شهد لبنان خلال عام 2021 احداثا سياسية وامنية واقتصادية خطيرة، كادت أن تودي مرات عدة الى حرب أهلية لولا حكمة بعض الفرقاء السياسيين.
ولعل ابرز الاحداث خلال العام الجاري، هي كسر حزب الله عبر ايران للحصار الامريكي على لبنان عبر قانون قيصر، من خلال استقدام عدة سفن ايرانية محملة بالمازوت الى لبنان عبر سوريا، لمنع استمرار اللبنانيين في طوابير البنزين ليل نهار. واعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وصول الباخرة الإيرانية الأولى المحملة بالمازوت ليل الأحد 12 ايلول إلى مرفأ بانياس في سوريا.
سياسيا.. أعلن سعد الحريري، عزوفه عن تشكيل الحكومة اللبنانية في 15 تموز وتسمية نجيب ميقاتي بدلا عنه لتشكيلها في نهاية الشهر نفسه. وعقب اعتذاره عن تشكيل الحكومة، عمد أنصاره الى قطع الطرقات في مناطق مختلف من لبنان، في خطوة تتعارض مع رغبة زعيمهم.
وفي 26 تموز، تم تكليف نجيب ميقاتي رسميا بتشكيل الحكومة، بعدما سمته اغلبية الكتل السياسية، في حين وقع الرئيس اللبناني ميشال عون وميقاتي، في 10 أيلول مرسوم تشكيل الحكومة لتبدأ عمليها بعد أشهر طويلة من الفراغ السياسي، ابان اعلان رئيس الحكومة السابق حسان دياب استقالة حكومته عقب الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت يوم 4 آب/أغسطس 2020، ومن ثم فشل مصطفى أديب في تكليف تشكيل الحكومة في 26 أيلول 2020، ولاحقا فشل الحريري أيضا في تشكيلها بعد 9 أشهر من المفاوضات مع الافرقاء السياسيين.
امنيا.. شهد لبنان احداثا خطرة، لولا حنكة وبصيرة بعض الافرقاء السياسيين، لوصل الامر الى اراقة دماء اللبنانيين في حرب اهلية جديدة، اهمها احداث خلدة الفتنوية واحداث جريمة الطيونة.
ففي خلدة، نصب عناصر مسلحة من عرب خلدة كمينا لاخرين في تشييع شاب قتله فرد من العرب في حفل زفاف اقاربه على مرأى الحضور بدم بارد، وعمدوا الى قنص المشاركين بالتشييع وسط صمت قوات الجيش التي كانت تبعد مسافات، ولعدة ساعات، في حادثة كانت ان تتطور ليذهب ضحيتها مئات الاشخاص من الطرفين.
ولاحقا، وفي مسيرة سلمية لشبان تنديدا بتحيز قاضي التحقيق في قضية انفجا مرفأ بيروت طارق بيطار، عمد مناصرو حزب القوات اللبنانية الى قنص المتظاهرين على مرأى من الجيش اللبناني ايضا، واستباحوا حرمة المارة والمواطنين حتى في منازلهم، ما ادى لاستشهاد امراة في منزلها، وعدد من المتظاهرين والمارة.
اقتصاديا.. شهد اللبنانيون على هبوط حاد لقيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار منذ بداية العام الحالي، ووصل الحد الى ملامسة الليرة الواحدة للدولار في نهاية العام اكثر من 27 الف ليرة، في مشهد مجتمعي مأساوي خلف وقوع شريحة كبيرة من اللبنانيين تحت خط الفقر، اضافة الى رفع الدعم عن البنزين والدواء، ما سبب بازمة كبيرة ايضا، بعد اشهر من وقوف المواطنين في طوابير البنزين لساعات طوال، وعجزهم عن تأمين ادوية بحجة انها مقطوعة.
اقليميا.. سربت بعض القنوات الاعلامية تصريحا لوزير الخارجية عبدالله بو حبيب عن دول الخليج ما اثار بلبلة استدعت من الاطراف التدخل، ولاحقا نشرت وسائل اعلام اخرى تصريحات صحفية سابقة لوزير الاعلام جورج قرداحي عن العدوان السعودي على اليمن، ادت الى قطع العلاقات بين عدد من دول الخليج ولبنان، بدعوى انهم يريدون اعتذارا من القرداحي الامر الذي رفضه الاخير، لكن ما لبث أن قدم استقالته من الحكومة.
كما ردت المقاومة الإسلامية – حزب الله على الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان باستهداف محيط مواقع العدو الاسرائيلي في مزارع شبعا بصليات صاروخية من مناطق حرجية بعيدة تماماً عن المناطق السكنية حفاظاً على أمن المواطنين.
المصدر: يونيوز