الصحافة اليوم 3-11-2016: حديث ما بعد التكليف – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 3-11-2016: حديث ما بعد التكليف

الصحف المحلية

تناولت الصحف الصادرة في بيروت نهار الخميس في 3-11-2016 ملف تشكيل الحكومة اللبنانية، بعد حصول الرئيس سعد الحريري على 86 صوتاً، في الإستشارات النيابية الملزمة، وجاءت افتتاحياتها على الشكل التالي.

السفير
السفير

السفير
«سلفة» من بري لرئيس «المستقبل».. و«حزب الله» متفهم
الحريري يعبر التكليف.. ماذا عن «أفخاخ» التأليف؟

… وفي اليوم الأول للاستشارات النيابية الملزمة، حصل الرئيس سعد الحريري على 86 صوتاً، أحالته رئيساً مكلفاً تأليفَ الحكومة بشكل غير رسمي، في انتظار أن ينتهي الرئيس ميشال عون من الاستشارات اليوم وتبيان الحصيلة النهائية للأصوات التي سينالها رئيس «تيار المستقبل» الذي وضع أمس إحدى قدميه في السرايا الحكومية.

ولما كانت «التسمية الرقمية» قد حُسمت، على الورقة والقلم، فإن التركيز بات منصبّاً على معرفة اتجاه الثنائي الشيعي الذي من شأن تصويته أن يساهم في التأثير سلباً أو إيجاباً على الوزن الميثاقي للتكليف.

وحتى مساء أمس، كانت المشاورات مستمرة بين «حركة أمل» و«حزب الله»، وداخل قيادة كل من التنظيمين، بهدف تحديد الموقف النهائي من ترشيح الحريري الى رئاسة الحكومة. وفي هذا الإطار، عقدت هيئة الرئاسة في «أمل» اجتماعاًَ برئاسة الرئيس نبيه بري للتداول في الخيارات الممكنة، فيما كان التشاور متواصلاً على أعلى المستويات في «الحزب»، تمهيداً لإبلاغ عون القرار النهائي. وبدا واضحاً أن الطرفين يحرصان على المشاركة في الاستشارات اليوم، وهما بأقصى قدر ممكن من الانسجام، انطلاقاً من قاعدة «التفاهم والتفهم». وبهذا المعنى، فإن «الحزب» و«الحركة» تعمدا أن يوجها رسالة مشتركة في الشكل والمضمون الى كل من يهمه الأمر حول صلابة تحالفهما، حين بادرا معاً الى طلب نقل موعد الاستشارات مع كتلتيهما النيابيتين من أمس الى اليوم.

وسواء قرر الجانبان أو أحدهما، إما تسمية الحريري أو عدم تسميته أو إيداع الأصوات لدى رئيس الجمهورية، فإن الأكيد أن الثنائي الشيعي سيصعد اليوم الى قصر بعبدا وهو في أعلى درجات التناغم والتوافق اللذين سينعكسان لاحقا على مجريات التأليف، حيث سيخوض «الحزب» و«الحركة» التفاوض كفريق سياسي واحد، يتشارك في السرّاء والضرّاء، على المستوى الوزاري.

وأكد مصدر مقرب من «حزب الله» لـ«السفير» أن التباين الذي ظهر مع بري في الاستحقاق الرئاسي نتيجة ظروف استثنائية لن يتكرر في الملف الحكومي، والجميع سيلمس ذلك حين تنطلق مفاوضات التشكيل. وشدد المصدر على أن «الحزب» ليس بوارد الدخول الى حكومة لا تضم «حركة أمل»، وهذه واحدة من المسلمات والثوابت التي لا تحتمل النقاش لديه.

وفضّل المصدر ترك كل الاحتمالات مفتوحة في ما خص القرار الذي سيتخذه الحزب حيال ترشيح الحريري، مع أرجحية الامتناع عن تسميته، تاركاً لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن يعلن اليوم رسميا من قصر بعبدا الموقف النهائي.

في هذا الوقت، بدا أن بري ـ الذي أثنى مجلس الأمن الدولي على جهوده في تعزيز الحوار بين جميع الأطراف اللبنانية ـ يتجه نحو تسمية الحريري اليوم، بالتشاور والتفاهم مع «حزب الله»، وهو ما أمكن التقاطه بين سطور بيان كتلة «التنمية والتحرير» التي أبدت حرصها على التعاون مع العهد من أجل تحقيق الأهداف والغايات الوطنية وبناء دولة المؤسسات.

وميل بري الى تأييد تكليف الحريري ومنحه «سلفة سياسية»، يرتكز على مجموعة اعتبارات، عددتها أوساط رئيس المجلس كالآتي:
ـ إن بري هو راعي الحوار الشيعي ـ السني من خلال لقاءات عين التينة بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» بمشاركة «أمل»، وبالتالي فإن رفضه تكليف الحريري سيعطي إشارات سلبية في توقيت حساس، ما قد يؤثر سلباً على هذه التجربة الحوارية التي ربما تكون الوحيدة من نوعها حالياً في العالم العربي المتشظي، تحت وطأة الصراعات العابرة للحدود.
ـ إن حجب الأصوات الشيعية عن المرشح السني لرئاسة الحكومة قد يسبب إعادة إنعاش الاحتقان المذهبي، بينما المطلوب خفض منسوبه.
ـ إن رغبة رئيس المجلس في التعاون مع العهد الجديد وإنجاحه تستوجب إعطاء فرصة لرئيس أولى حكومات هذا العهد.
ـ إن بري يحرص على ألا يتحمل مسؤولية إجهاض أو تنفيس موجة الارتياح التي سادت إنهاء الشغور الرئاسي، وهو لا يريد لهذا البالون التفاؤلي أن ينفجر بدبوس عين التينة.

لكن أوساط بري تلفت الانتباه في الوقت ذاته إلى أن الفرصة التي سيمنحها رئيس المجلس، يواكبها حرص شديد منه على ضرورة تأمين شروط الشراكة المناسبة، بالتكافل والتضامن مع حليفيه وليد جنبلاط وسليمان فرنجية.
وتؤكد الأوساط أن بري لن يقع في فخ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي يحاول التشويش على انطلاقة العهد الجديد من خلال الترويج لمقولة إن من لم ينتخب عون، فعليه أن يبقى خارج الحكومة وأن ينتقل الى صفوف المعارضة.

