تتواصل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وسط تصعيد الغرب دعمه السياسي والاقتصادي والعسكري لأوكرانيا، فيما جرت جولة جديدة من المفاوضات بين الجانبين.
وأعلنت سفارة موسكو لدى مينسك عصر اليوم، عن انطلاق الجولة الثالثة من المفاوضات بين الحكومة الروسية والسلطات الأوكرانية في بيلاروس . وبعد انتهاء الجولة نقلت وكالات روسية عن رئيس الوفد الروسي قوله ان توقعاتنا من الجولة الثالثة للمفاوضات مع أوكرانيا لم تتحقق لكن الإجتماعات ستستمر ونأمل ببدء عمل الممرات الإنسانية الثلاثاء.
ونقل موقع بي بي سي عن الموفد الاوكراني قوله: تحقق تقدم بسيط في الإجراءات اللوجستية لإجلاء المدنيين ولم نتوصل إلى اتفاق لتحسين الوضع على الحدود.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الخارجية الروسية، أن الوزير سيرغي لافروف من المقرر أن يلتقي نظيره الأوكراني دميترو كوليبا، على هامش ملتقى أنطاليا، بحضور وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الخميس المقبل. وأوضحت الوزارة أنه من المقرر أن يلتقي لافروف وكوليبا على هامش ملتقى أنطاليا، بمشاركة نظيرهما التركي في المباحثات.
من جانبه، كتب أوغلو، على حسابه الرسمي على فيسبوك، “عقب الجهود التي يقوم بها رئيسنا وجهودنا الدبلوماسية المكثفة، قرر وزيري الخارجية الروسي والأوكراني الالتقاء بمشاركتي على هامش ملتقى أنطاليا، نأمل أن يقود هذا إلى السلام والاستقرار”.
وفي سياق التطورات، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الاثنين أنه جرى فتح ست ممرات إنسانية جديدة لإجلاء المدنيين خلال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، كما تمت السيطرة على ست مناطق.
وقال متحدث الوزارة إيغور كوناشينكوف، إن “القوات المسلحة الروسية سيطرت على ست تجمعات أخرى في أوكرانيا، هي أوروزينوي ونوفودونتسكوي ونوفومايورسكوي ودوروجنيانكا وزاجورنوي وتشريفنوي”.
وعن الممرات الإنسانية أوضح أنه تم “اليوم، من الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت موسكو ، تنفيذ وقف إطلاق النار، وفتحت ستة ممرات إنسانية من كييف إلى غوميل ؛ وإثنان من ماريوبول إلى زابوروجي وروستوف أون دون ؛ وواحد من خاركوف إلى بيلغورود ؛ واثنان من سومي إلى بيلغورود وبولتافا “.
ووفقا له ، تم تقديم معلومات مفصلة حول الممرات الإنسانية إلى الجانب الأوكراني مسبقًا ، وكذلك إلى الهياكل المتخصصة للأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأشار إلى أنه خلال افتتاح الممرات الإنسانية ، ستقوم القوات المسلحة للاتحاد الروسي “بمراقبة موضوعية مستمرة للإخلاء باستخدام طائرات بدون طيار”.
وقال كوناشينكوف إنه “بالأمس ، في حوالي الساعة 17.00 بتوقيت موسكو ، في شارع بوبيدي في ماريوبول ، تواجه جنود من قوات دفاع دونيتسك بوحدة من القوميين الأوكرانيين المسلحين. قاد المسلحون أكثر من 150 مدنيا أمامهم ، مختبئين وراءهم “كدرع بشري”.
وأضاف “بعد اكتشافهم مقاتلي قوات الدفاع الشعبية، فتح القوميون الأوكرانيون النار عليهم من خلف ظهور المدنيين. ونتيجة لإطلاق النار من قبل النازيين الأوكرانيين، قتل أربعة مدنيين وجرح خمسة”. ووفقاً لكوناشينكوف، فإن مقاتلي دونيتسك أخذوا المدنيين المحررين من ماريوبول عبر منطقة فينوغرادنوي إلى المنطقة الخاضعة للسيطرة، مؤكدا أنهم “كلهم تلقوا المساعدة اللازمة”.
ووفقا للمتحدث، “أسقطت الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية الروسية والدفاع الجوي العسكري ثلاث طائرات Su-27 أخرى تابعة للقوات الجوية الأوكرانية في منطقة بولتافا ، وطائرة سوخوي-25 في منطقة غوستوميل ، وطائرتان هليكوبتر من طراز إم آي-24 في منطقة ماكاروف، وثماني طائرات بدون طيار ، بما في ذلك طائرات بيرقدار”. وأوضح أن قاذفة وطائرات هجومية أصابت ثلاثة أنظمة صواريخ بوك إم 1 المضادة للطائرات ومحطتي رادار تابعين للقوات المسلحة الأوكرانية.
