نقلة نوعیة لتشجیع المجتمع نحو القراءة
ما إن تدخل الی مدینة الأهواز جنوب غرب إیران، تلتفت انظارک الی المقاهي الکثیرة، المنتشرة في أرجاء هذه المنطقة، خاصة علی ضفاف نهر کارون.
وفي الآونة الأخیرة افتتحت مقاهٍ متمیزة وفریدة من نوعها في المدینة نفسها، تعرف بمقاهي ومطاعم الکتاب، من أشهرها، مقهی کارون، لصاحبه المعلم والناشط التربوي، فاضل خمیسي.
جهود تطوعیة
یقول فاضل في مقابلة اجراها مراسلنا معه، إن تحفیز الجیل الحدیث خاصة الشباب علی قراءة الکتب، هو الدافع الأساس للقيام بهذا المشروع، الذي تم بجهود تطوعیة بحتة.
واوضح أنه جهزَ المقهی بمکتبة تضم أکثر من ألف عنوان کتاب باللغتین العربیة والفارسیة، ما یمزج بین ثقافتین سائدتین في الأهواز.
وللزبائن القاصدین لهذا المقهی دور رئیسي بتزوید المکتبة بکتبهم التي تتواجد في منازلهم وتمت قراءتها سلفاً.
ویقول فاضل في جانب آخر من کلامه، إن المقهی يرحب بالکتّاب والمؤلفین إذا ما قرروا إقامة حفل توقیع لمؤلفاتهم، ويكون كل هذا مجاناً تحفیزاً لهم للمضي قدماً في هذا الطریق الذي یهدف الی تعزیز روح القراءة في المجتمع.
روایة التاریخ
الصور المعلقة علی جدران المقهی تروي تاریخاً تراثیاً زاخراً بالمعاني العربیة الأصیلة الأهوازیة، من بینها السفن وجمالیة نهر کارون، حسب ما عبر فاضل عن تصمیم ديکور المقهی.
وتُنظم إدارة المقهی بین حین وآخر ندوات ثقافیة وادبیة، تستضیف من خلالها ادباء وشعراء وکتّاباً، للإثراء بمجال السرد القصصي في الأدب الماضي والحدیث.
وینفرد المقهی “بموقعه الجغرافي في حيٍ هادئٍ وسط الأهواز” مما یتميز عن باقي المقاهي، کونه یهدي للزبائن أوقاتا ممتعة لتصفح الکتب وتناول القهوة، وفق الشاعر عارف (أحد رواد المقهی).
وصرّح عارف في تعلیقه حول هکذا مشاریع، ان مشروع “مقهی بطعم الکتاب” یهدف الی بناء مجتمع ثقافي؛ والریادة في مجال الأدب والکتابة هي من صفاته وغایاته الأساسیة.
مشاریع مختلفة تنشأ بین الحاضر والماضي من أجل حلحلة مشاکل إجتماعیة وثقافیة، لکن یبقی الکتاب هو جزءاً هاماً لتغذیة الإنسان، لصیانته من هوان الدنیا ومشاکلها الیومیة.
رضا باقري – الأهواز
المصدر: موقع المنار
