يواصل الجيش الروسي تقدمه على عدة محاور وضرب الأهداف العسكرية الأوكرانية في إطار عمليته الخاصة في أوكرانيا، إذ أكدت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أحكمت سيطرتها على أحد المطارات في أوكرانيا خلال عملية إنزال جوي ناجحة.
وأوضحت الوزارة أن “الوحدات المتقدمة هبطت في المطار بواسطة مروحيات وأمنته من جميع الاتجاهات وأمنت إنزال القوات الأساسية المشاركة في العملية بالموقع”. ولفتت الوزارة إلى تزويد العسكريين الروس المشاركين في العملية ليس بأسلحة نارية فقط بل وبمدافع هاون ومنظومات مضادة للدروع. ووفقا لبيان الوزارة، أولت القيادة في تحديد الأهداف خلال العملية اهتماما خاصا إلى تجنيب المدنيين أي ضرر والحفاظ على ممتلكاتهم الموجودة في محيط المطار.
ولم توضح الوزارة اسم المطار وتاريخ العملية.
هذا وأعلن رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين السبت، أن القوات التابعة للجمهورية حررت 85 بلدة على أراضيها بما فيها مدينة فولنوفاخا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في منطقة دونباس في 24 شباط/فبراير. وأشار بوشلين إلى أن “القصف من قبل العسكريين الأوكرانيين أسفر عن إصابة 4 مدنيين بجروح وتضرر 38 منزلا و9 من منشآت المرافق العامة المدنية خلال الـ 24 ساعة الماضية، مضيفا أن القوميين الأوكرانيين قصفوا أراضي الجمهورية بقذائف مدفعية عيار 122 مم وقذائف هاون عيار 120 و 85 مم”.
وأعلن المتحدث باسم القوات المسلحة الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف السبت، أن الجيش الروسي قام بتعطيل مركز استخبارات الراديو الرئيسي للقوات المسلحة الأوكرانية بضربة دقيقة. وقال كوناشينكوف خلال إحاطة إعلامية “في صباح يوم 12 آذار/مارس، هاجم سلاح طويل المدى عالي الدقة منشآت البنية التحتية العسكرية الأوكرانية. وتم إيقاف المطار العسكري في فاسيلكوفو والمركز الرئيسي للاستخبارات الإذاعية والإلكترونية للقوات المسلحة الأوكرانية في بروفاري عن العمل”.
كما اتهمت موسكو واشنطن بمحاولة “فرض أجندة خاصة بها على المجتمع الدولي”، ردا على تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خطر اندلاع الحرب العالمية الثالثة في ظل الأحداث في أوكرانيا. وذكر نائب ريابكوف، “لم تحدث أمور من هذا النوع أبدا، لكن أرفع مسؤول أمريكي يتحدث علنا عن خطر الحرب العالمية الثالثة”.
وشدد ريابكوف على أن ما يجري حاليا هو “إعلان الغرب حربا اقتصادية على روسيا”، مرجحا أن الولايات المتحدة وحلفاءها “استخدموا العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا كذريعة لتبني إجراءات عقابية بحق موسكو، وأن هذه العقوبات كانت ستفرض على أي حال تحت ذرائع أخرى لو لم تبدأ روسيا حملتها العسكرية في أوكرانيا”.
وأكد المسؤول أن روسيا كانت قد أعدت قوائم العقوبات الجوابية بحق مسؤولين في الغرب وستنشرها قريبا.
وحمل نائب وزير الخارجية الروسي الولايات المتحدة المسؤولية عن “التلاعب بالفرص المتوفرة لدى النظام المصرفي الأمريكي” و”تسميم الأجواء في المنصات الدولية”، لافتا إلى أن موسكو “لا ترى أي مؤشرات على استعداد واشنطن لمواصلة الحوار بشأن الوضع في أوكرانيا”.
وسبق أن حذر بايدن على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا من أن اندلاع مواجهة مباشرة بين موسكو وحلف الناتو كان سيعني بدء الحرب العالمية الثالثة، قائلا إنه “يحاول تفادي هذا السيناريو”، حسب زعمه.
وفي السياق، أضاف كوناشينكوف “تواصل القوات المسلحة الروسية قصف البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا. في المجموع، تم إصابة 3491 منشأة أثناء العملية، وتم تدمير 123 مركبة جوية بدون طيار، و 1127 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و 115 نظام إطلاق صواريخ متعدد، و 423 مدفعية ميدانية ومدفع هاون، و 934 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة”. كما أوضح المتحدث باسم القوات المسلحة الروسية، أنه “خلال الليلة الماضية، أسقط الطيران والدفاع الجوي لقوات الفضاء الروسية خمس طائرات بدون طيار في الجو اثنتان منها من طراز “بايراكتور تي بي-2” وواحدة “توتشكا-أو””.
كما أعلن الدفاع الجوي لقوات الفضاء الروسية اسقاط خمس طائرات مسيرة، اثنتان منها من طراز “بايراكتور تي بي-2” وواحدة “توتشكا-أو”.
من جهة ثانية، أقرّ نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن “المقترحات التي تقدمت بها موسكو إلى الولايات المتحدة وحلف الناتو ضمن مبادرة الضمانات الأمنية لم تعد قائمة”. وأكد ريابكوف أن “الوضع تغير جذريا”، معرباً في الوقت نفسه عن سعي روسيا إلى استئناف الحوار مع الولايات المتحدة بشأن الاستقرار الاستراتيجي في العالم. وحمّل نائب الوزير واشنطن المسؤولية عن إعلان “حرب اقتصادية” على روسيا، مؤكداً أن قوائم العقوبات الجوابية الروسية ضد مسؤولين في الولايات المتحدة والغرب جاهزة وستنشر قريباً”.
