتابع: “لم يقل، كما يقولون، سأعلّق إمدادات الغاز من روسيا إلى ألمانيا، بل قال إنه لن يكون هناك نورد ستريم، وسنضع حداً له، وسنقوم بتعطيله، وسنقوم بتفجيره”. ورداً على سؤال “كيف؟” أجاب بايدن: “أعدكم، يمكننا أن نفعل ذلك، لقد فكروا في كل شيء”.
ولفت كارلسون الانتباه إلى رد فعل حلفاء البيت الأبيض على هذا الحدث، مثل وزير خارجية بولندا السابق رادوسلاف سيكورسكي، الذي بدا مسروراً بالأضرار التي لحقت بالطريق السريع، وكتب في حسابه في مواقع التواصل: “شكراً للولايات المتحدة الأميركية”.
وبالمقابل، هدد الاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، برد قوي على ما وصفه بتخريب متعمد لخطي أنابيب “نورد ستريم” لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر بحر البلطيق، في حين نفت موسكو تورطها وعرضت القيام بإجراء تحقيق مشترك.
فقد قال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد جوزبف بوريل في بيان باسم الدول الـ 27 الأعضاء “أي عبث متعمد بمنشآت الطاقة الأوروبية غير مقبول بتاتا وسيُقابل برد قوي وموحد”. وأضاف بوريل أن كل المعلومات المتوفرة تشير إلى أن تسرب الغاز من خطي الأنابيب نورد ستريم-1 و2 في بحر البلطيق ناجم عن عمل متعمد.
من جهته، أعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال اليوم عن قلقه البالغ إزاء الضرر الذي لحق بخطي نورد ستريم. وقال ميشال إن كل المعلومات تشير إلى أن الحادث مفتعل، وإن المسؤولين عن تخريب الخط سيتحملون المسؤولية وسيدفعون الثمن، مشيرا إلى أن جهود الاتحاد الأوروبي لتنويع مصادر الطاقة بعيدا عن الغاز الروسي متواصلة.
بدوره، أكد وزير الخارجية الدانماركي يبي كوفود أن أي تخريب للبنية التحتية للطاقة الأوروبية سيقابل برد قوي ومنسق.
من جانبها اتهمت أوكرانيا روسيا بالتسبب في حدوث تسريبات في خطي أنابيب غاز يصلان إلى أوروبا، ووصفت ذلك بأنه “هجوم إرهابي”. وقال مستشار الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولياك، إن الأضرار التي لحقت بخطي “نورد ستريم 1” و “نورد ستريم 2” ترقى إلى “عمل عدواني” تجاه الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن روسيا تريد إثارة الذعر قبل حلول فصل الشتاء، وحث الاتحاد الأوروبي على تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا.
ويأتي ذلك في وقت تحدث فيه خبراء علم الزلازل عن حدوث انفجارات تحت الماء قبل اكتشاف التسريبات. ونقلت وسائل إعلام محلية عن بيورن لوند، من المركز الوطني السويدي لرصد الزلازل، قوله “لا شك في أن هذه كانت انفجارات”.
يذكر ان نورد ستريم 2 هو خط أنابيب للغاز، في عام 2011 بدأت شركة نورد ستريم بتقييم مشروع توسع يتكون من خطين إضافيين (سمي باسم نورد ستريم 2) لمضاعفة السعة السنوية للغاز حتى 110 مليار متر مكعب (3.9 تريليون قدم مكعب).
وفي آب/ أغسطس 2012 تقدمت شركة نورد ستريم بطلب إلى الحكومتين الفنلندية والإستونية لدراسة الطريق في المناطق الاقتصادية تحت الماء للخطين الثالث والرابع. تم النظر في خطة لتوجيه خط أنابيب إضافي إلى المملكة المتحدة الذي تم التخلي عنه.
وفي كانون الاول/ يناير 2015 أعلنت شركة غازبروم أنه تم تعليق مشروع التوسعة لأن الخطوط الحالية كانت تعمل بنصف طاقتها فقط، بسبب عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا، بعد ضمها لشبه جزيرة القرم.
وبعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في شباط / فبراير 2022، قام المستشار الألماني أولاف شولتس، بتجميد عملية الموافقة على فتح الخط، وفي 1 آذار/ مارس 2022، تقدمت الشركة بطلب الإفلاس نتيجة للعقوبات الأمريكية المفروضة على الشركات المملوكة للدولة الروسية، وطردت جميع موظفيها.
المصدر: قناة المنار +وكالات