طلبت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها من الولايات الاستعداد لتوزيع لقاح ضد فيروس كورونا بحلول أواخر أكتوبر/ تشرين الأول، بينما تعتقد شركة فايزر أن لديها بيانات كافية لتطلب من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الموافقة على لقاحها المحتمل الشهر المقبل.
ويعتقد معظم الخبراء أنه من غير المحتمل – ولكن ليس من المستحيل – أن يتوفر اللقاح قبل الانتخابات الأمريكية. ولكن مع وجود ما لا يقل عن 7 مرشحين في المرحلة الثالثة من التجارب، فمن المحتمل جداً ظهور لقاح ناجح واحد على الأقل في الأشهر القادمة. كما تتسابق شركات الأدوية أيضاً لتطوير علاجات فعالة لهذا المرض.
وينتظر العالم لقاحاً فعالاً للفيروس ظناً بأنه سيكون “الوصفة السحرية” التي ستسمح للاقتصاد العالمي بالعودة بسرعة إلى مساره، إلّا أنه هناك أسباب كثيرة أخرى قد تجعل التعافي بطيئاً، إذ أن اللقاحات عادة لا تكون فعالة بنسبة 100٪، كما سيتوفر عدد محدود من الجرعات التي يمكن تناولها. كما قد تواجه عمليات التوزيع مشكلة، سواء بين البلدان أو داخلها، وحتى إذا تم التغلب على هذه التحديات، فقد يختار بعض الأشخاص عدم أخذ اللقاح.
ويقول نيل شيرينغ، كبير الاقتصاديين في مجموعة “كابيتال إيكونوميكس”، في مذكرة بحثية إنه هناك مجموعة من النتائج المحتملة للاقتصادات بمجرد اعتماد اللقاح، مشيراً إلى أنه سيكون من الخطأ الافتراض أن اللقاح سيغير التوقعات الاقتصادية للعام المقبل.
وقال شيرينغ إنه “يكمن في أحد طرفي الطيف لقاح عالي الفعالية ينتج ويوزع بسرعة. ومن ناحية أخرى هناك لقاح أقل فعالية يواجه تحديات كبيرة في الإنتاج والتوزيع ويواجه نقصاً نسبياً في العرض في العام 2021. في معظم السيناريوهات الواقعة بينهما، من المحتمل أن تظل تدابير الاحتواء، بما في ذلك التباعد الاجتماعي والقيود المفروضة على بعض السفر إلى الخارج، سارية في المستقبل القريب”.
التحدي الأول هو اللقاح نفسه: قالت منظمة الصحة العالمية إنها تفضل أن يكون اللقاح فعالاً بنسبة 70٪ على الأقل، لكنها حددت الحد الأدنى للقاح كوفيد 19 عند 50٪، ما يعني أن أي شخص آخر يتم تطعيمه قد يظل معرضاً لخطر الإصابة، ما قد يمنعه من العمل وإنفاق الأموال.
يعد العرض عامل مهم آخر: وفقاً لشيرنغ، تشير الأرقام من المطورين إلى أن مليار جرعة قد تكون متاحة هذا العام، مع 7 مليارات أخرى جاهزة للتوزيع في العام 2021. لكن، هذه الأرقام تفترض الموافقة على لقاحات متعددة، وقد يتضح أن الإمداد سيكون منخفضاً بشكل أكبر. ستكون هناك حاجة إلى إبر ومحاقن متخصصة لإعطاء اللقاح، ولكن البلدان بما في ذلك الولايات المتحدة ليس لديها ما يكفي في متناول اليد. هناك أيضاً نقص عالمي في القوارير الزجاجية. وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة إن المنظمة لا تتوقع نوفر لقاحاً واسع النطاق حتى منتصف العام المقبل.
أخيراً، يتردد الكثير من الأشخاص لأخذ اللقاح: وفقاً لمسح أجراه بنك دويتشه، قال 61٪ فقط من الأشخاص في فرنسا إنهم يخططون لأخذ لقاح إذا اعتمد أحدها في الأشهر الـ6 المقبلة، في حين أن الأمر ذاته ينطبق على 70٪ إلى 75٪ من الألمانيين والإيطاليين والإسبانيين والبريطانيين والأمريكيين. كما قال البنك الأسبوع الماضي في مذكرة بحثية، إنه في أوروبا، يعتقد نصف السكان فقط أن “اللقاحات آمنة”.
يقول شيرينغ إنه “من منظور الاقتصاد العالمي، فإن القضية ليست ببساطة تواجد لقاح أم عدمه”.
المصدر: سي ان ان