دخلت العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا يومها الخامس، وسط انطلاق المفاوضات بين الجانبين الروسي والأوكراني في مقاطعة غوميل البيلاروسية، بالتوازي مع تشديد الغرب مواقفه وعقوباته ضد روسيا وزيادة دعمه العسكري لأوكرانيا.
أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الاثنين أن قوات الثالوث النووي الروسي بدأت بالمناوبات بطواقم معززة. وحسبما أفادت وزارة الدفاع للصحفيين، فإن شويغو أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه “تنفيذا لأمره، بدأت مراكز التحكم التابعة لقوات الصواريخ الاستراتيجية والأسطول الشمالي وأسطول المحيط الهادئ وقيادة الطيران بعيد المدى، بالمناوبات القتالية بطواقم معززة”.
في سياق منفصل، أعلن الممثل الرسمي لوزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشنيكوف الاثنين أن القوات المسلحة الروسية ضربت 1114 منشأة من البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا منذ بداية العملية، من بينها 31 نقطة مراقبة ومركز اتصالات تابعة للقوات الأوكرانية”. وقال كوناشنيكوف خلال إحاطة إعلامية “سيطرت القوات المسلحة الروسية على مدينتي بيرديانسك وإنرغودار”.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طيرانها حقق السيطرة الجوية فوق كامل أراضي أوكرانيا. وأوضحت الدفاع الروسية في بيان نشرته صباح الاثنين أن من بين المنشأت التي تم تدميرها، 31″ نقطة مراقبة ومركز اتصالات للقوات المسلحة الأوكرانية، و314 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى و57 راجمة صواريخ و121 قطعة من المدفعية الميدانية والهاون، و274 قطعة من المركبات العسكرية الخاصة”.
وأشار البيان إلى أنه خلال اليوم الماضي، دمرت القوات الفضائية الجوية الروسية 8 مركبات قتالية تابعة لمنظومات الدفاع الجوي Buk M-1 ومحطات توجيه لمنظومات S-300 وBuk M-1، و3 مواقع اتصال لاسلكي مع محطات P-14، و4 طائرات مقاتلة على الأرض وأخرى في الجو. وأكد البيان أن القوات الروسية سيطرت على مدينتي بيرديانسك (جنوب شرق) وإنريرغودار في مقاطعة زابوروجيه، والتي تقع فيها “محطة زابوروجيه الذرية”.
وأضاف البيان أن “الجنود الروس يسيطرون بشكل كامل على المنطقة المحيطة بالمحطة الذرية ويقومون بحراستها، بينما يواصل موظفو المحطة العمل كالمعتاد على صيانة المرافق ومراقبة الوضع الإشعاعي، الذي يبقى طبيعياً”.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان اليوم إن قوات جمهورية دونيتسك تقترب من إحكام الطوق على مدينة ماريوبل، وهي ثاني أكبر مدينة تابعة لجمهورية دونيتسك.
هذا وأعلنت الدفاع الروسية أن جميع المدنيين المقيمين في كييف يمكنهم مغادرة العاصمة الأوكرانية بحرّية، على طول الطريق السريع كييف-فاسيلكوف. وقال كوناشنيكوف، خلال إحاطة إعلامية، “هذا الطريق مفتوح وآمن. مرة أخرى، أود أن أؤكد أن القوات المسلحة الروسية تقصف الأهداف العسكرية فقط. السكان المدنيون ليسوا في خطر”.
وأعلن نائب رئيس دائرة الشرطة الشعبية لجمهورية دونيتسك إدوارد باسورين، في بث لقناة “روسيا-1” الاثنين، أن العملية الهجومية باتجاه مدينة ماريوبول تجري بنجاح وقد تم تحرير 19 تجمعاً سكنياً.
كما أعلنت مفوضة الشؤون الداخلية والهجرة بالاتحاد الأوروبي يلفا جوهانسون في مؤتمر صحافي في رومانيا أن عدد اللاجئين الأوكرانيين بلغ حتى الآن حوالي 400 ألف لاجئ. وأضافت “علينا الاستعداد لاستقبال ملايين اللاجئين الأوكرانيين”.
على المستوى السياسي، وصل الوفد الأوكراني على متن مروحيات عسكرية إلى مكان الاجتماع مع نظيره الروسي في بيلاروس، حسبما ذكرت وكالة “نوفوستي”. ويلتقي وفدا التفاوض في منطقة غوميل في بيلاروس، قرب الحدود الأوكرانية، في أول جولة للمفاوضات بين الجانبين. وأفادت الرئاسة الأوكرانية أن الوفد الأوكراني يتضمن كلاً من: وزير الدفاع أليكسي ريزنيكوف، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب “خادم الشعب الحاكم” دافيد أراخاميا، نائب وزير الخارجية نيكولاي توشيتسكي، مستشار رئيس مكتب الرئاسة ميخائيل بودولاك، النائب رستم أوميروف، النائب الأول لرئيس الوفد الأوكراني في مجموعة الاتصال الثلاثية للتسوية في دونباس أندريه كوستين.
والوفد الروسي، الذي وصل إلى أراضي بيلاروس في وقت سابق، يترأسه فلاديمير ميدينسكي مساعد الرئاس الروسي، ويضم في عضويته مسؤولين على مستوى نواب وزيري الدفاع والخارجية والسفير الروسي في بيلاروس بوريس غريزلوف ورئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس دوما (النواب) الروسي ليونيد سلوتسكي.
وقال المتحدث باسم القوات الشعبية لجمهورية دونيتسك إدوارد باسورين، إنه “سيتم حل موضوع تحرير ماريوبول، عن طريق المفاوضات، وذلك بهدف تجنب سقوط عدد كبير من الضحايا”. ووفقا له، يحتجز عناصر الجيش الأوكراني المدنيين كرهائن، لأنهم “يخشون أن يتم تحميلهم مسؤولية الجرائم التي ارتكبوها ضد سكان دونباس وضد أوكرانيا”. وتابع باسورين “سنحاول إقناعهم بإلقاء أسلحتهم. ولا ينبغي أن يتحمل المدنيون الذين يعيشون هناك، عبء جرائم الجيش الأوكراني”.
من جهته، قال نائب وزير الخارجية البولندي بافيل يابلونسكي في تصريح إذاعي إن بلاده” يمكن أن تصبح منصة للمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، إذا أعرب الجانب الأوكراني عن رغبته في ذلك”. كما أعلن يابلونسكي أنه لا يستبعد إغلاق المعبر الحدودي على حدود الجمهورية مع روسيا في منطقة كالينينغراد على خلفية الأوضاع في أوكرانيا.
من جهة ثانية، أعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين، أنه سيجتمع بوزراء الدفاع بالاتحاد الأوروبي، لبحث آخر تطورات الوضع على الأرض في أوكرانيا.
وقال بوريل في تغريدة عبر حسابه بموقع “تويتر “سنناقش المزيد من الاحتياجات العاجلة، وتنسيق مساعدتنا، عبر غرفة تبادل المعلومات التي يديرها طاقم الاتحاد الأوروبي العسكري”.
المصدر: سبوتنيك+روسيا اليوم