إحياءً للذكرى السنوية الأولى لاستشهاد مؤسّس وأمين عام “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” أحمد جبريل، أقامت القيادة العامة حفلًا تأبينيًا بالمناسبة يوم أمس الخميس في الحديقة الإيرانية في مارون الراس جنوب لبنان بحضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية والسفارة الإيرانية وحشود أتت من مخيمات بيروت والجنوب والشمال.
بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني، عرضت مقتطفات من كلمة توجيهية مسجّلة سابقًا للشهيد أحمد جبريل، قام بعدها الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العام طلال ناجي والحضور بإزاحة الستار عن النصب التذكاري للشهيد أحمد جبريل ووضع إكليل من الزهر على النصب التذكاري، كما أدّت ثلّة من مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قسم الوفاء والولاء.
وفي المناسبة، كانت كلمة لمسؤول العلاقات الفلسطينية في حزب الله النائب السابق الحاج حسن حب الله، قال فيها: “في هذا اليوم نحيّي فيه جميعًا قائدًا من قادة فلسطين، الرفيق المناضل المجاهد والأخ العزيز أحمد جبريل، الذي كان لنا معه لقاءات عديدة تطول ساعات وساعات وهو يتحدث عن فلسطين ولم نجد فيه همًا آخر غير هم فلسطين والقضية الفلسطينية”.
وتابع حب الله “أحمد جبريل كان ثابتًا على الموقف في زمن قلّ فيه الرجال والثابتون على المواقف وفي زمن تكالب العدو علينا وضعف الكثير من أخواننا العرب ظنًا منهم أن ليس لديهم قدرة”، مضيفًا “نؤمن أن لا خيار بالتحرير واستعادة الحق الا بالمقاومة والكفاح المسلح وقتال العدو وهذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة، ولا يمكن أخذ حق منه إلا بالغلبة ولذلك استمرّت المقاومة”.
وأردف حب الله “لو رجعنا الى الوراء، الى ما قبل 1948 لوجدنا الضعف العربي يعني قادة العرب قاتلوا السلطنة العثمانية وتحالفوا مع الانكليز ثم الانكليز جاؤوا ليأخذوا منهم اعترافًا بأن فلسطين تكون لليهود ومن أعطى هذا الاعتراف كان ملكًا ومن لم يعط هذا الاعتراف كان منفيًا”.
كما جدّد حب الله العهد لجبريل بالبقاء على نهج المقاومة فقال: “في يومك أيها الشهيد أحمد جبريل أُعلن أننا ثابتون على المبدأ، مبدأنا هو أننا لن نتخلى عن قضايانا وأننا نعتبر أن معركتنا مع العدو الصهيوني إذن من الله علينا وكتب لنا تحرير فلسطين فإننا نحرر الأمة كلها”، مضيفًا “هذه المعادلة كنت تعمل لها أيها الأخ الشهيد وتوفاك الله وأنت ثابت على المبدأ فأسال الله تعالى أن يثبتنا على هذه المبادىء حتى نحقق لأمتنا النصر الكبير وإنّ لله رجالًا إذا أرادوا أراد”.
من جهته، ألقى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة طلال ناجي كلمة جاء فيها: “هذا المكان هو أبرز مواقع الكرامة والشرف والإباء التي سطرها أخوة أعزاء لنا في حزب الله وهذا موضع فخر واعتزاز لنا أن نكون معهم في هذه البقعة من الأرض الطاهرة الطيبة نتنسّم عبير فلسطين أمامنا التي نحِن إليها ونشتاق إليها وسنعود إليها ان شاء الله.. يرونه بعيدًا ونراه قريبًا”.
وأضاف”قبل عدة سنوات في آخر زيارة للقائد الوطني الكبير أبو جهاد الى هذا المكان الطيب الطاهر وقف هنا وأطل على فلسطين الحبيبة وهو يعشق فلسطين وأمضى عمره من أجل فلسطين وقال إذا متت أدفنوني هنا حتى تهب نسائم فلسطين عليّ، فأبو جهاد لم يترك شبرًا من رأس الناقورة إلى العقبة إلا ووطئه بقدميه ساعيًا من أجل فلسطين ولطرد المحتل الصهيوني من فلسطين، كما كان من أوائل من أشرف على إقامة القواعد العسكرية في الأغوار بالأردن وهو ضابط في سلاح الهندسة، كان حادًا شجاعًا ولكنه كان صريحًا وحريصًا بذات الوقت”.
واستذكر ناجي أبو جهاد وهو على فراش المرض في الأشهر الاخيرة، فقال: “اجتمعنا في بيروت، فقال لي احرصوا على الوحدة الوطنية، احرصوا على نبذ الخلافات، فلسطين بحاجة الى الجميع”، هذه هي وصية أبو جهاد.
وتابع ناجي “التقينا منذ فترة بالأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله وكان جلّ حديثنا عن أبو جهاد ومسيرته وعلاقته مع المجاهدين”.
وأردف قائلا “القضية قضية مقدّسة، فلسطين هي مهد الانبياء مهد الرسالات السماوية، فلسطين فيها أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول وكنيسة القيامة”.
وختم “نحن على العهد ونقول لأبو جهاد سنتابع السير على النهج الذي سار عليه وأمضى عمره من أجله لتحرير فلسطين هذا الهدف الكبير الذي لن نألو جهدًا ولن نتوانى عن تقديم التضحيات جيلًا بعد جيل حتى نحقّق ما كان يصبو إليه تحرير فلسطين كل فلسطين”.
المصدر: موقع المنار