أكدت كتلة “الوفاء للمقاومة” في بيان اثر اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد، أن “اختيار يوم 11/11 من كل عام، ليكون يوم شهيد حزب الله، هو اختيار عميق في دلالاته وأبعاده، ينطوي على عناصر الإيمان وإرادة التحدي وحسن التخطيط وجرأة الإقدام ووضوح الهدف المرسوم، وكل المضامين التي حملتها عملية أمير الاستشهاديين أحمد قصير حين حول مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور إلى ركام يدفن تحت أنقاضه مشروع الاجتياح الصهيوني للبنان واهدافه التدميرية والسياسية. إنه اختيار يؤكد الالتزام الحاسم بنهج المقاومة والاستشهاد من أجل تحرير لبنان وصون سيادته وحفظ أمنه واستقراره، وحماية قراراته الوطنية وحقه في تأييد ودعم كل قضايا الحق والعدل المشروعة في منطقتنا والعالم”.
وأشارت إلى أن “شهداء حزب الله الذين جسدوا بصدقهم وثباتهم هذا الالتزام وقدموا نموذجا إيمانيا وجهاديا وسلوكيا مميزا بدءا من الشهيد أحمد قصير إلى القادة الشهداء السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب والحاج عماد مغنية والسيد مصطفى بدر الدين وكل شهدائنا الأبرار، تحولوا إلى منارات للمستضعفين ولأجيال المقاومة على مدى الزمان، تضيء لهم درب التحرير والتحرر والنصر والعزة والكرامة. إن المضي بهذا النهج هو الذي جعل المقاومة رقما صعبا في معادلة الصراع مع الأعداء الذين يحاولون عبثا، رغم إمكاناتهم الهائلة وتنوع فنون الخداع لديهم، إنهاء المقاومة وسحق وجودها ودورها، خصوصا بعدما أصبحت عائقا جديا أمام نجاح سياسات الإخضاع والتحجيم وفرض الإملاءات والشروط”.
ولفتت الى أنه “في المقلب الآخر من العالم، يبدو بوضوح أن الإدارة الأميركية تطفو فوق مؤسسات عميقة موغلة في اعتماد منهجية فرض النفوذ والهيمنة وصولا إلى التفرد في إدارة شؤون العالم. ويتعاقب على رئاسة هذه الإدارة من يتعهد التزام تلك المنهجية، كل بحسب شخصيته وديناميته وأساليبه، فيما تعمل كارتيلات النفط والسلاح والمال والإعلام لتجييش الرأي العام الأميركي والعالمي تبعا للسياسات التي تقررها تلك المؤسسات وتحضر ما يلزم لتوظيفه من أجل تحقيقها، مستخدمة رؤساء دول وكيانات وجيوشا وأحلافا وثروات ومؤسسات دولية وإقليمية، لإحكام سيطرتها على العالم من جهة، أو على مناطق استراتيجية مثل منطقتنا التي تعتمد فيها أميركا سياسة ثابتة قوامها حفظ كيان العدو الصهيوني وحمايته ودعم إرهابه وفرض تسوية وتطبيع معه، والسيطرة الدائمة على منابع النفط والغاز والممرات الاستراتيجية لتسويقهما وفق ما ترسمه من مصالح وسياسات. وليست الانتخابات والتنافس بين المرشحين للرئاسة إلا محطة يراد لها أن تعكس مظهرا ديمقراطيا لتداول السلطة فيما الدكتاتورية العميقة هي التي ترسم السياسات وتنفذها وتضع الحدود والضوابط”.
وعلى الصعيد المحلي، رأت الكتلة أنه “قد انكشف سريعا أن وضع اسم رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل على لائحة العقوبات لم يكن للأسباب الظاهرية المدعاة، والتي تتصل تمويها بالفساد، إنما بدا واضحا أن السبب الأعمق هو رفض باسيل وتياره الاستجابة لإملاء فك التحالف السياسي مع حزب الله، تماشيا مع الحصار الذي تحاول أميركا فرضه لإخضاع لبنان وقواه السياسية الحية ولجر الجميع إلى مصالحة الصهاينة الغاصبين وتطبيع العلاقات معهم”.
