اعتباراً من الآن، حتى وإن تلقيت التطعيم ضد “كوفيد-19” بالكامل، فإن نصيحة مسؤولي الصحة هي الاستمرار في وضع قناع الوجه، والحفاظ على التباعد الاجتماعي، وتجنب الازدحام.
ولكن مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في أمريكا الدكتور أنتوني فاوتشي، قال خلال اجتماع للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، إنه قد تكون هناك إرشادات جديدة قادمة قريباً، وأشار إلى أنه لا توجد إرشادات من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بشأن ما يجب فعله عندما ترغب مجموعات الأشخاص الذين تلقوا جرعات اللقاح كاملة في التجمع.
ونصيحة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الحالية هي الاستمرار في وضع أقنعة الوجه، والابتعاد مسافة 6 أقدام عن الآخرين عندما يكون ذلك ممكناً.
وبدأت حملة التطعيم ضد فيروس كورونا في الولايات المتحدة في 14 ديسمبر/ كانون الأول العام ماضي، ومنذ ذلك الحين تلقى أكثر من 9.5 مليون شخص جرعتي لقاح “كوفيد-19″، وفقاً لبيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها المحدثة يوم الاثنين.
ويمنع كل من اللقاحين المصرح بهما في الولايات المتحدة، أي لقاحي “مودرنا” و”فايزر- بيو إن تك”، العدوى المصحوبة بالأعراض في معظم الحالات وليس جميعها، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان يتمتع اللقاحان بفعالية ضد العدوى بدون أعراض.
وإذا كنت مصاباً بالعدوى بدون أعراض، فستظل نتيجة فحص “كوفيد-19” إيجابية، وحتى إذا حصلت على اللقاح، فلا يزال بإمكانك نقل عدوى الفيروس. لذلك السبب، فإن التوجيه الآن هو أنه لا يزال الأشخاص بحاجة إلى ارتداء الأقنعة حتى وإن حصلوا على لقاح “كوفيد-19”.
ويمكن أن يكون الشخص حاملًا للعدوى بدون أعراض ولديه الفيروس في ممرات الأنف، لذلك عندما يتنفس أو يتحدث أو يعطس، لا يزال بإمكانه نقل فيروس كورونا المستجد للآخرين.
وقالت الدكتورة روشيل والينسكي، مديرة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن الولايات المتحدة كثفت جهود تسلسل الجينوم في البحث عن سلالات فيروس كورونا المتحورة.
وتعد جهود الولايات المتحدة في التسلسل الجيني متأخرة كثيراً عن العديد من الدول المتقدمة الأخرى، ويبحث العلماء عن طفرات فيروس كورونا عن طريق أخذ عينات من الفيروس من مسحات أنف المرضى وتحليل تسلسلها الجيني.
والطفرات هي عبارة عن تغييرات في الشفرة الجينية للفيروس تحدث بشكل طبيعي بمرور الوقت عند إصابة حيوان أو شخص بالعدوى، ويمكن أن تؤدي هذه الطفرات إلى ظهور سلالات جديدة.
وأضافت والينسكي: “أعتقد أنه بمجرد أن يكون لدينا المزيد من التسلسل الذي يحدث، سيكون لدينا فكرة أفضل عن عدد المتغيرات الموجودة والنسبة الموجودة هناك”.
وتم تسجيل 119،900 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في المتوسط بين 31 يناير/كانون الثاني و6 فبراير/شباط، بانخفاض بنسبة 20% تقريباً عن الأسبوع السابق، كما انخفضت حالات دخول المستشفى الجديدة بنحو 17% عن الأسبوع السابق، حسب ما ذكرته والينسكي.
وأكدت والينسكي أن استمرار انتشار السلالات الجديدة المتحورة من فيروس كورونا لا يزال مصدر قلق كبير ويعد بمثابة تهديد يمكن أن يعكس الاتجاهات الإيجابية الأخيرة التي تشهدها الولايات المتحدة، وأشارت إلى أنه تم تأكيد 699 حالة إصابة بالسلالات المتحورة من فيروس كورونا في 34 ولاية أمريكية، منها 690 حالة مرتبطة بالسلالة التي اكتشفت لأول مرة في المملكة المتحدة.
ويقول الخبراء إن السلالة شديدة العدوى المكتشفة بالمملكة المتحدة من المرجح أن تصبح سائدة قريباً في الولايات المتحدة، ووجدت دراسة جديدة أن انتقالًا كبيراً للمجتمع قد يحدث بالفعل.
وحتى يوم الأحد، تجاوزت الولايات المتحدة حاجز 27 مليون إصابة بفيروس كورونا، وتوفي أكثر من 464،000 شخص، وفقاً لبيانات جامعة جونز هوبكنز.
وتلقى أكثر من 32.3 مليون أمريكي حتى الآن جرعتهم الأولى على الأقل من لقاح “فايزر” أو “مودرنا”، وفقاً لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض، ويعمل المسؤولون على زيادة التطعيمات في جميع أنحاء البلاد.
وقد يكون لقاح ثالث ضد فيروس كورونا في طريقه إلى السوق الأمريكية قريباً، إذ طلبت شركة “جونسون آند جونسون” من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الحصول على تصريح باستخدام لقاحها في حالات الطوارئ الأسبوع الماضي.
السباق لتحصين الناس
ومع احتمال أن تصبح المزيد من السلالات المتحورة من فيروس كورونا مهيمنة، يحاول المسؤولون الحصول على تطعيم المزيد من الناس بسرعة.
ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فقد ارتفعت وتيرة التطعيمات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وخلال الأيام السبعة الماضية، تلقى نحو 1.5 مليون شخص اللقاح بشكل يومي.
المصدر: سي ان ان