هذا وأعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت أن قواتها قامت بتعطيل 3491 من منشآت البنية العسكرية الأوكرانية منذ بداية العملية الخاصة في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في بيان له إن القوات الروسية استهدفت صباح السبت بأسلحة بعيدة المدى وعالية الدقة عددا من مرافق البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، حيث تم تعطيل مطار فاسيلكوف العسكري جنوب العاصمة كييف والمركز الرئيسي للاستخبارات الإلكترونية الأوكرانية في منطقة بروفوري بشرق العاصمة.
وأضاف كوناشينكوف أنه خلال اليوم الماضي أسقط سلاح الجو والدفاع الجوي التابعين للقوات الفضائية الروسية 5 طائرات بدون طيار في الجو، اثنتان منها من طراز Bayraktar TB-2 إضافة إلى صاروخ تكتيكي Tochka-U.
وأصاب الطيران العملياتي والتكتيكي وطيران الجيش 145 منشأة تابعة للقوات الأوكرانية، بما فيها ثلاث منظومات صواريخ مضادة للطائرات من طراز Buk M-1، و8 مراكز قيادة وتحكم ومراكز اتصالات، و5 مستودعات للذخيرة ووقود ومواد تشحيم، و78 موقع تمركز للمعدات العسكرية.
وحسب البيان، فإن حصيلة الأهداف التي تم تدميرها منذ بداية العملية تضم 123 طائرة مسيرة، و1127 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و115 راجمة صواريخ، و423 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون، و934 قطعة من المركبات العسكرية الخاصة.
قالت وزارة الدفاع الروسية، إن العسكريين الروس نقلوا وسلموا أكثر من 100 طن من المساعدات الإنسانية إلى سكان المراكز السكنية المحررة في مقاطعة خاركوف في أوكرانيا. وذكرت الوزارة، أنه تم نقل هذه الدفعة الدورية من المساعدات الإنسانية، عبر نقطة التفتيش الحدودية في مقاطعة بيلغورود الروسية. وتشمل الشحنة، مواد غذائية ومياه شرب معبأة، وأدوية للمؤسسات الطبية وكذلك ملابس شتوية للأطفال والكبار.
وتم توزيع الشحنة الإنسانية بالكامل إلى سكان بلدتي ليبتسي وفيسيلي في مقاطعة خاركوف. وتم في على أساس المركز الوطني لإدارة الدفاع بوزارة الدفاع الروسية إنشاء مقر عمليات لتقديم المساعدات الإنسانية، الذي بدأ العمل بشكل متواصل. يضم هذا المقر الرئيسي ممثلين مفوضين من جميع الهيئات التنفيذية الفيدرالية والشركات والمنظمات الحكومية ، فضلاً عن الكيانات المكونة لروسيا الاتحادية.
بيلاروس: مستعدون للمشاركة في تسوية النزاع في أوكرانيا إذا ما طلب منا ذلك
في المقابل، أعلن وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي أن بلاده مستعدة للمشاركة في المفاوضات الجارية بين موسكو وكييف لإنهاء النزاع في أوكرانيا “إذا ما طلب منها ذلك”. وقال ماكي، في مقابلة أجراها معه التلفزيون المركزي البيلاروسي أن “جهود مينسك مركزة في الوقت الحالي على تقديم أكبر قدر ممكن من المساعدات اللوجستية والتنظيمية والتقنية للوفدين الروسي والأوكراني أثناء عملهما في أراضي بيلاروس”.
أما في سياق ردود الأفعال، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، إن بلاده تعتبر مشاركة متطوعين من دول الشرق الأوسط في العملية الروسية في أوكرانيا، بمثابة تصعيد للنزاع من جانب موسكو. وأضاف برايس في إيجاز صحفي الجمعة أن “فكرة جذب المتطوعين تشير إلى أن الجيش الروسي يواجه مقاومة، في أوكرانيا وهذا هو السبب وراء حاجته إلى متطوعين من المسارح الأخرى للحرب”، حسب قوله.
ولم يتطرق المتحدث الأمريكي، خلال حديثه، إلى ما أعلنه رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي عن وصول 16 ألف مرتزق أجنبي إلى بلاده.
كما حذرت وزارة الخارجية الأمريكية من أن “الأمريكيين الذين يقاتلون في أوكرانيا، يواجهون “مخاطر كبيرة”، ومن أن روسيا “تنوي معاملة المقاتلين الأجانب في أوكرانيا على أنهم مرتزقة”.
وتابع المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “الولايات المتحدة غير قادرة على تقديم المساعدة لإجلاء المواطنين الأمريكيين من أوكرانيا، بما في ذلك الأمريكيون الذين قد يقررون السفر إلى أوكرانيا للمشاركة في الحرب الجارية”، موضحاً أن “المواطنين الأمريكيين المحتجزين من قبل السلطات الروسية في أوكرانيا، قد يتعرضون لمحاولات محتملة للملاحقة الجنائية وقد يتعرضون لخطر متزايد بسبب سوء المعاملة”، على حد تعبيره.
من جهته، أكد وزير الطاقة التركي فاتح دونماز، أن بلاده “لا ترغب بالدخول كطرف مشارك في حملة العقوبات المفروضة على روسيا”، لافتا إلى أن أنقرة “تقف بجانب الدبلوماسية وتؤيد الحوار، لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا”. وقال الوزير التركي، لقناة “سي إن إن ترك” السبت إن بلاده لديها علاقات تجارية جيدة مع روسيا.
المصدر: سبوتنيك+روسيا اليوم