أعلن القضاء الألماني الثلاثاء قراره العدول عن الملاحقة الجنائية بحق فكاهي ألماني سخر من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، في قضية أثارت توترا في العلاقات بين ألمانيا وتركيا.
واتخذت تلك القضية منحى سياسيا بعد ان كانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل سمحت بمباشرة ملاحقات جنائية بحق الفكاهي، بتهمة “شتم” رئيس يمثل دولة اجنبية وهي جريمة يمكن ان تبلغ عقوبتها السجن ثلاث سنوات.
وطلبت انقرة رسميا من المانيا السماح بمباشرة هذه الملاحقات بحق الفكاهي يان بومرمان الذي القى قصيدة هزلية في برنامج بثته شبكة “ان تي في نيو” العامة في مطلع نيسان/ابريل، سخر فيها من الرئيس التركي مستخدما ايحاءات جنسية تشمل اطفالا وحيوانات.
وقالت النيابة العامة في ماينز غرب المانيا ان “نتائج التحقيقات تظهر انه لا يوجد أي عمل اجرامي يمكن اثباته”. واعتبرت ان السخرية لا تعتبر اهانة عندما لا تشتمل “المبالغة على تشويه خطير لسمعة الشخص”. ورأت المحكمة ان “تراكم الاوصاف المبالغ فيها بشكل كامل” في هذه القصيدة يظهر ان الامر يتعلق بتهكم وليس بـ”هجوم جدي” ضد الرئيس التركي.
وخلال القائه قصيدته شرح الفكاهي على التلفزيون انه يدرك تماما انه يخالف القانون الالماني، موضحا انه يريد من خلال ذلك الرد على السلطات التركية لمهاجمتها اغنية بثها التلفزيون الالماني قبل 15 يوما من برنامجه، تنتقد تعرض السلطات
التركية للحريات العامة.
وتسمم هذه القضية العلاقات الالمانية التركية في وقت فرضت انقرة نفسها كشريك اساسي للاوروبيين من اجل احتواء تدفق المهاجرين الى الاتحاد الاوروبي.
ورأت بعض وسائل الاعلام ان ميركل في هذا السياق لم تكن ترغب في اتخاذ موقف صارم حيال تركيا، وحصل الفكاهي على دعم العديد من شخصيات اوساط الاعلام والثقافة.
وفي جانب آخر من القضية، يجب أن تعكف المحكمة الألمانية في اوائل تشرين الثاني/نوفمبر على دعوى مدنية قدمها أردوغان لمنع نشر تلك القصيدة مجددا.
وادت سلسلة من الاحداث الى توتير العلاقات بين ألمانيا وتركيا في الاشهر الاخيرة، اذ منعت انقرة خصوصا في الاشهر الاخيرة زيارة مسؤولين المان لقاعدة انجرليك العسكرية التركية وهو قرار كانت اتخذته اثر تبني البرلمان الالماني قرارا حول الابادة الارمنية.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية