لبنان.. قراءة جزئية فكرية في مسألة معادلات الردع – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

لبنان.. قراءة جزئية فكرية في مسألة معادلات الردع

ليبرمان
أمين أبوراشد

قال وزير المال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يوم الأربعاء : “آخر ما نبحث عنه هو المواجهة مع لبنان، وإذا فرض حزب الله المواجهة، سنمحي الضاحية الجنوبية”، حسب زعمه. وتزامن تصريحه مع بيانات عسكرية وأمنية حكومية، أنه إذا لم يتمّ التوصُّل الى إتفاق مع لبنان، فمن المحتمل حدوث تصعيد مع حزب الله.

هنا نقرأ على ليبرمان ما صرَّح به رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك لموقع “سبوتنيك” في مطلع آذار الماضي ما مضمونه أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يعرف نقاط ضعف المجتمع الإسرائيلي جيداً، وأنه عالِم نفسي كبير، ويمكنه تحليل المعلومات بدقَّة.

لذلك، لم نأتِ بشيء من عندياتنا يستحقه ليبرمان سوى ما قاله باراك، لأن التهديدات لن تستطيع محو خريطة مواقع استراتيجية للعدو على مساحة 1200 كلم مربع في وسط فلسطين المحتلة، كانت يد السيد نصرالله تجول عليها منذ أشهر خلال إطلالة إعلامية لسماحته، ولا تدخل ضمن نطاق معادلات الردع بقدر ما هي شرح للواقع الميداني الذي تراه المقاومة هدفاً لممحاتها متى حان الوقت.

ليس غريباً على الوضع الداخلي الإسرائيلي المُتشظِّي سياسياً نتيجة تكرار ارتكاب الحماقات، أن تتناقض التصريحات الرسمية حتى ضمن الحكومة نفسها، وهذه الحكومة بالذات، تعيش إرباكات المعارضة الداخلية أولاً، وإخفاقات السياسة الخارجية ثانياً، في أداءٍ هزيل لامس حتى وزارة الثقافة، العاجزة منذ تموز الماضي، عن معرفة كيفية استخدام أناشيد وأغانٍ وطنية لبنانية في تمجيد المقاومة ضمن مهرجان إسرائيلي، والمشاركة بحماسة عبر رفع القبضات، إما عن جهل بهذا الغزو الفكري المُقاوم، وإما يهلِّل عن علمٍ وقصد في سياق إيصال رسالة جديدة من الأجيال الجديدة التي لطالما أعلنت عدم ثقتها بالحكومات ولا بقيادات الجيش المُتعاقبة، وأنها تُصدِّق ما يقوله السيد نصرالله ولا تُصدِّق المسؤولين الحكوميين.

وليبرمان هذا، كيف له أن يمحي الدهشة عن وجوه الإسرائيليين خلال متابعتهم الإحداثيات حول حقل كاريش؟ والتي نقلها الإعلام الحربي ضمن ما يرغب الإعلان عنه بالتزامن مع وصول المبعوث الأميركي هوكشاتين الى بيروت، سيما وأن المستوطن  في كيان إسرائيل، سواء كان مخضرماً في الإقامة أو مستورداً حديثاً لتعويض مئات الآلاف الذين غادروا الكيان منذ العام 2000، فإن هذا المستوطن يعيش القلق المُزمِن من أي تفجير أمني بقرارٍ أحمق، ولا تستطيع ممحاة ليبرمان المزعومة محو مشهديات الهروب الى الملاجىء لعناصر الجيش عند كل صاروخ من غزة، ولا سحب رئيس الحكومة من الجلسة والدفع به مذعوراً الى أقرب مأوى.

ختاماً، مسؤولية القراءة في فكر توازن الرُعب لا تُبنى على الأكاذيب والتصريحات الفارغة للحكومات الإسرائيلية، ولبنان جاهز لإجراء المقتضى متى دعت الحاجة، باستثناء طمأنة المستوطن الصهيوني الذي ينتظر من لبنان إطلالة سمحاء ليعرف مسار مصيره …

المصدر: موقع المنار