وتشير الأوساط إلى أن بري ينتظر ما سيُطرح عليه في شأن التشكيلة الوزارية، حتى يبنى على الشيء مقتضاه، معتبرة أن تسهيل أو تعقيد مسار التأليف يتوقفان على طريقة مقاربته من قبل الآخرين، وبالتالي إذا وُجد من سيتعمد «تهشيل» بري عبر طروحات غير متوازنة، فسيكون هو المسؤول عن العرقلة من ثم التداعيات التي ستترتب على محاولة استبعاد مكوّن أساسي هو المكوّن الشيعي عن التركيبة الحكومية، لا سيما أن «حزب الله» لن يشارك في أي حكومة يقاطعها بري.

وإلى حين أن يُكلف الحريري رسمياً اليوم تأليف الحكومة الجديدة، بدا أن الشهيات المفتوحة على الاستيزار لم تنتظر صدور مرسوم التكليف، وها هي الصالونات والكواليس السياسية تضج بالطامحين وبتشكيلات وزارية افتراضية، اختلط فيها الحابل بالنابل، والواقعي بالخيالي.

والمفارقة، أن عدد المستوزرين الذين يتطلعون الى حجز مقاعد لهم في الحكومة المقبلة، لا يمكن أن تتسع له تركيبة من 24 أو 30 وزيراً، بل يحتاج إلى «مجمع» من الحكومات!

صحيفة النهارالنهار

الحريري بأكثرية قياسية تنتظر “قطبة” بري

اتخذت الاستشارات النيابية الملزمة التي بدأها أمس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة دلالات سياسية بارزة بعد ثلاثة ايام فقط من انتخاب الرئيس عون. اذ ان الدينامية السريعة التي اتبعها الرئيس عون لاستعجال بت الاستحقاق الحكومي بتكليف الحريري وشروع الاخير في الاستشارات النيابية للتأليف أدت الى تظهير مشهد متطور بسرعة بين جلسة الانتخاب الرئاسي وبدء الاستشارات لتكليف الحريري تمثل بتسمية 86 نائباً الحريري في اليوم الاول من الاستشارات لرئاسة الحكومة بما يتيح توقع أكثرية كبيرة ستفضي اليها الاستشارات في نهايتها اليوم. واذا كانت هذه الاكثرية الواسعة التي نالها الحريري ستكفل له مبدئياً زخماً سياسياً قوياً للانطلاق في مهمته، فان البعد السياسي البارز الآخر الذي عكسه مناخ المرونة بين الرئيس عون ومعارضي انتخابه الذي ظهر في الاستشارات والذي بدا بمثابة انعكاس لخطاب القسم الرئاسي الذي قوبل بارتياح من معظم الافرقاء السياسيين.

وبذلك يبدو واضحا ان نتائج الاستشارات صارت في حكم المحسومة لجهة تكليف الرئيس الحريري اليوم، لكن اكتمال المشهد بات متوقفا على ” التركيبة ” او “الوصفة ” السرية التي سيحملها رئيس مجلس النواب نبيه بري الى القصر الجمهوري في الجولة الختامية من الاستشارات ظهر اليوم. ذلك ان الاكثرية الكبيرة التي سينالها الحريري لن تكفل وحدها الغطاء السياسي الشامل ما لم يحمل بري المخرج للغطاء الشيعي الثنائي للحكومة الجديدة وخصوصاً اذا جاء التكليف مشوبا بثغرة امتناع الثنائي “امل” و”حزب الله” عن تسمية الحريري. واتخذ هذا الجانب من الاستشارات بعده البارز في ظل ارجاء “كتلة الوفاء للمقاومة” موعد لقائها مع الرئيس عون من البارحة الى اليوم لاستكمال التنسيق مع الرئيس بري الذي يبدو واضحاً انه يحمل تفويضاً تاماً من الحزب لايجاد المخرج المناسب ونقل الموقف النهائي في شأن التكليف اليوم الى رئيس الجمهورية. وقالت أوساط وثيقة الصلة بالمشاورات التي استمرت طوال أمس بين بري وقيادة الحزب لـ”النهار” ان المشكلة الميثاقية التي كادت ان تحصل مع بداية الاستشارات أمكن تداركها بارجاء “كتلة الوفاء للمقاومة” موعد لقائها مع الرئيس عون الى اليوم، علماً ان “حزب الله” لم يسم مرة لا الرئيس رفيق الحريري ولا الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة. لكن الاوساط تحدثت عن موقف ايجابي سيتخذه بري لم تعرف طبيعته، علماً ان الاتصالات استمرت ليلاً وتردّدت معلومات عن احتمال اتجاه رئيس المجلس الى توفير تسمية شيعية للحريري لا تزيل تماماً ما وصف بـ”ربط النزاع” مع عملية تشكيل الحكومة من غير ان تتضح أي تفاصيل عن المخرج المحتمل.

في أي حال تبدو تسمية الحريري التي رست في اليوم الاول على 86 نائباً مرشحة لتجاوز المئة نائب اليوم مع الكتل والنواب المستقلين الآخرين الذين سيشملهم اليوم الثاني وفي حال تسمية كتلة بري للحريري فان النتيجة ستناهز 109 نواب باعتبار ان 13 نائبا لـ”حزب الله ” ونائبين من حزب البعث العربي الاشتراكي سيمتنعون عن تسمية الحريري.

وعلمت “النهار” من مصادر كتلة “المستقبل” ان لقاء الكتلة أمس مع الرئيس عون كان إيجابياً جداً ومميزاً أكد خلاله رئيس الجمهورية التعاون مع الرئيس سعد الحريري. وركّز الرئيس عون على خطاب القسم الذي ألقاه بعد إنتخابه ولا سيما منه ما يتعلق بالدولة وبناء المؤسسات، مؤكداً العزم على السير على هذا الطريق لبلوغ أهدافها. وقد تمنت الكتلة للرئيس عون نجاح عهده مع الحكومة التي رشحت لتأليفها الرئيس الحريري.

