قدمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ردها خطياً على النص المقترح من قبل الاتحاد الأوروبي، معلنةً أنه “سيتم التوصل إلى اتفاق إذا كان الرد الأمريكي يتسم بالواقعية والمرونة”.
وبعد شهور من المفاوضات المكثفة في فيينا والدوحة، تسود أجواء ايجابية حول إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي لاستئناف التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، شريطة أن تقبل اميركا عمليًا متطلبات قبول اتفاق مستديم وموثوق.
واستناداً إلى مواقف الفريق الإيراني، فإن الخلافات تدور حول ثلاث قضايا، أعربت فيها اميركا عن مرونتها اللفظية في حالتين، لكن يجب إدراجها في النص. القضية الثالثة تتعلق بضمان استمرار تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة ، والتي تعتمد على واقعية اميركا لتأمين رأي إيران.
هذا ونوقشت هذه القضايا بالتفصيل بعد ظهر أمس الاثنين في الاجتماع الخاص لمجلس الأمن القومي الايراني، وأخيراً “تم تقديم مواقف إيران خطياً إلى الاتحاد الأوروبي كمنسق للمفاوضات فجر الثلاثاء 16 آب/أغسطس”.
وكتب مستشار فريق التفاوض الايراني محمد مرندي، في تغريدة على تويتر، “أعربت إيران عن هواجسها، لكن حل القضايا المتبقية ليس بالأمر الصعب كثيراً”.
وأوضح أن هواجس إيران “تتعلق بنكث الأطراف الغربية العهد تجاه خطة العمل الشاملة المشتركة”، مضيفاً “لا أستطيع أن أقول إنه سيتم التوصل إلى اتفاق، لكننا أقرب إلى الاتفاق من ذي قبل”.
ومنذ بداية المفاوضات، أعلنت إيران استعدادها الدائم للتوصل إلى اتفاق مستديم وموثوق، لكنها لن تتجاوز الخطوط الحمراء للبلاد في هذا الصدد.
وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي إن إيران ردت الاثنين على مسودة النص “النهائي” للاتحاد الأوروبي لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم في عام 2015.
وبعد محادثات متقطعة وغير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران على مدى 16 شهرا، مع قيام الاتحاد الأوروبي بجولات مكوكية بين الطرفين، قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي في الثامن من أغسطس/ آب إن الاتحاد قدم عرضاً “نهائياً” ويتوقع رداً في غضون “أسابيع قليلة جداً”.
وبينما قالت واشنطن إنها مستعدة لإبرام اتفاق بسرعة لإحياء اتفاق 2015 على أساس مقترحات الاتحاد الأوروبي، قال مفاوضون إيرانيون إنهم سينقلون في وقت لاحق مقترحات ورؤى إضافية إلى الاتحاد الأوروبي. ولم يذكر المسؤول في الاتحاد الأوروبي تفاصيل بخصوص رد إيران على النص.
وكان وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان صرّح الاثنين أن “الجانب الأميركي وافق شفهيا على اقتراحين لإيران وسنرسل مقترحاتنا النهائية بحلول الساعة 12:00 في منتصف هذه الليلة حسب التوقيت المحلي”.
وتابع “قرار البلاد أنه إذا تم التزام خطوطنا الحمراء، فلا مشكلة لدينا في التوصل إلى اتفاق”. وقال وزير الخارجية الإيراني “هناك ثلاث قضايا إذا تم حلها يمكننا التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة”، مشيرا إلى أن رد طهران لن يكون قبولا نهائيا لاقتراح الاتحاد الأوروبي أو رفضا له. وأضاف “قلنا لهم إنه يجب احترام خطوطنا الحمراء، أبدينا لهم كثيراً من المرونة، لا نريد التوصل الى اتفاق يخفق تنفيذه على الأرض بعد 40 يوماً أو شهرين أو ثلاثة أشهر”.
المصدر: ارنا