أما عن ردود الفعل حول العملية العسكرية في أوكرانيا والتي دخلت أسبوعها الثاني، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن “العقوبات التي فرضت مؤخرا على روسيا فاقت توقعاتها في هذا الشأن”. وقال بلينكن، في مؤتمر صحفي مع نظيره الليتواني غابريليوس لاندسبيرغيس الاثنين، “البورصة مغلقة وسعر الروبل تهاوي والشركات الكبرى تهرب”.
وأضاف الوزير الأميركي أن “حرمانها (روسيا) من التكنولوجيا سيكون له أثر طويل المدى”. وأضاف بقوله، عن العملية الروسية في أوكرانيا، “روسيا تمتلك قوة هائلة مقارنة بأوكرانيا وقادرة على الضغط على الجيش الأوكراني إلا أننا نريد لهذه العمليات أن تتوقف في اسرع وقت”.
وقال بلينكن إن، “الولايات المتحدة سترسل 7000 جندي لتعزيز الجبهة الشرقية لحلف الناتو إلى جانب القوات الموجودة”.
من جهتها، أكدت بكين استعدادها التوسط بين روسيا وأوكرانيا ومواصلة لعب ما وصفته بالدور البناء بالدعوة لمفاوضات سلام بين الجانبين. وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال مؤتمر صحافي “مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي للتوسط حسب الحاجة”.
وقال الوزير “عقدت روسيا وأوكرانيا جولتين من المحادثات، ونأمل أن يحرز الطرفان تقدماً جديداً في الجولة الثالثة المقبلة من المحادثات”. وأضاف أن حل النزاع في أوكرانيا يتطلب “أعصاباً هادئة” بدلا من “صب الزيت على النار”، وفق تعبيره.
وعن العلاقات بين بلاده وروسيا، قال وزير الخارجية الصيني، “بغض النظر عن مستوى التهديد في الوضع الدولي، ستحافظ الصين وروسيا على إصرارهما الاستراتيجي، وتواصلان تعزيز علاقة الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي في العصر الجديد”.
وأكد أن “العلاقات الصينية الروسية مستقلة، فهي تقوم على عدم الانحياز مع الكتل، ولا تستهدف أطرافًا ثالثة، كما أنها لا تتسامح مع تدخلات واستفزازات طرف ثالث”. كان وانغ يي قد أجرى مباحثات هاتفية، يوم السبت، مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، دعا خلالها “الولايات المتحدة وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي وروسيا إلى الانخراط في حوار على قدم المساواة ومواجهة الخلافات التي تراكمت على مدى سنوات عديدة”.
من جهته، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، أن “هناك محاولات من جميع الدول لعدم ترك الأزمة الأوكرانية تخرج عن السيطرة”، مؤكداً أن “بلاده تعمل مع روسيا لوقف إطلاق النار في أوكرانيا”. وقال خطيب زاده، في مؤتمر صحافي “نعمل مع الأصدقاء في روسيا والأطراف الأخرى للتفاوض على وقف فوري لإطلاق النار في أوكرانيا”.
ولم يعتبر الناطق أن الأزمة الجارية بين روسيا وأوكرانيا فرصة للغاز الإيراني، إذ أكد، تعليقا على احتمال قطع صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا وأنها قد تكون فرصة لغاز إيران، “سوق الطاقة له منطقه الخاص وهذا المنطق ليس سياسيا”. وأضاف عن الجهود المبذولة لوقف التطورات بين روسيا وأوكرانيا، “نحاول جميعًا عدم ترك الأزمة الأوكرانية تخرج عن السيطرة”.
وقال زاده “نرفض الحروب لحل الأزمات الدولية وطهران قامت بمساع لمنع الحرب”. واعتبر خطيب زاده أن التطورات في أوكرانيا “سببها سلوك توسعي من قبل الناتو [حلف شمال الأطلسي]”. وأشار المتحدث إلى أنه “هناك مخاوف جدية لدى روسيا بشأن استفزازات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي”.
واستطرد خطيب زاده قائلا، “تم تجاهل الاتفاقية بين الاتحاد السوفياتي والناتو ويجب معالجة هذا الأمر، لكن الحرب ليست هي الحل، ويجب على الشعوب البقاء خارج صراعات الحكومات”. وأضاف، “لقد سئمت أوراسيا من الأزمات ونسعى جاهدين للوصول بالأزمة الأوكرانية إلى تسوية دبلوماسية”.
وقالت أوكرانيا إنها ستثبت عدم وجود أساس لاتهامات موسكو لها بارتكاب عمليات إبادة جماعية في إقليم دونباس.
هذا وأشار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في محادثة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى استعداده لتقديم أي مساعدة ممكنة من أجل حل النزاع في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن.
المصدر: سبوتنيك+روسيا اليوم