وأوضحت المصادر ان عدد الذين سيسمّون الرئيس الحريري سيتجاوز اليوم 90 نائباً من دون إحتساب موقف الرئيس بري الذي سيتضح في الساعات المقبلة.ولفتت الى ان تقديرات الكتلة في آخر إجتماعاتها تفيد ان لا مدة تأليف الحكومة لن تتجاوز أربعة أسابيع.

بان وعون

في غضون ذلك، نقل مراسل “النهار” في نيويورك علي بردى عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون قوله لـ”النهار” إنه اتصل بالرئيس العماد ميشال عون وهنأه بانتخابه رئيساً للجمهورية في لبنان، مضيفاً أنه “أجرى محادثة هاتفية جيدة جداً” مع الرئيس المنتخب. وأمل أن ” يعمل الزعماء اللبنانيون على تأليف الحكومة المقبلة التي سيكون على عاتقها معالجة التحديات التي تواجه البلاد”. وأفاد أنه أكد لعون أن “استقرار لبنان مهم للغاية للأمن والإستقرار الإقليميين”. وأثنى على “كرم لبنان باستضافته لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين والفلسطينيين”.

وكان مقرراً أن يشارك وكيل الأمين العام للشؤون السياسية جيفري فيلتمان عصر أمس بتوقيت نيويورك في تقديم احاطة عن التقرير الأخير الخاص بالقرار 1559 الى أعضاء مجلس الأمن في جلسة مغلقة. وعلمت “النهار” من ديبلوماسيين رفيعين في مجلس الأمن أن نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف “اقترح دمج الإحاطتين المنفصلتين حول القرارين 1559 و1701 في شأن لبنان بإحاطة واحدة. غير أن المندوب الفرنسي الدائم فرنسوا دولاتر الذي تتولى بلاده دور القيادة في الشؤون اللبنانية داخل المجلس لم يوافق على الإقتراح”، علماً أن دولاً كبرى أخرى “لا ترى مانعاً في ذلك”.

وفهم أن فرنسا “غير مقتنعة بدوافع الإقتراح” لدى روسيا التي “تكرر هذا الطلب منذ مدة لأن القرارين متعلقان ببلد واحد، هو لبنان. بينما “تشدد فرنسا على أن الموضوعين مختلفان”، فضلاً عن أنها “لا تريد أن يساء تفسير الأمر على أنه تقليص للوقت المخصص للبنان في عناية مجلس الأمن على رغم تزايد القضايا المدرجة على جدول أعماله”.

صحيفة الاخبارالاخبار

جعجع «يحرتق» على العهد: أريد «المالية» ولا لـ«الوحدة الوطنية»

بعدما بات رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع متيقناً من إجماع خصومه وحلفائه على عدم منحه وزارة سيادية، لم يجد غير «الحرتقة» على العهد، في أولى حكوماته. في المقابل، يبدي الرئيس نبيه بري إيجابية لافتة مع الرئيس سعد الحريري، رغم «الطعنة» التي وجهها الأخير إليه.

حسمت مشاورات اليوم الأوّل بين رئيس الجمهورية ميشال عون والكتل النيابية تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة المنتظرة، على أن يستكمل الرئيس مشاوراته مع الكتل الباقية والنوّاب المستقلين اليوم، ولا سيّما كتلتا «الوفاء والمقاومة» و«كتلة التنمية والتحرير».

ولم تعد مواقف الكتل خافية، في ظلّ تأكيد حزب الله عبر أكثر من قناة نيّته عدم تسمية الحريري لعدّة أسباب. فيما أكّدت مصادر قوى 8 آذار لـ«الأخبار» أن الرئيس نبيه برّي سيسمّي الحريري اليوم، لعدّة اعتبارات أيضاً، منها حرص رئيس المجلس على «ميثاقية» تكليف رئيس الحكومة، وتأكيدات برّي السابقة بالوقوف إلى جانب الحريري، على الرغم من امتعاضه من انفراد رئيس تيار المستقبل بانتخاب عون، من دون التنسيق معه.

ومن المتوقّع أن ينال الحريري نسبة عالية من أصوات النّواب، باستثناء أصوات حزب الله، وصوتي نائبي حزب البعث العربي الاشتراكي، اللذين أعلنا أمس عدم تسميتهما أي رئيس حكومة. فيما لم يعرف بوضوح موقف نائبي الحزب السوري القومي الاجتماعي، اللذين وضعا تسميتهما في عهدة رئيس الجمهورية، مع وجود إحراج لدى الحزب بتسمية الحريري أسوة بموقف حزب الله، بسبب استمراره بذات المواقف تجاه سوريا والمقاومة.
وإذا كان تكليف الحريري قد سار سريعاً، في ظلّ شبه إجماع على تسميته، إلّا أن مسألة تكليف الحكومة سريعاً في ظلّ التجاذب الحالي، يبدو تفاؤلاً في غير محلّه، خصوصاً أن غالبية القوى السياسية تؤكّد أن البحث الجدي في تقاسم الحقائب وتوزيعها بين الكتل السياسية والمناطق لم يُتَّفَق عليه مسبقاً، فضلاً عن أن عدد الوزراء في الحكومة لم يحسم بعد، إذا كانت حكومة موسّعة من 30 وزيراً أو من 24. وفي وقت تؤكّد فيه غالبية القوى السياسية، ولا سيّما رئيس الجمهورية والحريري نيّتها تشكيل حكومة وحدة وطنية لإشراك ما أمكن من القوى السياسية فيها، برز أمس موقف معرقل من رئيس حزب القوات اللبنانية برفضه تشكيل حكومة وحدة وطنية، معتبراً في مقابلة مع الزميل وليد عبّود على قناة أم. تي. في. أنّ من «غير الضروري أن يتمثّل الجميع، حتى تكون الحكومة منتجة».

التفاصيل المعقّدة لتشكيل الحكومة، والصعوبات التي من الممكن أن يواجهها الحريري، لا تعني وجود سلبية كبيرة بين مختلف الفرقاء، ولا سيّما أن الأجواء بين عون وبرّي بدأت تبرد مع انتهاء مرحلة الانتخاب، ورغبة برّي في تسهيل المهمة أمام رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المنتظر، ردّاً على اتهامه بالعرقلة. ويبرز أيضاً القناة التي تفعّلت في اليومين الماضيين بين مستشار الحريري نادر الحريري ووزير المالية علي حسن خليل، في تطوّر أوّلي على بدء النّقاش بين برّي والحريري. وأكّدت مصادر قوى 8 آذار، ما تكرّر خلال الأيام الماضية، عن أن حزب الله وحركة أمل سيخوضان مرحلة التفاوض الحكومي عبر برّي، وإذا كان العرض المقدّم من الحريري مرضياً لبرّي، فسيشارك الثنائي أو يستمر التفاوض لحين الوصول إلى الصيغة المناسبة، مع تأكيد المصادر أنه إذا لجأ بري إلى خيار المعارضة فسيكون حزب الله حكماً إلى جانبه.

ويمكن القول إن غالبية القوى السياسية، ولا سيّما عون وتيار المستقبل وثنائي حزب الله وأمل، يبحثون عن تمثيل وزاري خارج طوائفهم. ويتردّد أن رئيس الجمهورية يرغب في تضمين حصّته كرئيس للجمهورية وزيراً سنيّاً أو درزياً، فيما يرغب الحريري في تضمين حصّته وزيراً مسيحياً، يقال في الصالونات السياسية إنه مستشاره الوزير السابق غطّاس خوري، وأن عون لا يمانع، بسبب دور خوري في التفاوض بين الفريقين في خلال المرحلة الماضية. وفي بال الثنائي المطالبة بوزير سنّي، لم يحسم اسمه بعد بانتظار حصص المناطق وحسب الظروف، للاختيار بين النائب فيصل كرامي والوزير السابق عبد الرحيم مراد. ويحرص ثنائي أمل وحزب الله على التمسّك بتمثيل رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية، وبحسب ما تقول مصادر 8 آذار، فإن الحريري حريص أيضاً على تمثيل فرنجية، في ظلّ العلاقة الوديّة التي باتت تجمع الطرفين، ولحفظ ماء الوجه لفرنجية على أبواب الانتخابات النيابية، على الرغم من سلبية العلاقة مع عون، حتى الآن، خصوصاً أن فرنجية لم يشارك أمس في لقاء كتلته مع رئيس الجمهورية. كذلك قالت مصادر «وسطية» إن حزب القوات اللبنانية يضع «فيتو» على توزير النائب أسعد حردان، في وقت يحرص فيه ثنائي أمل وحزب الله على تمثيل الحزب القومي، وما أبلغه التيار الوطني الحر للحزب القومي، عدم ممانعته لتوزير قومي «مسيحي». كذلك أكّدت مصادر 8 آذار، أنه إذا جرى اعتماد حكومة من 30 وزيراً، سيكون حكماً للنائب طلال أرسلان مقعد وزاري، مع إشارة أكثر من مصدر إلى أن التفاوض بين جنبلاط والحريري، وجنبلاط وعون، حول حصّة الحزب التقدمي الاشتراكي لم يبدأ بعد.
وحملت مقابلة جعجع أمس، أكثر من إشارة سلبية حول موقفه من الحكومة، ولا سيّما مطالبته بوزارة المالية، التي يتمسّك بها برّي، بعد أن وصلت إلى معراب أصداء رفض حزب الله وبرّي والتيار الوطني الحر والحريري حصول القوات على أي حقيبة سيادية، ولا سيّما الحقائب الأمنية، وأرجحية أن تبقى المالية في عهدة بري والداخلية في عهدة المستقبل وتكون الدفاع من حصّة رئيس الجمهورية، والخارجية من حصة تكتل التغيير والإصلاح. ورغم موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الواضح بشأن فضل حزب الله في «الانتصار الرئاسي» للعماد عون، كرّر جعجع معزوفة محاولة الإيقاع بين عون وحزب الله، بالقول إن الحزب لم يكن يريد وصول عون إلى قصر بعبدا، معطياً لنفسه الفضل بانتخاب رئيس الجمهورية. كذلك حاول جعجع تفسير خطاب قسم الرئيس بما يشتهي، ونفيه التزام عون المقاومة التي وردت في خطابه، وتفسيرها بأنها «مقاومة الدولة» وليس مقاومة حزب الله.

جريدة البناء
جريدة البناء

البناء

موسكو تعلن هدنة غداً في حلب قد تكون الأخيرة… وواشنطن متمسكة بالتفاهم معها
الحريري يبدأ مشاوراته لتشكيل حكومة توافقية موسّعة مهمّتها الانتخابات
«القومي» يُودِعُها الرئيس وبرّي يتوّجها برسالة تحية لخطاب القَسَم وتسهيل للعهد

كتب المحرّر السياسي

هدّدت موسكو وجلبت مدمّراتها وحاملات طائراتها وأعلنت اكتمال عدة الحرب وقالت إنها لم تعد تجد سبباً للتمسك بالسعي للحلّ السياسي، فالدول التي تعهّدت فصل النصرة عن الجماعات المسلحة لا تبذل جهداً إلا للتطاول على موسكو وتنظيم الحملات ضدّها، والجماعات المسلحة التي تتباكى على الحصار وتتاجر بالبعد الإنساني تنظم حملات عسكرية تحت قيادة جبهة النصرة. فتردّ واشنطن بالإعلان عن التمسك بالتفاهم مع موسكو، والسعي المشترك معها للسير بالحلّ السياسي في سورية، وبدأت سلسلة مشاورات، انتهت بإعلان روسي عن هدنة ساعات في حلب يوم غد، ليعلن قائد سلاح الجو أنها قد تكون آخر مرة تعلن فيها هدنة، بعدما صارت جهوزية روسيا للحسم دعماً للجيش السوري والحلفاء ما لم تظهر بوادر جدية لتقدّم مساعي فصل الجماعات المسلحة عن النصرة.

