منذ تفشي فيروس كورونا المستجد ظاهراً في مدينة ووهان وسط الصين، في كانون الأول من عام 2019، يحاول العلماء حل اللغز حول منشأ المرض من دون جدوى.
ووسط كل التحقيقات الجارية والاتهامات الكبيرة التي تراشقتها حتى دول بعينها، لم يظهر تأكيد رسمي حتى اليوم حول مسقط رأس الوباء يلقي اللوم بشكل فعلي على طرف معين.
أما الجديد اليوم، فهو اعتراف قديم لعلماء من مختبر ووهان للفيروسات، المتهم الأول بنشر المرض، بأنهم تعرضوا للعض فعلاً من قبل خفافيش أثناء الدراسات، وهو ما يعيد للذاكرة التحليلات الأولى لمنشأ كورونا ويوجه أصابع الاتهام ثانية إلى ذاك الحيوان، وذاك المكان.
تجاهلوا معدات الحماية
في التفاصيل، أظهرت لقطات تلفزيونية نقلتها صحيفة “تايوان نيوز” الصينية لأول مرة، باحثين في معهد ووهان للفيروسات (WIV)، اعترفوا فيها أنهم تجاهلوا استعمال أقنعة واقية، أو قفازات وغيرها من معدات الحماية الشخصية أثناء التعامل مع الخفافيش.
كما أكدت تقارير أن باحثين في المختبر تعرضوا للعض، وتناثر الدم منهم بسبب الخفافيش من دون حماية.
فيما تجدر الإشارة إلى أن هذ الفيديو كان بثّ لأول مرة في الصين يوم 29 كانون الأول من عام 2017، أي قبل سنتين تقريباً من ظهور كورونا، لكنه يلفت الأنظار لما يجري عادة في المختبر.
فقد روت خبيرة الفيروسات Cui Jie والعاملة في إحدى أقسام المختبر، كيف دخلت أنياب خفاش ذات مرة من خلال قفازتها وعضت يدها، واصفة ذلك بأنه “شعور يشبه طعن الإبرة”، ثم أضاف باحث آخر أن لدغة خفاش قطعت جزءا من أحد أطرافه، معترفاً بتناثر الدم منه أثناء البحث.
كما أشار تقرير الصحيفة إلى أن أحد العلماء ظهر في الفيديو يتعامل مع عينات من الخفافيش بأيدٍ عارية، دون أساليب وقاية، لافتاً إلى أن أعضاء الفريق قد حصلوا على لقاح داء الكلب بسبب ذلك.
“دليل على تورط المختبر”
تلك التصريحات دفعت الإعلامية الأميركية كايلي ماكناني، إلى التعليق في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” الأميركية، مؤكدة بأن ما ورد في الفيديو من اعترافات يعد دليلاً على تسرب الفيروس من المعمل، إلا أن وسائل الإعلام في الصين اختارت تجاهلها، وفق تعبيرها.
كما أشارت إلى أن بعض الأطراف لا يزالون غير قادرين على الاعتراف بأن نظرية تسرب الفيروس من المختبر أمر محتمل، وذلك على الرغم من الأدلة الموثوقة التي جمعت سابقاً.
تراشق الاتهامات مستمر
يذكر أن فرضية تسرب الفيروس من مختبر صيني كانت عادت بقوة إلى الواجهة خلال الأيام الأخيرة في الولايات المتحدة، ما دفع الرئيس الأميركي جو بايدن، لدعوة أجهزة الاستخبارات الأميركية لإعداد تقرير في غضون 90 يوماً حول منشأ وباء كوفيد 19 الناجم عن فيروس كورونا.
وشجع تركيز بايدن الأخير منصة فيسبوك على التراجع عن حظر نشر القصص التي تربط المختبر بتفشي المرض.
بالمقابل، ردت بكين، متهمة واشنطن، بنشر نظريات “المؤامرة” حول منشأ وباء كوفيد-19، معتبرة ” تسييس منشأ كوفيد-19″ عرقلة للتحقيقات.
ولطالما رفضت بكين بشدة النظرية القائلة بأنه يمكن أن يكون كوفيد-19 قد تسرب من أحد مختبراتها ولا سيما معهد ووهان لعلم الفيروسات الذي اتهمته إدارة دونالد ترمب السابقة.
المصدر: وكالات