لقاء سياسي جمع بين كل من السفير الروسي لدى دمشق ألكسندر يفيموف ومضيفه الدكتور بشار الجعفري نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري، دار حول آخر مستجدات الحرب الروسية الأوكرانية، ومفاعيلها الارتدادية على حليف موسكو السوري.
بداية اتى السفير يفيموف على العديد من النقاط حول هذه الحرب، أبرزها سير احداث وظروف المعارك، إذ شبه ما يقوم به من وصفهم بالنازيين الجدد بأنه مشابه لما كان الارهابيون في سورية يقومون به، وان الحرب هذه تستهدف هذا النوع من الارهاب بشكله الحالي، واوضح ان القصف الروسي مركز فقط على الأهداف العسكرية في اوكرانيا، مراعياً الوضع الانساني في هذه الحرب حيث تعمل روسيا على ادخال المساعدات الانسانية للمدنيين وتحييدهم عن الحرب والقصف.
وتحدث أيضا عن العقوبات الغربية التي تستهدف روسيا بهدف اضعاف البلاد، مشيراً إلى ان موسكو جهزت لكل هذه الظروف وحضرت وطورت كل مقومات القوة، دون أن يخفي ان روسيا روسيا تعيش الآن بوضع صعب، لكن يمكن تلافيه من خلال الاجراءات.
بوضوح شديد، التحول الى الروبل الروسي في التعاملات المالية مقابل النفط والغاز بقرار حازم من الرئيس فلاديمير بوتين، يؤكد نهاية العهد الذي يعتبر فيه الدولار هي العملة العالمية. وقال السفير الضيف أنه حان الوقت الذي ينتهي به هذا العهد وان الدولار يجب ان لا يبقى هو العملة العالمية.
ونوه يفيموف في حديثه أن بلاده ستبقى الى جانب سورية ولن تتوقف على دعمها رغم كل الظروف، وهذه الحرب لن تتوقف قبل القضاء على الارهاب في أوكرانيا وتحقيق كل اهدافها.
من جانبه شرح الدكتور بشار الجعفري عن الفهم السوري للسياسة العالمية، واهمية المناطق التي تجري فيها الحروب والتي تتاثر او تؤثر بشكل او آخر.
وانتقد بعض التعاطي الاعلامي الخارجي في التعامل مع المعلومات بقوله “ما ينقصنا الان في العالم رغم الضخ الهائل في الاعلام هو صحة المعلومات”
مستشهداً بتعاطي الغرب حول القضية الفلسطينية والكذب بشان هذه القضية لمدة 70 سنة مرت، “ونحن نعيش كذبة غربية سياسية اسمها فلسطين، فكيف يمكن ان نصدق المعلومات التي يضخّها الغرب حول اي موضوع، واليوم روسيا” .
ويوضح نائب وزير الخارجية السورية أن ازمة اوكرانيا اثبتت هشاشة الاتحاد الاوروبي، ووصفه “انه تابع ذليل لحلف الناتو”. كما تكلم الجعفري عن ايجابيات وجود روسيا والصين كأصدقاء ودول عظمى يعملون على كسر سطوة القطب الواحد الاميركي، وأن الموقف الصيني الروسي يشكل صمام امان لكل دول العالم الثالث.
وحول العلاقة التحالفية بين دمشق وموسكو فإنها تقوم على وحدة الأمن، حيث أن امن سورية من أمن روسيا حسب وصف د. بشار الجعفري، ومن هنا تاتي انعكاسات هذه الازمة إذ ستكون مباشرة في الربح والخسارة تماما كما هو الوضع بالنسبة لروسيا أي ايجابا وسلبا، والسلبية تكمن في الجانب الاقتصادي. وعاد للتشديد على ان سورية وروسيا شركاء في هذه المواجهة مع الغرب الذي أساء كثيرا لسورية.
المخابر الجرثومية والبيولوجية ومخابر تصنيع السلاح البيولوجي التي اكتشفها الروس وعددها ٤٤ مخبر، لم تنكر اميركا او الغرب وجودها، ركز عليه الجعفري، وشرح كيفية استخدام الطيور المهاجرة في تجارب نقل ونشر الفيروسات والجراثيم خارج الحدود.
وفي ختام لقاىه أنهى الجعفري بأن جميع العقوبات المفروضة على روسيا إنما عائدة في تأثيراتها على دول العالم اجمع، وليس فقط على روسيا باعتبار العلاقات الاقتصادية بين روسيا مع كل دول العالم، ومن بين هذه العقوبات ما يأتي في نطاق التعامل المالي عبر نظام “سويفت”، بالتالي فإن هذه العقوبات المفروضة على روسيا انما عادت بالضرر الكبير على الدول التي فرضتها.