وإذ أكدت الكتلة “التزامها بكل المواقف التي عبر عنها سماحة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في إطلالته مساء أمس”، جددت عهدها بـ”الوفاء لشهداء المقاومة الإسلامية ولنهجهم المبارك، في الدفاع عن السيادة الوطنية وحفظ إنجازات التحرير وتوازن الردع وتعزيز الصمود ومحاربة الفساد والتمسك بالاستقامة والحرص على خدمة المواطنين ومتابعة الجهود القانونية لتطوير أوضاع البلاد وتنمية مناطق الأطراف، وبذل الجهد مع مختلف الكتل النيابية لإنجاز قوانين تعزز إمكانية المحاسبة للمرتكبين وتشجع عبر قوانين أخرى قطاعات الإنتاج واستثمار الموارد المتاحة في كل المجالات بشكل مشروع ومنصف ودون تمييز بين المواطنين ولا بين المناطق”.
وحيت بمناسبة “يوم شهيد حزب الله، أهالي الشهداء وعوائلهم”، منحنية أمام “صبرهم وثباتهم على نهج التضحية في سبيل الله والإنسان والوطن”.
ولاحظت الكتلة أن “الانتخابات الأميركية الرئاسية كشفت حجم الانقسام العمودي في المجتمع الأميركي نتيجة غياب العدالة وارتفاع منسوب العنصرية وممارسة الطغيان ودعم الإرهاب وتغطية جرائمه البشعة، الأمر الذي يشعر معه الأميركيون بحالة من الانفصام بين المبادىء والممارسة، ويشيع فيهم البلبلة ويزعزع لديهم الثقة بالأشخاص والمواقف والمؤسسات والسياسات”، معتبرة أن “معضلة أميركا المتفاقمة، لا تعالج بتبدل الرئاسات فحسب بل تقتضي حكما تبديل السياسات الاستراتيجية أيضا وهو ما يحتاجه العالم اليوم بدل الإصرار على الاستعلاء والعدوان”.
وأكدت أن “علاقات اللبنانيين في ما بينهم والتحالفات السياسية التي نسجوها بين قواهم، وأوضاع كل منهم في لبنان، هي شأن لبناني محض، لا يحق للادارة الأميركية ولا لغيرها من حكومات الدول أن تتدخل فيه وأن تصدر عقوبات أو تقرر إجراءات تترك أثرا سلبيا على أصحابها في بلدهم أو أي بلد آخر”، معتبرة أن “وضع اسم الوزير جبران باسيل وقبله أسماء وزراء لبنانيين آخرين على لائحة العقوبات هو افتراء سياسي، لا بل هو عدوان وإجراء ظالم تتحمل الإدارة الأميركية المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كل أثر سلبي يصيب أصحاب تلك الأسماء خارج الولايات المتحدة الأميركية بالحد الأدنى، وهو أمر مدان ومرفوض بالتأكيد”.
ودعت إلى “الاسراع في تحريك عجلة التفاهم الداخلي من أجل تشكيل الحكومة لأنها حاجة سياسية وإدارية ملحة للبلاد وللمواطنين، لا تجوز المراهنات فيها أو التعاطي ببرودة مع متطلبات تأليفها”.
وفي ما خص وباء كورونا، شددت الكتلة على “وجوب انضباط المواطنين والتزامهم بإجراءات الصحة العامة والإقفال الذي قرره مؤخرا مجلس الدفاع الأعلى في سياق التصدي للانتشار الخطير للوباء في البلاد وارتفاع نسبة المخاطر والوفيات”.
وأخيرا، قدمت الكتلة “أسمى تعازيها للشعب الفلسطيني المقاوم بشهادة الأسير كمال أبو الوعر الذي قضى ظلما في معتقلات العدو الصهيوني شاهدا على القهر الذي يلحق بالأسرى الفلسطينيين الذين تستحق قضيتهم كل عناية وتضامن واهتمام”.
كما تقدمت من “الشعب الجزائري الشقيق ومن أسرة المناضل الجزائري السيد لخضر بورقعة الذي توفي قبل أيام، بأحر التعازي والمواساة”، معربة عن بالغ تقديرها لـ”نضاله الدؤوب من أجل وطنه وأمته”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام