كأنّه بيانٌ أمنيٌّ مفخّخ… هذا ما عرضته قناة “الجديد” لا تقريرًا إعلاميًّا – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

كأنّه بيانٌ أمنيٌّ مفخّخ… هذا ما عرضته قناة “الجديد” لا تقريرًا إعلاميًّا

تقرير الجديد عن ضريح السيد نصرالله

تسعُ دقائق من التحريض المنمّق، خرجت بها شاشة “الجديد” تحت عنوان “تحقيق صحفي”، فبدت أقرب إلى بيانٍ أمنيٍّ مفخّخ، لا توقيع لمعدّ، ولا مرجعية مهنيّة، ولا أدنى معايير الدقة.

تقريرٌ مفعمٌ بعناوين وهميّة لا تستند إلى المنطق، بل هو رفعٌ للصوت في فضاءٍ افتراضيٍّ بهدف تأجيج النعرات والتحريض الداخلي. عباراتٌ تُستخدم، وإيحاءاتٌ بمعلومات، فيما الحقيقة غائبة، والتناقض سيّد السّرد.

تعدّدت المزاعم، وتهاوت أمام سؤال بسيط: ما الدليل؟ بل أبعد من ذلك، تُفنّد الخرائط والمستندات الرسمية كل تلك المزاعم، وتدحض ما نُسج من أباطيل.

من يقف خلف هذا النوع من “التقارير” لا يبتغي الحقيقة، بل يسعى لضرب مشروع، وشقّ بيئة. لكنّ رجلاً وحّد الوطن في حضوره، لا يفرّقه منبرٌ في غيابه، ومن لم تهزّه حرب، لن تفرّقه تقارير مدفوعة ولا حملات إعلامية مأجورة.

ما عُرض على شاشة إحدى القنوات اللبنانية عن ضريح الشهيد الأسمى السيد حسن نصرالله، لم يكن تقريراً، بل إعلاناً سياسياً موجّهاً ضدّ مجتمعٍ بأكمله، بأقدس وأسمى ما يملك، بعدما عجزت الهجمات الإعلامية السابقة عن اختراقه.

ولنتّفق على قاعدة مهنيّة مُسلّمٍ بها: هذا ليس تقريراً إعلامياً… ولا وثائقيّاً… هو باختصار: صورٌ ونصٌّ مسجَّل! وعليه، نحن أمام دعاية سياسيّة، أو إعلانٍ سياسيٍّ مدفوع، يُراد منه نكء إشكال، أو استفزاز، أو ممارسة نشاطٍ أسود بنية سوداء.

هذا تحديداً مراد التقرير، ومن باعه، ومن اشتراه. وإن قُدّم بمستوى مهنيّ أقلّ ما يُوصف به أنّه رديء، فقد احتشدت فيه، خلال تسع دقائق، كلّ نوايا الفتنة النتنة، حتى وصل الأمر بأصحابه إلى السؤال عن هوية بيروت، التي يصرّ هؤلاء على تقديمها وكأنها “ملهى ليلي” لا أكثر!

ولكن، لماذا المسّ بقدسيّة السيّد، والضرب على وتر مجتمعه، قبل أن يجفّ دمه حتى؟ من دفع هذه الشاشة، وغيرها، للرقص على وجع مجتمعٍ بأكمله؟ هل انتهت بهم سُبل الضغط سريعاً، وفشلوا في استثمار أفكارهم المبتذلة، فقرّروا الغوص في مياه تقريرهم الآسنة؟

ليس تقريراً، وإن عُرض على شاشة… بل هو أرخص أنواع الإعلانات الترويجية لأوسخ الأهداف المجتمعيّة. هذا “المنتَج”، قيمته ليست في تأثيره، بل في جيب مشتريه.

المصدر: موقع المنار