أكد الملك الأردني عبد الله الثاني على أن الأفكار المغلوطة عن الإسلام والمسلمين تصب في خدمة أجندة الإرهابيين الساعية لإشعال فتيل الحرب بتعميق الانقسام في المجتمعات.
وقال الملك عبد الله الثاني في كلمته التي ألقاها أمام الجمعية العمومية في الأمم المتحدة “الخوارج عندما يقتلون أو ينهبون أو يستغلون الأطفال أو يحرمون النساء من حقوقهن التي شرعها الله، فإنهم يسيئون للإسلام.. وعندما يضطهد الخوارج الأقليات وينكرون الحريات الدينية، فإنهم يسيئون للإسلام”.
وأكد الملك الأردني على أن الجماعات المتطرفة خارجة عن الإسلام ولذلك يسمون بالخوارج، ويتخذون من العالم المتحضر والناس جميعا، مدنيين أو عسكريين، أعداء، ويرون في ذلك هدفا مشروعا، وهم يتمددون بسرعة وعلى نطاق واسع من خلال مهارتهم في استغلال التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، قائلا: “هذا يعني بالضرورة أن نحسّن من وسائل التواصل فيما بيننا، وأن نتشارك في المعلومات ونستثمر التكنولوجيا المتاحة لنا. يجب علينا الاستفادة من نفس الأدوات التكنولوجية الحديثة التي تُستخدم ضدنا، وأن نفعل ذلك مع مراعاة أهمية احترام خصوصية الناس”.
وأشار الملك الأردني إلى أن مواجهة هذا العدو غير التقليدي، تتم فقط بالوسائل غير التقليدية، وعبر تبني نمط تفكير جديد، وشراكات وأساليب جديدة، وأكد الملك على أن الإسلام السنيّ المستند إلى الأصول والتقاليد الصحيحة وبجميع مذاهبه الفقهية يرفض رفضا قاطعا أفكار التكفيريين ومزاعمهم.
في الشأن السوري، أكد الملك عبد الله على أن النهج العسكري لن يحقق نصرا لأحد، بل لن يكون هناك سوى المهزومين، والمزيد من المعاناة للمدنيين، وما يتطلب إنهاء العنف هو: عملية سياسية تسترشد برؤية دولية موحدة، يقودها كل مكونات الشعب السوري.
أما في العراق، فقد أكد العاهل الأردني على أن الدعم الدولي في غاية الأهمية في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة والشعب إلى القضاء على الخوارج، ويكمن أحد مفاتيح تحقيق النصر والحفاظ عليه في اتباع نهج شامل يضمن إشراك جميع مكونات المجتمع العراقي في العملية السياسية وفي إدارة مؤسسات الدولة.
وقال الملك الأردني “في خضم سعينا لتحقيق هذه الأهداف، يجب على مجتمعنا الدولي أيضا أن يتحمل مسؤوليته نحو من دُمرت حياتهم، وأقصد بهم ملايين اللاجئين والضحايا والمحرومين”. وكان للقضية الفلسطينية الجزء الأكبر من كلمة الملك الأردني إذ قال، “ليس هناك من ظلم بمرارة كبيرة أكثر من حرمان الفلسطينيين من حقهم في الدولة. وأؤكد هنا أن السلام هو قرار يتخذ عن وعي وإرادة، وعلى إسرائيل أن تتقبل السلام، وإلا فإنها سوف تغدو محاطة بالكراهية وسط منطقة تموج بالاضطراب”.
وشدد العاهل الأردني على أن “حماية القدس تعد مصدر قلق كبير، فهذه المدينة المقدسة ركيزة للسلام ليس في المنطقة فحسب، بل في العالم أجمع”.. “هذا الأمر على رأس أولوياتي شخصيا، وأولوية لكل المسلمين؛ فنحن نرفض رفضا قاطعا أي اعتداءات على الأماكن المقدسة الإسلامية أو المسيحية. ونرفض أية محاولة لتغيير الهوية التاريخية للقدس كمدينة إسلامية مسيحية عربية”.
المصدر: موقع روسيا اليوم