انتهت الاستشاراتُ النيابيةُ الى الصورةِ المعلومةِ مسبقاً: نجيب ميقاتي رئيساً مكلفاً تشكيلَ الحكومةِ بأربعةٍ وخمسينَ صوتاً..
ورغمَ تداخلِ اصواتِ الكتلِ وخياراتِها، والارباكِ في بعضِ المواقفِ والتخبطِ باجتراحِ التبريراتِ، وضياعٍ باستنباطِ الاجتهادات، انتهت خطوةُ التكليفِ كانجازِ الاستحقاقِ الضروري، والعينُ على مسارِ التأليفِ باسرعِ وقتٍ ممكنٍ تحتاجُه البلاد..
باليدِ الممدودةِ اطلَّ الرئيسُ المكلفُ للمرةِ الرابعةِ تشكيلَ الحكومةِ على اللبنانيين، والشكلُ المرسومُ في جَعبتِه السياسيةِ تعاونُ الجميع، فالمسؤوليةُ ليست فرديةً كما قالَ الرئيسُ ميقاتي، ولا نملكُ ترفَ الوقت، ولن تَنفَعَنا حساباتُنا وانانياتُنا اذا خَسِرْنا الوطن ..
هو الوطنُ المعلَّقُ على الخشبةِ الاميركية، يحتاجُ الى فكِّ وَثاقِه، واطلاقِ خِياراتِه، والاستفادةِ من خيراتِه، ولا خيرَ باصواتِ التضليلِ ولا التهويلِ ولا المزايدةِ ولا الاستزلامِ في زمنِ الحاجةِ الملحةِ الى قراراتٍ مصيريةٍ والتفكيرِ بأولويةِ المواطنِ والوطن..
وعلى هذا الاساسِ سارت الكتلُ التي سَمّت نجيب ميقاتي، فمَكّنتهُ من التغلبِ على الفراغِ وعلى نواف سلام، على املِ صعودِ البلادِ سُلَّمَ النجاة، وفقَ خطواتٍ سريعةٍ تَحُدُّ من الانهيار، ومِن بعدِها حسمُ الخياراتِ لما فيه مصلحةُ البلادِ والعباد..
البحثُ في خياراتِ الامةِ وواقعِها كانَ اليومَ حاضراً خلالَ اللقاءِ الذي جمعَ الامينَ العامَّ لحزبِ الله سماحةَ السيد حسن نصر الله معَ رئيسِ المكتبِ السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية والوفدِ المرافق، وتطرقَ المجتمعونَ الى تطورِ محورِ المقاومةِ والتهديداتِ والتحدياتِ والفرصِ القائمةِ، مع التأكيدِ الحاسمِ على تعاونِ كلِ أجزاءِ هذا المحورِ بما يخدِمُ الهدفَ المركزيَّ : القضيةَ الفِلَسطينيّةَ ومقدساتِها.
قضايا المنطقةِ وتطوراتُ العالم – فضلاً عن العلاقاتِ الثنائيةِ والاستثنائيةِ بينَ روسيا وايرانَ بحثَها وزيرُ الخارجيةِ الروسيُ سيرغي لافروف معَ القادةِ الايرانيين اليومَ في طهران، وتأكيدٌ على حمايةِ المصالحِ المشتركةِ والاستراتيجيةِ بينَ البلدين، فضلاً عن مناقشةِ آخرِ محطاتِ الاتفاقِ النووي الايراني، والعراقيلِ الاميركيةِ التي تحولُ دونَ اتمامِه..
المصدر: قناة المنار