بين سياسة العصا والجزرة التي يحاول الكيان الاسرائيلي استخدامها مع المسؤولين اللبنانيين، فتهديد رسمي سياسي وامني وعسكري في مقابل رسائل ان التسوية قريبة وان الكيان يريد منصتين مقابل بعضهما على الحدود، في ما يعتبره احراجا لحزب الله لتكبيله ومنعه من التهديد بضرب المنصات البحرية، جاء كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليضع النقاط على الحروف ويضرب بعرض الحائط كل التهديد والوعيد وليقول للكيان ان المعادلة لم تتغير ولن تتغير، لن يتم استخراج الغاز من كاريش قبل الوصول الى اتفاق ياخذ بموجبه لبنان كامل حقوقه البحرية ويسمح للشركات الاجنبية باستخراج الغاز من الحقول اللبنانية.
كلام سماحة الامين العام السيد حسن نصر الله جاء بعد ظهور الموقف الصهيوني الرسمي وخروجه عن صمته وغموضه، الذي استمر لفترة غير قصيرة ازاء الموقف الرسمي من المطالبات اللبنانية حول ملف ترسيم الحدود البحرية اللبنانية.
ورغم الخلاف الداخلي الصهيوني المستمر حول طبيعة الاتفاق في حال حصوله، خرج المسؤولون الصهاينة عن صمتهم بشأن مسار ومصير المفاوضات غير المباشرة، فسجّلت الأيام الماضية ارتفاعاً ملحوظاً في منسوب دخول كبار المسؤولين الصهاينة على الخط، حيث كان القاسم المشترك رسالة مزدوجة للقريب والبعيد: إسرائيل معنيّة بالإتفاق ولها مصلحة في التوصّل إلى تسوية النزاع مع لبنان، وفي المقابل، إسرائيل مستعدّة للتصعيد ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام أيّ عملية ينفّذها حزب الله. هذه الرسائل حملتها مواقف صدرت عن أهم ثلاثة مسؤولين معنيّين بملف التفاوض مع لبنان: وزير الحرب بني غانتس؛ رئيس شعبة الإستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي – أمان أهارون حليفا؛ ومستشار الأمن القومي أيال حولاتا.
وكان لافتا ما صرح به رئيس الوزراء الصهيوني يائير لابيد حول الهدف الرئيسي من استخراج الغاز من حقل كاريش، حيث اشار ان الهدف من الحقل هو التصدير الى اوروبا. ولفت الى ان كمية الغاز التي سيوفرها الكيان لاوروبا تعادل 10% فقط من كميات الغاز التي حصلت عليها اوروبا من روسيا العام الماضي.
وفي مقابل الموقف الصهيوني الرسمي الذي يحاول الوصول الى اتفاق لما يعتبره مصلحة للكيان الصهيوني، برز أوّل موقف ضدّ الإتفاق لسفير الكيان السابق في الأمم المتحدة والعضو الحالي في حزب الليكود، داني دانون، حيث تساءل: هل سيوقّع في الأيام المقبلة إتفاق خضوعِ إسرائيل لحزب الله؟ مطالباً رئيس الحكومة يائير لابيد بأن يوقف الآن المفاوضات مع اللبنانيين إلى ما بعد الإنتخابات وأنّ على الحكومة المقبلة التي سيتمّ تشكيلها أن تواصل المفاوضات واتخاذ القرارات بشكل قانوني وشرعي.
واعتبر دانون أنّ الإتفاق المتبلور مع لبنان هو خطأ إستراتيجي قد تدفع إسرائيل مقابله أثماناً باهظة، وأنّ قلّة قليلة جداً من الأشخاص تعرف تفاصيل الموضوع المعقّد فيما تهرول الحكومة نحو الإتفاق من دون نقاش شعبي بشأن عواقبه، وفق تعببره.
اخيرا ظهرت الى العلن معضلة جديدة تتمثل بخط العوامات حيث نُقل عن مسؤولين صهاينة قولهم، إنّ هوكشتاين أوضح في محادثاته الأخيرة في بيروت أنّ إسرائيل مستعدّة لتسوية أمور كثيرة لكنّها لن توافق على التنازل عن “خط العوامات”، الذي تعتبر التنازل عنه يمثل خطرا امنيا وعسكريا، ولكن على ما يبدو ان القضية ليست قضية خط العوامات او قضية مشكلة تقنية او سياسية، بل بات واضحا ان المماطلة هي الهدف لكي يأخذ الكيان الصهيوني المزيد من الوقت لترتيب ازمته الداخلية.
للمزيد من التفاصيل حول هذا الملف:
كاريش.. هامش المماطلة ضيق
الحدود البحرية معضلة خارجية وخلاف داخلي
المصدر: موقع المنار