هذا التناغم بين السياسي والعسكري في سورية، يشبه تناغماً مماثلاً في اليمن بين مساعي الحلّ وما يشهده الميدان من تصعيد، بينما الأميركيون يعيشون إيقاع متغيّرات انتخابات الرئاسة التي باتت خبزاً يومياً للأيام المقبلة وما فيها من مفاجآت حمل آخرها مؤشرات انقلاب استطلاعات الرأي في ما يُعرف بالولايات المتأرجحة التي ترسم مستقبل الانتخابات وفي طليعتها كاليفورنيا وأوهايو لصالح دونالد ترامب بعدما كانت محسومة لهيلاري كلينتون، التي خسرت الكثير منذ الإعلان عن قيام الـ»أف بي أي» ببدء التحقيقات الصعبة معها حول بريدها الإلكتروني وشبهات استخدام موقعها السابق كوزيرة للخارجية لصرف النفوذ، أو مخالفة الأنظمة لإخفاء ممارسات غير دستورية بالتهرّب من الرقابة التي يوفرها اعتماد الوسائل الرسمية للمراسلات الحكومية كما تنص الأنظمة التي تضبط مسؤوليات الوزراء عبر حصر التخاطب بالوسائل الرسمية.

بين ما يجري في المنطقة وما سيجري في أميركا، يكتشف اللبنانيون مقدرتهم على توظيف الدينامية التي أطلقها انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، خصوصاً بما تضمّنه خطاب القَسَم حول الالتزام بأولوية وضع قانون جديد للانتخابات قبل الانتخابات المقبلة، لإجرائها في موعدها، ما بدّد هواجس تفاهمات على التمديد للمجلس النيابي أو السير بالانتخابات وفقاً لقانون الستين، وفرض رسالة تحية للرئيس عون سيترجمها موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومعه كتلة الوفاء للمقاومة في الاقتراب من تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، التي صارت مهمتها الرئيسية وضع القانون الجديد بسرعة والتمهيد لإجراء الانتخابات. وهذا يستدعي اختصار مهلة تشكيل الحكومة، واختصار مواضيع النقاش حولها، كي لا يقع محظور التمديد للمجلس ولو لشهور قليلة بدواعٍ تقنية. وهكذا قد يخرج الرئيس الحريري بقوة اندفاعة العهد بحصاد يقارب الإجماع بعدما توزّع النواب وكتلهم بين تسميته وتركِ الأمر في عهدة رئيس الجمهورية، كما فعل الحزب السوري القومي الاجتماعي.

قانصو: أهداف الحرب على الشام ستفشل

أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو أن انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية مصلحة وطنية أكيدة لكلّ اللبنانيين، مشدداً على أن «الحزب سيقف إلى جانب العهد الجديد في بناء الدولة ودعم المقاومة ومواجهة الإرهاب، فالمقاومة أهمّ ركيزة قوة للبنان، ونحن مع رئيس يعتمد سياسة قوة لبنان في مقاومته وفي جيشه، ويقيم أفضل العلاقات مع الشام».

وخلال اجتماع للهيئات المسؤولة في منفذيات بيروت، المتن الجنوبي، المتن الساحلي والطلبة الجامعيين في بيروت وعدد من المديريات المستقلة، وذلك في قاعة الشهيد خالد علوان، أشار قانصو الى أنه «كما كان الانتصار حليف المقاومة في لبنان وفلسطين سوف تفشل أهداف الحرب الجديدة في الشام وفي العراق»، مضيفاً: «أعلنا منذ البداية أنّ الحرب على الشام لا تهدف إلى الإصلاح، بل هي حرب «إسرائيلية» تهدف إلى تفتيت الأمة، ولذلك كان قرارنا بمواجهة هذه المؤامرة وأدواتها. وهو الموقع الطبيعي لحزبنا للحفاظ على وحدة سورية ودورها القومي». وأكد أن الشام ستخرج من هذه المحنة منتصرة وموحدة بقيادة الرئيس بشار الأسد. لافتاً الى أن «أنطون سعاده كان رائياً حينما رأى أنّ لبنان جزء من أمة وليس أمة قائمة بذاتها وحين قرّر استحالة تقدّم لبنان وتطوّره من خارج محيطه القومي».

الحريري رئيساً مكلفاً بـ86 صوتاً

ستة وثمانون صوتاً للرئيس سعد الحريري حصيلة اليوم الأول من الاستشارات النيابية التي يجريها رئيس الجمهورية ميشال عون مع الكتل النيابية في قصر بعبدا لتسمية رئيس الحكومة. وإلى أن يصدر رئيس الجمهورية مساء اليوم بيان التكليف رسمياً، فإن رئيس تيار المستقبل عملياً أصبح الرئيس المكلف، على أن يصدر الرئيس عون مرسوم التكليف بالتزامن مع مرسوم التأليف لاحقاً.

وتستكمل الاستشارات اليوم مع كتلة نواب الأرمن ونائب الجماعة الإسلامية والنواب المستقلين وكتلتي «الوفاء للمقاومة» التي أرجأت موعدها الى اليوم و»التنمية والتحرير»، وفي حال سمت الكتلتين الحريري فقد يرتفع العدد الى 123 صوتاً. وبعد أن ضمن الحريري النصاب القانوني للتكليف فإن عينيه باتت شاخصة الى عين التينة، حيث النصاب السياسي والميثاقي للتأليف في جيب رئيس المجلس النيابي نبيه بري. فهل يبقى الحريري رئيساً مكلفاً ويطول التأليف الذي لم يحدد بمهلة قانونية؟ وهل يتكرر سيناريو تشكيل حكومة الرئيس سلام الذي استغرق ثمانية أشهر؟ وإذا كانت حارة حريك طريق رئيس الجمهورية الى بعبدا، فهل تكون عين التينة طريق رئيس الحكومة إلى السراي الحكومي؟

مصادر مطلعة قالت لـ «البناء» إن «الاتصالات والاجتماعات مستمرة بين الرئيس بري وقيادة حزب الله ويجري درس كل الخيارات على أن يتخذ القرار النهائي صباح اليوم، بما تقتضيه المصلحة الوطنية وكل الاحتمالات واردة». وأكدت المصادر أن «موقف الثنائي الشيعي سيكون موحداً إزاء تسمية رئيس الحكومة وتأليف الحكومة وتركيبتها»، موضحة أن تسمية الحريري ستكون وفق رؤية متكاملة للحكومة ومسار عملها وطبيعتها وبيانها الوزاري ولا يتعلق الأمر فقط بالحقائب». ولفتت المصادر الى أن «مسار تأليف الحكومة لن يطول كثيراً، لكنه لن يكون سهلاً، نظراً للتعقيدات التي تحيط أهمها عملية توزيع الحصص، خصوصاً إذا كانت ستضم القوى السياسية كافة». بينما فسّر مراقبون سبب إرجاء كتلة «الوفاء للمقاومة» موعد لقائها مع رئيس الجمهورية الى اليوم توافر معطيات جديدة ودرس لخيار تسمية الحريري بالتنسيق مع حركة أمل».

