آخر الكلام قبل الدخول خلف العازل الإنتخابي – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

آخر الكلام قبل الدخول خلف العازل الإنتخابي

دائرة انتخابات طرابلس الضنية والمنية
أمين أبوراشد


مع دخول لبنان فترة الصمت الإنتخابي، يشعر المواطن أنه يحتاجها، لأن الساحة السياسية شهدت أطول فترة تصريح وتجييش في تاريخ الإنتخابات النيابية، بدأت مع حراك 17 تشرين الأول 2019، وباتت بعد سنتين ونصف أكثر من كافية، سيما وأن بعض القوى السياسية تُطلق نيران الخصومة منذ خمس سنوات على العهد وعلى المقاومة، سواء استخدمت نفسها تحت إمرة السفارات، واستقدمت كل الوسائل والأساليب من الخارج في التدمير دون بناء، وفي التنظير دون طروحات، وفي التشهير غير المبرر بلا مراعاة لواقع البلد وأحوال الناس، هي التي حرَّضت وأججت الفِتن، دون أن ندخل في تفاصيل ارتهانها للقوى الغريبة، والتعجيل باستدعاء “القيصر الأميركي” لمزيدٍ من الحصار والضغط وصولاً الى قطاف موسم الوهم يوم الأحد في 15 أيار.

وها هي الصناديق أمام الشعب اللبناني تنتظر ساعة الصفر، عساها تستوعب ليس أوراق الإقتراع فقط، بل كل الآمال والأحلام لو أحسن الناخبون الإختيار، وهم بإذن الله فاعلون رغم كل شيء، وليس المال الإنتخابي قادراً على شراء الذمم أينما كان، ولا حركة سفير يتنقَّل بهذه الفظاظة المُشوِّهة للبيئة الديمقراطية يُمكن أن تلوِّث أدمغة اللبنانيين، وتُصيب ذاكرتهم بالشلل، وتُفقدهم قدرة التمييز بين الحق والباطل، وبين البطل والعميل، وبين اللبناني الذي لا يحتاج لفحص الدم، وبين مَن يغيِّرون دماء إنتمائهم بلون عَلَم كل دولة بأوامرها يأتمرون.

ومع غياب البرامج الإنتخابية الواقعية لدى بعض الأحزاب، والإستعاضة عنها بقسائم مشتريات وأقساط مدرسية، يجِد الناخب نفسه فعلاً بحاجة الى استحضار الذاكرة، أقلُّه لأربع سنوات خَلَت، في تقييمه لأداء الكُتل النيابية والأحزاب التي خلفها، وله وقفة مع ذاته كل لحظة خلال الأيام التي تفصله عن يوم الإنتخاب لإنعاش الماضي، ماضي كل القوى والأحزاب والشخصيات السياسية على مستوى الأداء الوطني العام، سواء كان دور النائب بالنسبة إليه تشريعياً أو خدماتياً، علماً بأن الظروف الإقليمية الضاغطة على الداخل اللبناني بكل تداعياتها كانت سلبية لجهة البناء السليم للدولة، لكن هذا الأمر لا يحجب الإنجازات وهو أيضاً لا يخفي الإحباطات التي حاول البعض ويحاولون البناء عليها، من خلال التجريح بالآخرين وطرح النظريات السوريالية وتعليق اليافطات الإنتخابية التي تنضح بالنوايا غير السليمة.

الإنتخابات فرصة للتغيير ولكن، ليس بالصورة التي يخالها البعض، ولا بالفوضى المزروعة في الشارع، ولا بالتكسير والحرق وقطع الطرقات على الناس وقطع أرزاقهم، ولا بالغوغائية التي عجزت عن استنباط حلول والفشل في تقديم الكثير من المرشحين الأكفاء، الذين تشرذموا على عشرات اللوائح في فوضى لا توحي بالثقة، ويكفي الناخبين الإستثمار في الصمت الإنتخابي وإجراء التقييم النهائي، سواء للنواب الحاليين المرشحين، أم للمرشحين الجدد بناء على طروحاتهم وتموضعهم في اللوائح، وأخيراً وليس آخراً تقييم أداء الأحزاب، سواء كانت فعلاً “تحمي وتبني”، أم هي تتذكر الناس كل أربع سنوات بقسيمة شراء خضار أو كرتونة بيض…

المصدر: خاص