شهدت باحاتُ المسجدِ الأقصى المبارك منذُ الصباحِ الباكر عملياتِ اقتحامٍ واسعةً لجيشِ الاحتلالِ الصهيوني والمستوطنينَ الصهاينة، وسطَ اعتداءِ جنودِ الاحتلالِ على المرابطينَ والمصلِّين والفرقِ الإعلامية.
وأكد المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” فوزي برهوم، أنّ ما يجري من اقتحامات وانتهاكات للمسجد الأقصى المبارك، تعكس حجم التطرف والعنصرية التي وصلت إليها العقلية والذهنية “الإسرائيلية” في التعامل مع شعبنا الفلسطيني ومقدساته، مشدداً على أنّ شعبنا الفلسطيني بمقاومته المتصاعدة وبثباته وتصديه للاقتحامات وعمليات التهويد، استطاع أن يحول هذه المسيرات و الاقتحامات إلى حالة استنزاف مستمرة مع الاحتلال الإسرائيلي أمنيًا وسياسيًا وعسكريًا.
وطالب أبناء الضفة والقدس والداخل المحتل، بالاستمرار في التحشيد والرباط في الأقصى والدفاع عنه وحمايته بكل قوة، وأيضًا تصعيد المد الثوري والفعل المقاوم ضد جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين حتى نشكل حالة ردع له. ودعا كل أبناء الأمة العربية والإسلامية، للانخراط في الدفاع عن المقدسات الإسلامية، وإدراك أنّ هذه الحرب ليست على الأقصى والقدس فحسب، إنّما هي على المنطقة برمتها، مطالبًا بتشكيل أكبر حالة دعم وإسناد لشعبنا ولأهلنا في القدس والمرابطين في المسجد حتى نستطيع حماية مقدساتنا”.
من جانبها أكدت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين في الذكرى ال26 “لهبّة النفق” المباركة، التي خاضها شعبنا المقاوم لصد الاعتداء على المسجد الأقصى وفتح النفق الغربي تحت قواعده الأساسية، أنها مثلت ذخراً لشعبنا وأمتنا في استمرار معركة الدفاع والمواجهة.
وباركت الحركة في ذكرى هبة النفق انتفاضة شعبنا المشتعلة وحالة الاشتباك والمواجهة التي يتقدم صفوفها المقاومون الأحرار على امتداد الضفة المحتلة، مشيدةً بصمود أهلنا المقدسيين الذين يمثلون خط الدفاع الأول عن المدينة المقدسة في وجه اقتحامات الاحتلال ومستوطنيه.
وجددت العهد والقسم على مواصلة درب المقاومة بكل الطرق وفي مقدمتها المقاومة المسلحة حتى دحر الاحتلال وزواله عن أرضنا فلسطين، مشددة على انها لن ندخر أي جهد وإمكانيات في سبيل حرية شعبنا ومقدساتنا.
واكدت على وحدة شعبنا الصامد خلف المقاومة، وشد الرحال والرباط في المسجد الأقصى والدفاع عنه بكل السبل المتاحة، والتصدي لمخططات التهويد وإقامة الطقوس الفاسدة في ما يسمى الأعياد اليهودية.
ودعت الحركة أبناء أمتنا المخلصين لتوجيه البوصلة نحو فلسطين وأهلها والدفاع عن المقدسات، وأخذ دورهم واستنهاض قوتهم لأجل الأقصى الذي هو رمز مقاومتنا وعنوان مواجهتنا حتى تطهيره من دنس الاحتلال.
وعزلت سلطات الاحتلال المسجد الأقصى والبلدة القديمة عن محيطها، لتأمين احتفالات واقتحامات المستوطنين في “رأس السنة العبرية”.
واقتحم 335 مستوطنا المسجد الأقصى المبارك، خلال فترتي الاقتحامات الصباحية وبعد الظهر، وخلال ذلك اعتدت القوات على المصلين بالدفع والضرب لمنعهم من الوصول الى الأقصى، أما الذين تمكنوا من الدخول، فمعظمهم كان منذ صلاة الفجر، ومن تمكن بعد ذلك، أجبر على ترك هويته على الأبواب.
ولم يسلم كافة الفلسطينيين “خارج أو داخل الأقصى” من الملاحقة، الدفع، الاعتقال، منذ صلاة الفجر حتى قبل صلاة العصر.
وأجبر المصلون على آداء صلاة الظهر على الأبواب خاصة عند بابي الاسباط وحطة والمجلس.
وعند باب الاسباط تواصل ابعاد المتواجدين لإخلاء المنطقة، وهددوا بالضرب بالعصي.
واعتدت قوات الاحتلال على الشبان خلال مشاركتهم في جنازة حاجة، فخلال محاولتهم الدخول الى الأقصى اعتدت القوات عليهم واعتقلت 4 منهم.
وتصدى الشبان لمستوطن حاول اقتحام مقبرة باب الرحمة للنفخ بالبوق.
فيما قام مستوطن بالنفخ بالبوق عند باب القطانين – من الجهة الخارجية- بحراسة شرطة الاحتلال.
والبوق او ما يسمى “الشوفار” هو أحد الأدوات الطقسية التي يحتفظ بها في المعبد اليهودي، وهو قرن كبش، يُنفخ فيه في طقوس الصباح أثناء الشهر الذي يسبق عيد رأس السنة العبرية.
والنفخ في البوق رمز لدعوة الناس الى الخروج للحرب، أو لإثارة خوف العدو، وقد أعلنت المؤسسة الحاخامية المركزية لجماعات الهيكل المتطرفة “السنهدرين الجديد” عزمها نفخ البوق داخل المسجد الأقصى ضمن احتفالها برأس السنة العبرية.
وكشف أحد قياديي هذه المؤسسة الحاخامية، هيليل فايس، عن الانتهاء من تصنيع بوق من قرن ذكر الماعز بما يطابق الشروط التوراتية للنفخ به يومي 26 و27 سبتمبر/أيلول الجاري داخل الأقصى، في محاولة لتثبيت حق اليهود المزعوم في إنشاء الهيكل.
المصدر: قناة المنار + وكالات فلسطينية