شهد الكشف المبكر عن مرض التوحد لدى الأطفال تحسّنًا، لكن لا تزال هناك تفاوتات في الممارسات لجهة تحديد الحالة وتشخيصها، وذلك وفقًا لدراسات نشرتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.
وشخّص نسبة 50% من الأطفال الذين ولدوا عام 2014، بإصابتهم بالتوحد أو يخضعون لمنهج تعليمي خاص عند بلوغهم 4 سنوات، بالمقارنة مع الأطفال الذين أبصروا النور عام 2010. ويساعد الكشف المبكر على تحسين تدابير التدخل وقد يحسّن من نتائج النمو لديهم، وفقًا للباحثين.
وقالت الدكتورة كارين ريملي، مديرة المركز الوطني للتشوّهات الخلقية وإعاقات النمو التابع للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، إنّ “التطور الكبير في الكشف المبكر يعتبر خبرًا جيدًا، لأنه كلما شُخّص الأطفال المصابين بالتوحد باكرًا، كلما تلقوا الخدمات والدعم اللازمين على نحو أسرع”.
وأضافت: “الوصول إلى هذه الخدمات في سن أصغر يمكن أن يساعد الأطفال على التعلّم أكثر في المدرسة والحصول على نوعية حياة أفضل”.
عام 2018، شُخّص حوالي 1 من 44 طفل بعمر 8 سنوات (أي 2.3٪ من الأطفال بعمر 8 سنوات) بالإصابة باضطراب طيف التوحد، وفقًا لإحدى دراسات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض. وسجّل هذا المعدل ارتفاع بنسبة أربع مرات لدى
وكان معدل الانتشار بين الأطفال الذكور أعلى من بنسبة أربع مرات من الإناث، لكنه متماثل لدى المجموعات العرقية والإثنية. أما شيوعه فمرتبط بمستوى الدخل المحلي لكل مجتمع.
عمومًا، الأطفال الذين يعانون من إعاقات ذهنية يشخّصون بالإصابة بالتوحد في وقت مبكر. وبحسب الباحثين، وتكشف هذه النتائح عن الحاجة إلى تحديد وتقييم الاهتمامات التنموية بشكل أفضل بما يتجاوز القدرة المعرفية. ويعتبر الطفل مصابًا بإعاقة ذهنية إذا كان معدل ذكاءه 70 أو أقل، أو إذا تبيّن ذلك على نحو واضح خلال الاختبار.
وقد تبيّن عام 2018، أن العديد من المجتمعات كشفت عن معدلات أعلى من الإصابة بالتوحد بين الأطفال السود والهسبانيين، مقارنة مع الأطفال البيض في السنوات السابقة. كما أن المجتمعات التي تسجّل متوسط مدخول متدني للفرد عثر داخلها على دلائل تشي معدلات أعلى للإصابة باضطراب طيف التوحد بعمر الرابعة.
وكتب الباحثون ما مفاده أنّ “هذه الاكتشافات تشير ربما إلى تحسن في تشخيص اضطراب طيف التوحد بين الشعوب المهمشة تاريخيًا”.
ولفت الباحثون إلى أنّ حجم العيّنة لم يتخطّ 11 مجمتعًا مشاركًا في الدراسة، وبالتالي قد لا تكون النتائج ممثلة على نطاق واسع. وأشاروا إلى أنّ الممارسات والسياسات تختلف من مجتمع لآخر، الأمر الذي قد يغيّر في النتائج.
المصدر: سي ان ان