لجميع الكائنات الحية التي تعيش في هذا الكون قوة خاصة تمتلكها وتتميّز بها عن غيرها، ولـ نحل العسل قوة غير عادية تصبح حياة البشر صعبة ومستحيلة بدونه، فما الذي يجعل من وجوده عاملًا أساسيًا لاستمرار دورة الحياة الطبيعية؟
النحل هام وضروري وحيوي في حصولنا على الأطعمة المختلفة، فهل تعلم أن بقاء الكائنات الحية يعتمد عليه، وبدونه سنفقد القدرة على زراعة الأغذية؟
فبحسب خبراء من الولايات المتحدة، فإن 90% من الأغذية التي يتم استهلاكها في العالم هي من ضمن 100 صنف محدد من المحاصيل، 70% منها يعتمد على النحل لإتمام دورته التكاثرية. لذلك إن كان النحل مهددًا بالانقراض، فسيصبح تلقيح تلك الأنواع من المحاصيل صعبًا، وهذا من شأنه أن يؤدي لنقص الأغذية في العالم.
وبكلمات بسيطة، التلقيح هي العملية التي تقوم فيها النباتات والأشجار بإنتاج نباتات صغيرة. وبدون تلك العملية لن تكون هناك نباتات جديدة.
تقوم النباتات والأشجار بإنبات الأزهار الملونة، وكذلك الفواكه التي تجذب عوامل التلقيح مثل نحل العسل. ينجذب النحل إلى الأزهار ويبدأ بامتصاص الرحيق، والذي يتم تحويله لاحقًا إلى خلايا. في الوقت الذي يقوم فيه النحل بامتصاص الرحيق، يتم فرك حبوب لقاح الزهرة بأرجله. وحين ينتقل إلى زهرة أخرى، تبقى تلك الحبوب ملتصقة به، لتسقط على زهرة جديدة لإخصابها؛ والنتيجة نمو نباتات جديدة.
بحسب خبراء، فإن مستعمرات النحل تموت تدريجيًا في جميع أنحاء العالم، ولأسباب عديدة. منها: استخدام المبيدات الحشرية الضارة والمواد الكيميائية في الزراعة، وتطور أنواع جديدة من مسببات المرض، ومنافسة خطيرة من قبل النحل الأفريقي، والدبابير الآسيوية، وانقراض أنواع من النباتات، والتدخل الاصطناعي في توجيه نحل العسل، وكذلك التغيّر المناخي. وكل تلك الأسباب هي بفعل الأنشطة البشرية المباشرة وغير المباشرة.
ويتضح أنه بدون نحل العسل، سينخفض عدد النباتات الجديدة إلى درجة تبدأ فيها النباتات القديمة بالموت، أي أن العالم قد يصبح صحراء مقفرة!
المصدر: مواقع