إذا قام أحد عشاق الطيران بجمع قائمة بأغرب الطائرات في العالم، فستستحق طائرة “ATL-98 Carvair”، بالتأكيد نيل مرتبة الشرف ضمن القائمة.
وتتميز طائرة “ATL-98 Carvair” بمخروط مقدمتها الذي يبدو غير متناسباً مع بدن الطائرة، مما يكسبها مظهراً ممتلئاً.
وكانت هذه الطائرة ذات المظهر الغريب في الواقع طائرة “دوغلاس دي سي-4” المعدلة بشكل كبير والمصممة لأداء مهمة خاصة للغاية في الخمسينيات، وهي التحليق بكل من السيارات وسائقيها إلى الخارج، وكان المسافرون يقودون سياراتهم مباشرة إلى ساحة المطار باتجاه الطائرة المنتظرة، تماماً كما يفعلون مع العبّارة التي تنقل السيارات عبر الماء.
وبدأت طائرات الشحن مثل “بريستول 170” ومشتقاتها الأكبر، “Superfreighter”، في نقل السيارات كبضائع منذ منتصف الأربعينيات، بعد فترة وجيزة من نهاية الحرب العالمية الثانية.
ورغم من عبقرية هذا التصميم، إلا أن حمولة هذه الطائرات كانت محدودة نوعاً ما ولا يمكنها حمل أكثر من ثلاث سيارات متوسطة الحجم في الرحلة الواحدة.
وبحلول أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، مع ازدياد الطلب على السيارات، اكتشف رجل الأعمال الأسطوري في مجال الطيران، فريدي لاكر، الفرصة المناسبة، وابتكر لاكر، الذي عُرف لاحقاً بمشاريعه الجوية الرائدة، ولكن المشؤومة، منخفضة التكلفة في السبعينيات وأوائل الثمانينيات، فكرة بناء عبارة سيارات أكبر وأفضل.
ومع ظهور عصر الطائرات النفاثة، سرعان ما أصبحت الكثير من الطائرات التي تعود إلى حقبة الحرب العالمية الثانية، مثل دوغلاس دي سي-4 قديمة، ويمكن الحصول عليها بسعر رخيص، وعمل ذلك لصالح لاكر.
واكتسبت إحدى الشركات، وهي شركة “Aviation Traders Limited”، خبرة واسعة في تجديد وإعادة استخدام عدد كبير من الطائرات العسكرية التي خدمت في الحرب للاستخدام المدني، مما تماشى مع رؤية لاكر.
وكانت النتيجة هي طائرة “ATL-98″، وتسمى أيضاً “Carvair”، وهي اختصار لعبارة “Car via Air”، والتي تترجم إلى “سيارة عبر الجو”.
والأفضل من ذلك أنه يمكن تكييف تكوين الطائرة بسرعة وسهولة لتلبية احتياجات اللحظة. وعلى سبيل المثال، يمكنها أن تحمل ثلاث سيارات و 55 راكباً فقط، أو تحويلها لنقل البضائع فقط أو الركاب فقط. وإذا تم انتقاء الخيار الأخير، فإنه يمكن تجهيز مقصورة طائرة “Carvair” غير المضغوطة بما يصل إلى 85 مقعداً.
المصدر: سي ان ان