وعلمت «البناء» أن «كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة تدرسان خيار تسمية الحريري في استشارات اليوم، وذلك كرسالة إيجابية ومنح الرئيس عون والعهد الجديد قوة دفع وزخم سياسي ووطني للانطلاق بمسار النهوض في البلد».

واستهلّ الرئيس عون الجولة الأولى من الاستشارات بلقاء مع رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام والرئيسين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذين سموا الحريري لرئاسة الحكومة. ثم أعلنت كتلة المستقبل تسمية الحريري لرئاسة الحكومة. ووصف السنيورة اللقاء مع الرئيس عون بالممتاز تلتها كتلة «التيار الوطني الحر» التي سمّت الحريري أيضاً. كما سمّى الحريري النائب خالد ضاهر وكتلة القوات اللبنانية.

وفي الجولة الثانية من الاستشارات أعلنت كتلة الحزب القومي السوري الاجتماعي التي تحدث باسمها النائب أسعد حردان أننا أودعنا موقفنا لدى فخامة الرئيس، وقال حردان: «هنأنا فخامة الرئيس على انتخابه، وتبادلنا معه الآراء حول المرحلة التي نمرّ بها، وتمنينا للعهد مسيرة ناجحة ومزدهرة، لأن هذا الأمر لصالح كل اللبنانيين. وقد اودعنا موقفنا لدى فخامة الرئيس».

وأكد النائب حردان لـ «البناء» أننا أودعنا موقفنا لدى فخامة الرئيس، لافتاً رداً على سؤال عن المشاركة في الحكومة، إلى أن هذا الأمر متروك للنقاش ولما سيُعرض على الحزب من حقائب، مشدّداً على «أننا إلى جانب العهد الجديد من أجل استنهاض البلد».

كما أعلن الوزير ميشال فرعون والنائبان ميشال المر ونايلة تويني تسمية الحريري، اضافة الى الوزير بطرس حرب وكتلة نواب حزب الكتائب وكتلة وحدة الجبل برئاسة النائب طلال أرسلان والنائب احمد كرامي باسم كتلة التضامن وكتلة نواب «لبنان الحر الموحد» التي تحدّث باسمها النائب سليم كرم. وعلمت «البناء» أن «لقاء كتلة المرده مع الرئيس عون كان إيجابياً وخفف من التشنجات التي رافقت انتخاب رئيس الجمهورية»، وأكدت أن «المرده مستعدة لفتح صفحة جديدة وللتعاون مع العهد الجديد»، كما نقل الوفد «تحيات فرنجية الى عون وتهنئة بانتخابه رئيساً».

وعن سبب تغيّب فرنجية عن الاستشارات أوضحت المصادر أن «ظروف البلد هي التي حالت دون وجوده ضمن وفد الكتلة التي فوّضها تمثيله لكن عدم حضوره لا يعتبر مقاطعة لرئيس الجمهورية». وعن مشاركة «المرده» في الحكومة علمت «البناء» أن لا مشكلة لدى المرده في المشاركة، لكنها تنتظر التكليف الرسمي للرئيس الحريري وسيكون لها اجتماع معه وتقرّر بعده دخول الحكومة، أو البقاء في المعارضة، استناداً الى ما يعرض عليها من حقائب وبالتنسيق مع الحلفاء».

كما علمت «البناء» أن «الوزير أرسلان سمّى الحريري انسجاماً مع مناخ الوفاق في البلد والتفاهم الذي واكب انتخاب رئيس الجمهورية، لذلك كان الاتجاه لتسمية الحريري لتسهيل التكليف والتأليف وكي لا يُقال إن الحزب الديمقراطي أو فريق 8 آذار يعرقلون تشكيل الحكومة الأولى للعهد الجديد». كما نقل عن أرسلان تأكيده أنه انتخب العماد عون في انتخابات الرئاسة ولا يحتاج الى شهادة على صدقه والتزامه من أحد.

وأعلنت كتلة حزب البعث التي تحدث باسمها النائب عاصم قانصوه أنها لم تسمِّ أحداً. واختتم عون اليوم الأول من الاستشارات النيابية الملزمة بلقاء كتلة جبهة النضال الوطني واللقاء الديمقراطي التي تحدث باسمها النائب وليد جنبلاط قائلاً: «لقد سمت الكتلة الرئيس سعد الحريري وقلنا لفخامة الرئيس عون إنه علينا تضييق الخلافات والتركيز على بناء الداخل، ونحاول تجنب صراع الدول والأمم من أجل لبنان ومصلحته». وعن شكل الحكومة المقبلة، أجاب جنبلاط: «هذه ليست مهمتي».

حكومة وطنية بـ32 وزيراً؟

وقالت مصادر أخرى لـ «البناء» إن «الحكومة قد تتعدّى الرقم ثلاثين إلى 32 وزيراً بهدف تمثيل أكبر للكتل النيابية وللأقليات في الطائفة المسيحية»، كما لفتت الى أن «الرئيس بري يطالب أن تكون وزارات المالية والنفط والأشغال من حصة الطائفة الشيعية وتحديداً الى كتلته النيابية»، وتوقعت المصادر أن «تمتد فترة التأليف الى ستة أشهر إذا حصلت خلافات على الحصص بين القوى السياسية لا سيما وأن حزب القوات اللبنانية يطالب بحقيبة سيادية على الأغلب الداخلية، الأمر الذي يلاقي اعتراضاً شديداً من الثنائي الشيعي الذي يصرّ أيضاً على إيلاء الوزير فرنجية حقيبة سيادية».

ومواقف وبرقيات…

وتوالت المواقف والبرقيات المهنئة بانتخاب الرئيس عون، كان أبرزها من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأمير دولة الإمارات والرئيس القبرصي وأمير الكويت. وتلقّى الرئيس بري اتصالاً من رئيس مجلس الشورى الايراني الدكتور علي لاريجاني الذي هنأ المجلس النيابي بانتخاب رئيس الجمهورية الجديد، منوّهاً بدور المجلس في الحفاظ على المؤسسات الدستورية والاستقرار في البلاد، ومتمنياً للعهد الجديد النجاح والازدهار لا سيما في هذه المرحلة الصعبة، وأكد رغبة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تقديم الدعم اللازم للبنان.

جريدة اللواءاللواء

الحريري مكلفاً اليوم: تفاؤل بالعهد الجديد ولا ثلث معطّلاً في الحكومة
برّي يسميه اليوم بعد مشاورات مع حزب الله.. وجعجع ينافس على انتزاع وزارة المال

في ظل روزنامة زمنية متسارعة، تبدأ غداً مسيرة تأليف الحكومة التي سيكون على رأسها الرئيس سعد الحريري بتسمية الاستشارات النيابية الملزمة التي تتراوح بين مائة و114 صوتاً في حال نجحت مساعي ربع الساعة الأخير في فتح الطريق امام الرئيس نبيه برّي لإبلاغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان كتلته فوضته ان يسمي الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة، مع ان هذه التسمية ليست شرطاً لميثاقية التكليف، وإن كانت شرطاً لميثاقية التأليف. ونقل زوّار «بيت الوسط» عن الرئيس الحريري بعد عودته من قصر بعبدا، انه متفائل بانطلاقة العهد، ومتفائل أيضاً بما يمكن ان يحقق من إنجازات. وأكّد هؤلاء الزوار لـ«اللواء» ان الرئيس الحريري يعتبر ان التفاهمات مع «التيار الوطني الحر» محترمة وتسير على ما يرام.

وأضاف هؤلاء انهم لمسوا من رئيس تيّار المستقبل المرشح لتأليف الحكومة حرصاً اكيداً على العلاقة مع الرئيس برّي، وتأكيداً دائماً على دوره في الحياة السياسية، وعلى رأس مؤسّسة مجلس النواب، وهو حريص كل الحرص على ان يكون الرئيس برّي وكتلته مكوناً اساسياً من مكونات الحكومة التي سيرأسها. وأكّد الرئيس الحريري لزواره ان اتفاق الدوحة كان مرحلة وانتهت، وبالتالي فلا ثلث معطّل في الحكومة التي سيؤلفها، فالثلث المعطل انتهى مع اتفاق الدوحة، وأن الرئيس عون وهو (أي الرئيس الحريري) يشكلان ضمانة لاحترام ما سيتضمنه البيان الوزاري.

وأكّد زوّار «بيت الوسط» ان الرئيس الحريري أبدى حرصاً امام النواب والشخصيات التي التقاها على تماسك كتلة «المستقبل»، منوهاً بالاجواء الديمقراطية السائدة داخل الكتلة، وهو ناقش مع أعضائها الخيارات المتاحة بكل حرية وانفتاح، وأجرى اتصالات بعد جلسة الانتخاب مع كافة أعضاء الكتلة، بما في ذلك مع النائب الدكتور أحمد فتفت. واعتبر مصدر نيابي مطلع ان تلاوة النائب عمار حوري بيان الكتلة الذي تضمن ترشيح الحريري لرئاسة الحكومة كان لافتاً «لجهة الحرص على وحدة الكتلة، والابتعاد عن أي شيء يؤثر على وحدتها، باعتبار ان هذه الوحدة هي عنصر قوة في مرحلة ما بعد التكليف لرئاسة الحكومة».

إيجابية تتبلور اليوم

وكان يوم أمس اتسم بالحفاظ على منسوب مرتفع من الإيجابية، عكسه بيان كتلة «التحرير والتنمية» عندما أشار إلى «الامل بأن تجسّد الحكومة الوحدة الوطنية وابعاد المخاطر عن لبنان»، متمنية للعهد «النجاح في تحقيق الأهداف التي تضمنها خطاب القسم». واليوم تتبلور الصورة الكاملة لما سترسو عليه الاستشارات في يومها الثاني، وسط معلومات إستقتها «اللواء» من مصادر موثوق بها، أن رئيس المجلس، وبعد مشاورات استمرت حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، سيسمّي الرئيس الحريري اليوم رئيساً للحكومة، في حين تمتنع كتلة «الوفاء للمقاومة» عن التسمية، والتي أرجأت إبلاغ موقفها في الاستشارات الملزمة والذي كان مقرراً أمس إلى اليوم، في إطار التنسيق القائم مع حركة «أمل»، والذي وصفه عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض بأن الطرفين «في مركب حكومي واحد».

وأشارت المصادر عينها لـ«اللواء» أن الرئيس برّي أبلغ عبر الوسطاء وسعاة الخير أنه يطالب بثلاث حقائب في حكومة الرئيس الحريري، لا سيما التمسّك بوزارة المال ووزارة الطاقة ووزارة ثالثة لم يسمّها مباشرة. ولاحظ مصدر سياسي أن وزارة المال ستتحوّل إلى وزارة تجاذب، مع مطالبة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بها، على خلفية أن «القوات» حُرمت 26 عاماً من الوزارات السيادية، وهي بالتالي ترى من حقها أن تطالب بهذه الحقيبة الحيوية على قاعدة ما كشفه جعجع في مقابلة مع محطة M.T.V ليل أمس، من أن «القوات» لم تفاتح الرئيس عون بنيّتها هذه، لكنها لا تستبعد مثل هذه الإمكانية على قاعدة الشراكة مع العونيين في السرّاء والضرّاء.

إلا أن مصادر نيابية مواكبة استبعدت أن تتحوّل هذه المطالبة المتعاكسة بين برّي وجعجع إلى عقبة في وجه تأليف الحكومة، من دون أن تستبعد أن تكون مطالبة «القوات» بالمالية تهدف إلى إخراج هذه الحقيبة من يد حركة «أمل» أو ما تسميه الحركة على خلفية أن المالية تحفظ للطائفة الشيعية سلطة المشاركة في القرار عبر التوقيع على جميع المراسيم لتصبح نافذة، أو الامتناع عن التوقيع لتعطيلها.

ميثاقية التكليف

وكان لافتاً أمس، وبشكل متعمّد، غياب الموقف الرسمي لرئيس المجلس ككل يوم أربعاء، حيث تمّ الاكتفاء بعبارة «تم البحث في أجواء جلسة انتخاب الرئيس والمرحلة المقبلة بما في ذلك موضوع التكليف والتأليف»، فيما تحدثت المصادر عن أن هناك إمكانية لفتح الباب أمام مخرج ما، لا يؤثر بالمطلق على مبدأ الميثاقية، بمعنى آن لا يغيب المكوّنان الشيعيان الأساسيان عن تسمية الرئيس أو المشاركة في الحكومة. وأشارت المصادر إلى أن هذا الأمر كان موضع بحث معمّق ومسؤول حول الموقف النهائي، من دون أن تستبعد بأن تسمية برّي للحريري ليس مستحيلاً، وقد توزع الأدوار بين الكتلتين بما لا ينعكس سلباً على انطلاقة الحكومة، ووضعت عبارة بري: «لا تنتظروا منّي الأرانب بل الثعالب» في خانة عدم أغلاق الباب أمام الأخذ والردّ بما يمهّد لرد فعل إيجابي بتسهيل تشكيل الحكومة.

وفي سياق تعليقها على مداولات عين التينة على إمكان عدم تسمية الثنائي الشيعي للرئيس الحريري في استشارات اليوم، حرصت مصادر نيابية في كتلة «المستقبل» على التأكيد لـ«اللواء» بأن الميثاقية ليست مشكلة في الاستشارات، حيث لم ينظر إليها منذ بدء تطبيق دستور الطائف على هذا الأساس، بل فقط على مجموع الأصوات التي ينالها الرئيس المكلف تأليف الحكومة. وأعادت هذه المصادر إلى الأذهان، أنه في استشارات التكليف الثاني للرئيس الحريري تشكيل الحكومة في العام 2009، لم يسمّه المكوّنان الشيعيان، ومع ذلك عاد وشكّل حكومته الأولى، وبالتالي فإن الميثاقية في الاستشارات لم تكن ملزمة، ولم يكن لها أي تأثير في تشكيل الحكومة بمشاركة «أمل» و«حزب الله».

وكان الرئيس الحريري قد نال في الاستشارات الثانية التي جرت في أيلول من العام 2009 73 صوتاً من أصل 128، بعدما كان نال في الاستشارات الأولى والتي لم يتمكن خلالها من تشكيل الحكومة 86 صوتاً.

وفي تقدير المصادر ان الأصوات التي يمكن ان ينالها الرئيس الحريري في الاستشارات الحالية قد تصل إلى حدود المائة صوت في حال لم تسمّه لا كتلة الرئيس برّي ولا كتلة «حزب الله» (24 صوتاً)، وكذلك النائب نقولا فتوش، لكن هذه الأصوات قد ترتفع إلى حدود الـ114 صوتاً إذا صوتت له كتلة «التنمية والتحرير» وهو المرجح مع فتوش من دون نواب الحزب المعروف عنهم تاريخياً عدم تسمية الرئيس الحريري. يُشار هنا إلى ان الرئيس تمام سلام نال في آخر استشارات جرت في العام 2014، 124 صوتاً، وهو رقم لم يكن سابقة في تاريخ الطائف.

اليوم الأوّل من الاستشارات

وتميز اليوم الأوّل من الاستشارات بالسلاسة والانسيابية، باعتبار ان 90 نائباً يمثلون الكتل الكبرى، ونواب فرادى ومستقلين كادوا يسمون الرئيس الحريري لولا امتناع نائبي «البعث» الاثنين. وتعكس هذه النتيجة الساحقة رغبة نيابية جامحة لتأليف حكومة جديدة، وقلب صفحة من الشلل والعجز وتخريب مصالح الدولة والمواطنين، ومرد هذه الرغبة يكمن بالإسراع في إيجاد معالجات فورية لأزمات المياه والكهرباء والنفايات، وأظهر اليوم الأوّل من الاستشارات بلوكاً نيابياً وصل إلى حدود 86 نائباً باتجاه تسمية الرئيس الحريري، بانتظار ما قد يحمله اليوم الثاني منه، بعد لقاء الرئيس عون كتلتي «الوفاء للمقاومة» التي طلبت نقل موعدها من الأمس إلى اليوم افساحاً في المجال امام المزيد من المشاورات، وكتلة «التنمية والتحرير» برئاسة برّي بعدما تمنى ادراج موعده وكتلته في ختام الاستشارات، على ان يعقد لقاءً مع الرئيس عون يطلع فيه على النتائج.

أما بالنسبة إلى الحكومة التي ستبدأ مشاورات تأليفها غداً. فتوقعت مصادر مطلعة لـ«اللــواء» أن تأخذ وقتاً ليس طويلاً مشيرة إلى أن ثمة مناخاً يوحي بأن التأخير مزعج، لكن هذا المناخ يحتاج إلى ترجمة عملية، لافتة إلى ان تسمية الرئيس برّي للرئيس الحريري اليوم قد يكون أحد معالم الحلحلة التي قد تظهر في مشاورات الرئيس المكلف.

وخلصت إلى أن التأليف لن يكون صعباً كثيراً، الا أن ذلك لا يعني انه مسهل كثيراً. وكشفت المصادر ان الرئيسين عون والحريري متفاهمان على أن تكون الحكومة من 24 وزيراً على غرار حكومة الرئيس تمام سلام التي تمثلت فيها جميع المكونات السياسية، وكانت حكومة فاعلة لكن الظروف عاكستها. وشبهت حكومة الـ30 بأنها عبارة عن جوائز ترضية.

المصدر: صحف